تستعطي إسرائيل اليوم كالشحّاذ الفقير الأصوات الأميركية والإسرائيلية لتلبية نداء رئيس حكومة العدو بينامين نتنياهو بضرورة تزويد التصريحات الإسرائيلية الحمقاء حول إمكانية ضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية جرعة دعم قوية،علّها تصبغ هذه التهديدات الجوفاء بصدقية مفقودة،على ما يبدو أنهم لن يحققوها أبداً.
وفي سياق الحرب النفسية على الخارج، إلى جانب تطمين الجبهة الداخل الإسرائيلي ورفع معنويات المستوطنين،نشرت مصادر أمنية صهيونية أخباراً تقول بأن عدد القتلى الإسرائيليين في حال وقوع مواجهة وحرب مع إيران وحزب الله،لن يتجاوز المئتي إسرائيلي،وقد يرتفع العدد أكثر بقليل _ على حد زعم الصهاينة_ ليصل إلى ثلاثمئة قتيلاً في حال إنضمام سوريا إلى المواجهة.
حتى الإعلام الإسرائيلي اليوم لم يعد قادراً على عكس الصورة المريحة المطمئنة للمستوطنين الصهاينة واليهود، إذ تكشّفت كلّ السبل وزالت الأقنعة وبات الإسرائيليون أمام مخاوف حقيقية.
هذه التحليلات الإسرائيلية الأشبه إلى حلم من واقع مفروض غصباً على إسرائيل،هي خلاصة بحث خبراء العمليات في المؤسسة الأمنية في كيان العدو،والذي نشرته صحيفة هآرتس أمس،ومفاده ان عدد القتلى من الإسرائيليين في المواجهة المقبلة،يتواصل بالتقلّص،فبعد أن كانت التصريحات تؤكد مقتل عشرات الآلاف،تقلص العدد في التكهنات إلى الآلاف ومن ثم الخمسمئة،بحسب ما أكده وزير الحرب الإسرائيلي،وصولاً إلى ثلاثمئة قتيل بحسب هآرتس.
والمضحك في الامر،أن هذه التحليلات ترتكز إلى فرضية تتجاهل القوة الصاروخية الإيرانية المتصاعدة،وتقول هذه الفرضية بحسب حسابات البحث الاستخباري الاسرائيلي، أنه حتى لو هاجمت اسرائيل المنشآت النووية الايرانية وقررت طهران الرد، فإنها لن تستخدم كل المخزون الصاروخي الذي في حوزتها! وتتنبأ الفرضية بأن عدداً من الصواريخ سيواجه مشاكل خلال إطلاقه، بينما سيدمّر سلاح الجو الاسرائيلي عدداً آخر، فيما ستعترض منظومة «حيتس» عدداً لا بأس به من هذه الصواريخ!
وأشارت "هآرتس" إلى إنه يجب أن يضاف إلى ذلك، التهديد الصاروخي من جانب حزب الله، الذي لا يحوز فقط على صواريخ كاتيوشا للمديين القصير والمتوسط، بل وأيضاً المئات من صواريخ "إم ٦٠٠" الدقيقة نسبياً، والتي بوسعها ضرب وسط إسرائيل.
كما تناقض هذه التحليلات نفسها بنفسها ففي حين ترفع من معنويات سلاح الجو الإسرائيلي الذي أثبت فشله الذريع في حرب تموز وهذا ما اكده المسؤولون الصهاينة،تعترف إسرائيل لدى حزب الله عددٌ هائل جداً من الصواريخ ، ويُقدر اليوم بقرابة ٦٠ ألفاً، ما من شأنه ضرب إسرائيل في العمق.