وسط رضا القيادات الإسرائيلية،ترسل مصر مروحيات هجومية إلى سيناء بقرار رجعي على أساس إتفاقية كامب دايفيد،في الوقت الذي يدعم بدو سيناء المصريين مؤكدين نيتهم في تدمير الأنفاق على إعتبار أن الحركة التجارية المصرية الفلسطينية يجب أن تكون عبر معبر رفح

كشف مسؤول إسرائيلي رفيع عن موافقة  تل أبيب عبر مجلس وزراء الكيان الصهيوني المصغر للشؤون السياسية والأمنية، على طلب مصر إرسال مروحيات هجومية إلى شبه جزيرة سيناء للتصدي للمجموعات المسلحة، فيما تلقت الحكومة المصرية وعداً من قادة البدو في سيناء بمساعدتها في عملياتها العسكرية المتواصلة منذ إعتداء مجموعات مسلحة على حرس الحدود يوم الأحد الماضي وقتل ١٦ منهم. 

في هذا الإطار، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أمس، أن هذا الإذن بإستخدام هذه المروحيات سيسري لبضعة أيام . ناقلةً عن مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية قولها إن القرار "لن يُعرّض إسرائيل للخطر"، مشيرةً إلى أنّه تمّت دراسة جميع التّداعيات المحتملة المترتبة على مثل هذا القرار قبل إتّخاذه. 

ويسري القرار بأثر رجعي إذ أن مصر أرسلت بالفعل المروحيات في إطار أكبر هجوم تشنه في سيناء،حيث إتخذ القرار من خلال إستطلاع آراء وزراء اسرائيليين هاتفياً للإسراع بالعملية. 

إلى ذلك،شدد المسؤول الذي طلب عدم نشر إسمه لوكالة "رويترز" على أن مجلس الوزراء الأمني المصغّر في إسرائيل وضع قيداً بأن يستمر ذلك عدة أيّام "للقيام بعمل محدد". 

من جهتها، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "المصادقة على الطلب كانت ضرورية، لأن إتّفاقية كامب ديفيد تحدد نوع الأسلحة التي يجوز إدخالها إلى المنطقة، وتمت بناء على طلب من وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك".

أمل صهيوني بتغيير جوهري في سياسة مصر
وإذ تأملت مصادر عسكرية في الكيان الصهيوني أن تعكس الإجراءات التي تتخذها مصر في هذه الأيام "تغييراً جوهرياً في سياستها وليس إرادة فقط للانتقام"،نقلت شاحنات عسكرية مصريّة عشرات الآليات المدرعة المجهزة بالرشاشات في العريش حيث تنشط مجموعات مسلحة من البدو، في عدد من القرى القريبة من الحدود مع قطاع غزة. 

قادة بدو سيناء:سندمّر الأنفاق،ولا نكترث لإستياء حماس،لأننا ضدّ التهريب وضد الحصار
من جهتهم، وعد قادة البدو، بتقديم المساعدة إلى السلطات المصرية، بالرغم من عدائهم للحكومة المركزية مطالبين وزير الداخلية أحمد جمال الدين، برؤية جثث العناصر الذين قتلوا في العملية العسكرية التي شنتها القوات المصرية. 

إلى ذلك، أكد أحد البدو ويدعى عيد أبو مرزوقة أنه "تم التوصل إلى إجماع بين القبائل على تدمير الأنفاق"،قائلاً " لا يهمنا إن كان هذا يثير إستياء حماس، يجب أن تتم الحركة التجارية بين مصر والفلسطينيين من خلال معبر رفح" وأضاف "إننا ضد التهريب وضد الحصار"، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ ٢٠٠٧. 

قوات إسرائيلية تحتال على القانون الدولي وتطارد أفارقة وتسلمه لمصر
في سياق آخر، أفادت وكالة الأنباء البريطانية "أسوشييتد برس" أمس عن قيام القوات الإسرائيلية بإجتياز حدود سيناء لمطاردة مهاجرين أفارقة وتسليمهم للسلطات المصرية، وفيما لم تحدد توقيت الحادثة، نقلت عن جماعات حقوقية لم تسمّها قولها إن ما تقوم به القوات الإسرائيلية يُعَدُّ محاولة للتحايل على القانون الدولي، الذي يمنع الدول من إعادة طالبي اللجوء إذا كانوا سيتعرضون للخطر في بلدانهم الأصلية. 

وفي حين أشارت الجماعات الحقوقية إلى أن الرقيب العسكري الإسرائيلي منع نشر تقرير حول الموضوع في اسرائيل، إدّعى
جيش الإحتلال الاسرائيلي في تعليقه على مضون التقرير أنّه يعمل في إطار القانون، بينما لم يصدر تعليق فوري من مصر.