المقداد: الشعب السوري يعرف أن من يقف خلف العدوان الذي يتعرض له هو الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.
وقف التسليح للارهابيين يؤمّن الحل في سوريا
تنا - بيروت
7 Sep 2012 ساعة 13:37
المقداد: الشعب السوري يعرف أن من يقف خلف العدوان الذي يتعرض له هو الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري الدكتور فيصل المقداد أن طريق الخروج من الأزمة الحالية في سورية هو جلوس السوريين بمختلف أطيافهم إلى طاولة الحوار، قائلاً: "كي يقرروا بأنفسهم ما يريدون دون أي تدخل خارجي وعرض ما توصلوا إليه في استفتاء على كل أبناء الشعب حتى يحدد في النهاية مستقبل وغد سورية".
وأوضح المقداد في حوار مع "التلفزيون العربي السوري" امس، إن الحل موجود ومطروح في سورية والطريق إلى الحوار الوطني مفتوح أمام كل القوى السياسية، "بما يحقق عودة الأمن والأمان إلى المواطن بعد أن افتقدهما نتيجة وجود مجموعات إرهابية مسلحة تدمر وتقتل وتهجر وترتكب جرائم وحشية بعيدة عن أي أخلاق".
كما شدّد المقداد على أن وقف التدخل الخارجي ووقف تمويل الإرهاب في سورية ووقف تسليح الإرهابيين وإيوائهم في الدول المجاورة يسرع في حل الأزمة لأن هذا التدخل يلعب الدور الأساسي في إذكاء النيران وتأجيج العنف، لافتاً الى أن سورية تنظر إيجابياً إلى أي مبادرة ترغب بتقديم أي مساعدة على احتواء الأزمة وإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع ومدن سورية.
الى ذلك، أوضح نائب وزير الخارجية السوري أن بلاده رحبت بتعين المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي كما رحبت بكوفي أنان وخطة النقاط الست وبعثة الأمم المتحدة للمراقبة، لافتاً الى انها "ستتحدث معه بقلب مفتوح ورغبة صادقة في إنهاء الوضع القائم في سورية وستستمع إلى نصائحه وآرائه كما ستتعاون في إنشاء مكتب للأمم المتحدة في دمشق لمتابعة هذه القضايا بحيث يكون قادرا على وضع الإبراهيمي في صورة ما يجري في سورية".
من جهة ثاينة، أكد المقداد أن الشعب السوري يعرف أن من يقف خلف العدوان الذي يتعرض له هو الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني "باعتبارهما العقل المدبر لكل ما يجري والآمر لتركيا وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول الخليجية بدعم المجموعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة لكي تسفك دم الشعب السوري"، مشدداً على أن إنجازات وبطولات وتضحيات الجيش العربي السوري في حماية الشعب وتفكيك منظومة الإرهاب هي التي تربك أعداء سورية وتدفعهم إلى التراجع عن مخططاتهم الهادفة إلى إلغاء أي دور لسورية في استعادة الحقوق العربية وفي مقدمتها الجولان وفلسطين.
وأضاف نائب وزير الخارجية السوري "إننا واثقون بأن الحاضر والمستقبل لنا لأننا كشعب سوري لم نتعود على الخنوع والخضوع للإملاءات الغربية، والحكومة في سورية مستعدة للحوار الوطني وإنهاء الأزمة"، مضيفاً إن الدبلوماسية السورية في هذا البحر المتلاطم هي دبلوماسية مسؤولة تنفذ توجيهات القيادة السياسية ومتطلبات المصلحة الوطنية "وإذا أعتقد البعض أن هذا الهدوء هو ضعف في الأداء فلن نمارس هذا الهدوء إلى الأبد وسنعري أولئك الذين يغذون الهجمة الإرهابية ضد الشعب السوري وأولئك الذين يدعمون ويسلحون الإرهاب في المنطقة".
في سياق آخر، أشار المقداد إلى أن سورية لديها رصيد دعم دولي جيد من الدول التي لها وزنها الدولي وعلاقاتها وسورية لن تسكت على الإطلاق عن الحقيقة وستأخذ حقها وسترد على كل التصريحات المغرضة، مؤكداً أن قرار الجامعة العربية بإيقاف بث القنوات الفضائية السورية على قمري عربسات ونايل سات سببه النجاحات التي حققها الإعلام الوطني في إيصال الحقيقة إلى الرأي العام داخل سورية وخارجها وفي تعبيره الصادق عن ضمير المواطن السوري وتطلعاته ورؤيته بحل المشكلة سوريا وفي تصديه للعدوان الذي يشن على سورية.
وبيّن المقداد إن هذه الدول التي اتخذت مثل هكذا إجراء لا تملك قرارها بل تأتيها القرارات معلبة وموصوفة وهي تنفذ فقط بما يدلل على طبيعة التغيير المطلوب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في المنطقة العربية، موضحاً أن هذا القرار هو انحطاط أخلاقي ومخالفة صريحة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكل القيم الإعلامية العالمية وعدم تعليق الغرب على هذا القمع لحرية الرأي يؤكد على نفاقه والكذب الذي يمارسه.
من جهة أخر، لفت المقداد الى إن سورية هي التي قامت بصياغة تعبير العمل العربي المشترك وهي منذ نشوئها كانت قلب العروبة النابض ورائدة العمل القومي العربي وهي تؤمن اليوم أكثر من أي وقت آخر بهذا العمل العربي ولكن ليس الذي تسيطر عليه بعض الدول وتفرض من خلال التهديدات الأمريكية على الدول العربية الأخرى مواقف وإجراءات لا تؤمن بها، مضيفاً "التقينا خلال قمة دول عدم الانحياز أغلب الوفود العربية ووجدنا أنها تنتقد هذا النهج وهذه السيطرة التي تمارسها بعض دول الخليج المدعومة من إسرائيل وأمريكا على الجامعة والمطلوب منها أن تقوم بإشعال الفتن في المنطقة العربية لكي لا يتم التوجه العربي باتجاه العدو الرئيسي وهو إسرائيل".
كما أوضح المقداد أن تلك الدول هي ضد العروبة ولا تؤمن بها ولا بالتضامن العربي ولكننا في سورية نعتز بعروبتنا وفكرنا القومي الذي لن يسقط بل هو من سيسقط كل هذه الحكومات التي تتآمر على سورية وعلى دول عربية أخرى وتتحالف مع "إسرائيل" ضد الفكر القومي العربي وضد التوجهات العروبية، مشيراً إلى أن زعماء تلك الدول ينفذون ويمولون ما يطلب منهم من قبل البيت الأبيض مقابل أن يبقوا على عروشهم وهم ليسوا الا أدوات تستخدم لقتل حركة التحرر الوطني العربية.
وقال المقداد إن فلسطين غابت من اللغة السياسية لتلك الدول التي تمنع خروج أي تظاهرة من أجل فلسطين ولا تتحدث نهائيا عن أي قصف يقوم به الاحتلال "الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني لأنهم يريدون التركيز فقط على ما يجري في سورية كما أن القدس تهود فيما نرى تلك الدول توقف مساعداتها للشعب الفلسطيني بناء على أوامر أسيادها.
في السياق نفسه، شدّد نائب وزير الخارجية والمغترين على أن الكثير من التحولات التي جرت في المنطقة صنعت "إسرائيلياً" وأمريكيا لخدمة أهداف "إسرائيل" كما أن الولايات المتحدة هي التي تقف خلف كل ما حدث في المنطقة العربية وما يحدث اليوم في سورية على الرغم من محاولات إدارتها تغييب ذلك عن الرأي العام.
وأكد المقداد أن "الحكومة التركية الحالية بزعامة رجب طيب أردوغان تستحق أن توضع على لائحة الإرهاب الدولي وأن يتم معاقبتها على دعمها لتنظيم القاعدة الإرهابي وفتحها الأبواب والحدود لمجموعات الوهابيين ليتسللوا إلى سورية ويرتكبوا الجرائم بحق شعبها".
وشدّد المقداد على أن الحكومة التركية ملطخة أيديها بدماء السوريين وان الشعب التركي سيحاسبها لأنها فشلت فشلا ذريعا في سياستها التي لا تخدم مصالحه والتي تقدم خدمات مجانية هادفة لإرضاء الولايات المتحدة وإسرائيل وتقمع حريات أبناء شعبها وتدعم الإرهاب في المنطقة، لافتاً الى "إن الشعب التركي يقف بأغلبيته ضد سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية وهو يخرج إلى الشوارع ويعبر عن تضامنه مع سورية وشعبها وإدانته لما يقوم به أردوغان من قتل لأبناء سورية".
وأضاف المقداد كنا نتمنى دائما من تركيا أن تصفي الحساسيات التاريخية كما عملت عليه سورية خلال السنوات الخمس الماضية ولكن يبدو أن الولاءات الدينية والعقائدية للحكومة التركية الحالية والأوامر التي تأتيها من الولايات المتحدة الأمريكية بالهجوم على سورية أصبحت أولوية بالنسبة لها، مؤكداً أن سورية ستبقى صامدة أمام الاعتداءات التي تقوم بها تركيا وأمام الهجمة الإرهابية الوهابية العابرة من الحدود التركية.
رقم: 108320