كشفت تفاصيل إستشهاد الشاب البحريني علي حسن نعمة (١٧ عاماً) الذي قتلته قوات النظام في البحرين أمس الجمعة ٢٨ أيلول (سبتمبر)، عن إطلاق النار عليه من مسافة لا تتجاوز ٣ أمتار حينما كان يفر منهم بعد مسيرة سلمية خرجت للتعبير عن الرأي في المنطقة وتعرضت للقمع.
في هذا السياق،أكد شهود عيان أن القوات البحرينية قمعت تظاهرة سلمية بكل وحشية، وترصدت للمتظاهرين عبر الإختباء في أزقة قرية صدد، وعند ظهور الشهيد علي نعمة قامت بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قصيرة، مما أدى سقوطه على الفور، كما وضع أحد عناصر الأمن رجله على صدره لفترة ثم قاموا بسحله على الشارع لحوالي ٢٠ متر لإبعاده عن مكان الجريمة.
وعليه،فإن وجود النية المبيتة لقتل الشاب نعمة واضحة وضوح الشمس مع سبق الإصرار والترصد من قبل قوات الامن اليت قامت بتعذيبه بعد رميه بالرصاص.
إلى ذلك،كشفت المعلومات عن وجود آثار تشوهات كثيرة بجسم الشهيد نتيجة السحب، إلى جانب آثار وكدمات في مختلف أنحاء الجسم.
تفاصيل الحادثة تكشف بشاعة إجرام الأمن البحريني
أما الحادثة فيقصّها شهود عيان ٍ في إفادتهم بالقول "أثناء خروجنا في مسيرة سلمية رفعت المطالب الوطنية بالتحول نحو
الديمقراطية، داهمتنا خمس دوريات لقوات النظام قادمة من جهة دوار المالكية، وكانت تسير بسرعة جنونية مما إضطرنا للإنسحاب الفوري خوفاً من الدهس والإعتقال".
وأوضحوا: "كعادتنا بعد الاختباء نقوم بكشف المكان إن كان خالياً من القوات للتأكد من مغادرتها كي نعود مجدداً لإستكمال المسيرة السلمية، وكانت الدوريات قد غادرت حينها متوجهة إلى النقطة العسكرية عند قصر الصافرية القريبة من دوار القرية".
كذلك تابع شهود العيان بالقول "ما كنا نجهله حينها هو إختباء ثلاثة أفراد مترجّلين بالقرب من برادة روى التي تقع في زاوية العمارة وهو الممر الضيق المؤدي إلى الشارع، وقد كان الشهيد متقدماً في ذلك الممر الذي لا يتعدى طولة الثمانية أمتار وذلك لكشف الطريق فقط وهو خالي اليدين تماماً، وحين وصوله لنهاية الممر تفاجأ بالقاتل وهو شاهراً سلاحه مستعداً لإطلاق الرصاص وما كان من الشهيد إلا الفرار، ولكن طلقة السلاح كانت أقرب إليه حيث أن القاتل أطلق عليه من مسافة لاتتجاوز ٣ أمتار، وأسقطته مكانه دون حراك، وجاء له مسرعاً واضعاً رجله على صدر الشهيد".
ولم يكتف الأمن البحريني بقتل الشهيد، فبعد ١٠ دقائق قامت القوات بسحل الشهيد وإبعادة عن مكان سقوطه إلى الشارع العام قرابة ٢٠ متراً وقد حضرت سيارة الإسعاف التابع لمستشفى السلمانية بعد سقوط الشهيد بساعة وعشر دقائق حيث كان الأوان قد فات لإنقاذه.
الوفاق تُعلن الحداد" هي رسالة للعالم بأن النظام مستمر منذ فبراير ٢٠١١ بنفس عقلية الإرهاب"
على الأثر، أعلنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الحداد لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام إثر سقوط الشهيد المظلوم علي حسين نعمة (١٧ عاماً) على يد النظام بعد إستهدافه بالرصاص الانشطاري داخل الحي الذي يقطنه في منطقة صدد غرب جنوب المنامة.
وقد شددت الوفاق على أن جريمة قتل الطفل علي نعمة بدم بارد والتنكيل به شاهدٌ على دموية السلطة ومنهجيتها الإرهابية القمعية في التعامل مع كل رأي يطالب بالكرامة والحرية والديمقراطية في ظل واقع ديكتاتوري دموي لا يقبل رأياً آخر تعبر عنه وتتبناه غالبية شعب البحرين بكل سلمية.
كما رأت الوفاق أن عملية القتل الوحشية للطفل علي نعمة هي رسالة لكل المجتمع الدولي والعالم بأن هذا هو النظام في البحرين الذي يكذب ويمارس الدجل والتدليس على العالم، وهو مستمر منذ فبراير ٢٠١١ بنفس العقلية الدموية التي تمارس الإرهاب المنظم ضد شعبه
الجدير بالذكر،أن جريمة قتل الشهيد الجديد تأتي في سياق إطلاق حكم البراءة والحكم المخفف على قتلة بعض الشهداء وضحايا السلطة، إنما يعني وجود خطة قتل مسبقة وبصك قضائي، وذلك بعد تبرأة قتلة الشهداء بساعات.