"يا عباس طفح الكيل"،هي العبارة التي أثلجت صدور الفلسطينيين،صرخةٌ إنطلقت من بيروت إلى فلسطين المحتلة لتنتفض بوجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على خلفية زعمه أن حدود عام ١٩٦٧ هي حدود فلسطين،وبأنه لا يحق له السكن في قريته الفلسطينية صفد لأنه "ليس إسرائيلياً"على حد تعبيره.
فقد نفذ حشد من اللاجئين الفلسطينيين من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان أمس الجمعة إعتصاماً أمام السفارة الفلسطينية في بيروت تحت شعار "يا عباس طفح الكيل" إحتجاجاً على تصريحات عباس الأخيرة للتلفزيون الصهيوني والتي رأى فيها أن فلسطين بنظره هي في حدود العام ١٩٦٧.
فقد حمل المعتصمون الأعلام الفلسطينية مرددين شعارات ورافعين رايات تندد بتصريحات محمود عباس كان أبرزها "صفد فلسطينية يا عباس"، "وعد بلفور وعد عباس"، "الشعب الفلسطيني بحاجة لقيادة تتبنى المقاومة وتعمل لإستمرار الإنتفاضة"، "٤٨ + ٦٧ = فلسطين"، و"لن تقتلوا العلم فينا- فلسطين".
في هذا السياق،إختتم المتظاهرون تحركهم ببيان ختامي رأوا فيه أن "تصريح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو تفريط واضح بأرضنا وحقنا بالعودة إلى ديارنا، وإهانة مباشرة لدم الشهداء وتضحيات شعبنا البطل"،مضيفين أنّ "وصفّهُ للكفاح المسلّح بالإرهاب هو تنازلٌ واضحٌ عن حقّنا بالمقاومة بكل أشكالها المسلحة والشعبية، الذي تضمنه لنا كل الشرائع الدينية والمواثيق الدولية".
كما أوضح البيان أن "الفلسطينيين ملتزمون ببنود الميثاق الوطني الفلسطيني الداعية للكفاح المسلح، وبالخط الذي رسمه الشهداء من كل أطياف اللون الفلسطيني، مؤكدين في الإطار ذاته على تضحيات الشعب بالدم والروح والمال من أجل تحرير فلسطين،كلّ فلسطين".
إلى ذلك،شدد المحتشدون على مطالبتهم بإسقاط إتفاقية أوسلو وما نتج عنها كما نسف مسار المفاوضات مع العدو الصهيوني"،مطالبين كذلك منظمة التحرير الفلسطينية بإقالة عباس ومحاسبته على تصريحاته التي وجدوا أنّها تهدم الروح الوطنية لأبناء الشعب الفلسطيني.
ولم يكتف المتظاهرون أما السفارة الفلسطينية في بيروت بهذا البيان،بل طالبوا بسلسلة من المطالب كان أبرزها إعتذار عباس من كافة الشعب الفلسطيني،التأكيد على مشروعية الكفاح المسلح،الوقف الفوري لتنسيق الأمني ورفض التواصل مع العدو الصهيوني على كافة الصعد،كما الإفراج الفوري عن كافة معتقي الرأي في السجن بغزة والضفة وإزالة الإنقسام.