سارة، يوسف، إبراهيم، جمال ورنين.. ما عادوا يلعبون كما يلعب كلّ الصّغار..
أجسادهم تحوّلت أشلاء ممزّقة
ألعابهم باتت أشلاء متناثرة
كانوا يلعبون بدُماهم
وباتوا اليوم يسبحون بدمائهم البريئة
أطفال عائلة الدلو الفلسطينية،إغتالتهم الوحشية الصهيونية على مذبح العرب،عرب الجاهلية كانوا وما زالوا وسيَبقَون صمٌّ بكمٌ عمٌ لا يفقهون
ولكن لا،مهلاً،فآلة القتل لم ولن تُسكت صوت الحق العالي بعلوّ صواريخ المقاومة المزغردة في تل أبيب وإيلات وعسقلان
إرتُعِبوا من طفولتهم،وعظامهم الرقيقة،ذُعروا من صمودهم في غزة الإباء رغم كلّ شيء
صمت الطفولة اليوم يصرخ،يملأ العالم ضجيجاً،هم صمتوا وصعدوا إلى جنان الخُلد لكنّ صوته سيزلزل الأرض من تحت أقدام بني صهيون.
نعم،على نفسها جنت براقش،فتحتم بأيديكم أبواب جهنّم، فذوقوا الحميم بما كنتم بأهل غزة تصنعون
من هناك،من الأرض التي ستحوي جسد سارة،ويوسف،وإبراهيم،وجمال،ورنين،ستقاوم العين المخرز،ومجدداً سيسجّل التاريخ قصّة إنتصار للدم على السيف
العين بالعين،والسّن بالسّن،وأنتم البادون والمغتصبون،لن نصالح ولن نهادن،فأطفال غزة على موعدٍ مع فجرٍ جديد في تاريخٍ جديد،فجرٌ من نوعٍ آخر..لا يفقهه الأعراب المتصهينين..
صدق الشاعر المصري أحمد دنقل حين قال:
لا تُصالح
ولو منحوك الذّهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثمّ أثبّت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياءُ لا تُشترى
فيا أيها الحاكم العربي، لو تبقى لديك بعضٌ من كرامة
لا تصالح
ولو توّجوك بتاج الإمارة
إن عرشك زيف
وسيفك زيف
إذا لم تزن بذؤابته – لحظات الشرف
وإستطبت – التّرف!
لا تُصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السّلام
كيف تستنشق الرّئتان النّسيم المدنَّس؟!
كيف ترجو غداً.. لوليد ينام
وهو يكبُر بين يديكَ.. بقلبٍ مُنكّس؟!
ياسمين مصطفى