أما آن الأوان يا سيادة الرّئيس كي تُدرك أنّ الجُرح نبض السّلاح وأن الحرّيّة تُنتزع بدماء الشّهداء وزغردة الصواريخ لا بالوقوف على أعتاب المحافل الدولية لإستعطاء قرار سياسي لا يُسمن ولا يُغني من جوع!

في ظلّ كومة الإدانات والإستنكارات والشجب الكلامي للعدوان الصهيوني على غزة، لم يكن بيد الرّئيس الفلسطيني سوى أن يأسف لعدم تمكن مجلس الأمن من الوصول إلى بيان يدين الإعتداء الإسرائيلي على غزة هاشم،فإكتفى "أبو مازن" بإدانة العدوان الغاشم ودعوة الدول العربية إلى القيام بخطواتٍ ملموسة لوقف العدوان. 

حبرٌ على ورق،ظهر واضحاً في إستنكار عباس الخجول،الذي أعلن تنسيقه مع حركة حماس لوقف العدوان،مرحباً بزيارة المسؤولين العرب إلى القطاع،ومطالباً كذلك بعقد "قمة عربية عاجلة من أجل فلسطين". 

"أبو مازن"،ووسط كل الضجيج الذي يعلو من كافة الأطراف لهول المشهد وإنقلاب الموازين بوصول صواريخ المقاومة إلى هرتزيليا وتل أبيب وإيلات،وعلى الرغم من الفجائع التي تحل بالأهالي في غزة،إلا أن الرئيس الفلسطيني ما يزال يحمل في جعبته "الحلم" بالذهاب إلى الأمم المتحدة في ٢٩ نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي معلّقاً آمالاً واهية بنيل إعترافٍ بفلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة. 

وإذ جدد عباس الدعوة للقادة العرب للإلتئام على مستوى القمة بأسرع وقت ممكن للنظر في سبل وقف إعتداءات الصهاينة،بعث للأمين العام لجامعة الدول العربية طلباً رسمياً عبر المندوب الفلسطيني بعقد قمة طارئة لأجل غزة. 

هنا،وبهذه الإستنكارات والدعوات التي يطلقها عباس،تنتهي طموحات وآمال ومقدرات الرئيس الفلسطيني وكأن به شللاً يمنعه من إتخاذ أي موقف جاد وحقيقي تجاه أطفالٍ ونساء وشبان في ربيع العمر يسقطون كأوراق الخريف الذابلة على مذبح "الخريف العربي" المطعّم بنكهات صهيو – أميركية. 

لـ"أبو مازن نقول"..شبعنا كلاماً وإستنكارات..فقد فرغ الحبر في محبرتك ونفذت من بين يديك الأوراق،أما آن الأوان كي تُدرك يا سيادة الرئيس أن الجرح نبض السّلاح وأن الحرّيّة تُنتزع بدماء الشهداء وزغردة الصواريخ  لا بالوقوف على أعتاب المحافل الدولية لإستعطاء قرار سياسي لم يكن يوماً في حسابات الغرب..ولن يكون!! 

الاعلامية : ياسمين مصطفى