سلالة بعضها من بعض ، همها واحد، هدفها واضح، اسلامها رحيم، منطقها لين، فكرها الوحدة والتألف ونبذ العنف والكراهية، لرص الصف بوجه العدو الاول للامة، الا وهو اسرائيل الخبيثة.
السيد فضل الله لـ "تنا":ستبقى الوحدة خيار الأمة في مواجهة كلّ الذين يسعون لإثارة الفتن
تنا - بيروت
18 Jan 2014 ساعة 13:45
سلالة بعضها من بعض ، همها واحد، هدفها واضح، اسلامها رحيم، منطقها لين، فكرها الوحدة والتألف ونبذ العنف والكراهية، لرص الصف بوجه العدو الاول للامة، الا وهو اسرائيل الخبيثة.
السيد علي فضل الله نجل العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، الذي ما شغله شاغل عن تلبية نداء الواجب في ميادين الساحة الاسلامية، لا سيما مؤتمر الوحدة الاسلامية، الذي ما انفك المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية يعقده في العاصمة الايرانية طهران، وها هو اليوم بدورته السابعة والعشرين، وتحت عنوان "القران الكريم ودوره في توحيد الامة الاسلامية" ، الذي كان سماحة السيد قد عزم على الحضور والمشاركة بما يحمل من ارث وفكر وحضور على الساحة الاسلامية، ولان المؤتمر يحتاج الى كبار القوم وعقلاؤه وحكماؤه، لن يضيع سماحته الفرصة او يترك الساح.
لكن الظروف المتلاحقة التي تضرب الساحة اللبنانية والاحداث الكثيرة، ولانه حفظه الله، يؤمن ان العمل الوحدوي ومواجهة الفتنة تبدأ من الارض، ابى الا ان يتصدى للواقع الصعب بحضوره الشخصي، ولم ينسى المؤتمر ولا المؤتمرين الذين لهم عنده الكثير من الحب والتقدير والاحترام، لما يبذلونه من جهد في مواجهة الفتنة والقتل والعنف الذي غرقت به الامة الاسلامية ، فكان لسماحته لقاء مميز بالتزامن مع انعقاد المؤتمر في العاصمة طهران مع وكالة انباء التقريب حيث تحدث سماحته عن المؤتمر ومحاوره والمشاركين من مختلف البلدان الاسلامية .
مؤتمرات الوحدة واهميتها
يتحدث سماحة العلامة السيد علي فضل الله، عن أهمية مثل هذه المؤتمرات، معتبراً أنها تجسّد التمسّك بفكرة الوحدة، وخصوصاً حين تأتي في سياق مواجهة كل التحديات التي يعانيها الواقع الإسلامي في المنطقة، مشدداً على دور العلماء في هذا الإطار.
السيد فضل الله: هذا المؤتمر هو تحدٍّ لكلّ العابثين بوحدة المسلمين
السيد فضل الله، وفي حديث خاص إلى وكالة أنباء التقريب "تنا"، لفت إلى أنه يراد لنا في هذه المرحلة العصيبة التي تواجه أمتنا، أن نيأس من إمكان تجسيد الوحدة الإسلامية، ليكون الصراع المذهبي هو الأصل في العلاقات بين المذاهب، فضلاً عن اعتبار هذا النزاع من طبيعة الأشياء التي لا يمكن تغييرها، مشيراً إلى أنَّ هناك من يلعب على هذه الأوتار، بهدف توسيع الهوة بين المسلمين.
وأضاف سماحته: "يأتي هذا المؤتمر ليؤكد أن لا سبيل لنهضة المسلمين إلا بالوحدة، وأن الوحدة ستبقى خيارنا، وأننا سنواصل العمل لمواجهة كل الذين يسعون إلى إثارة الفتنة".
وتابع: "إنَّ الواقع الإسلامي واجه على طول التاريخ الإسلامي، تحركات كثيرة لإشعال الفتن، من خلال إثارة مفردات الخلاف، وتعميق مساحاته، وتجنب التركيز على عناوين التقارب، والعمل للتقليل من مساحاته. وعليه، فعلينا كما نواجه العدو عبر التحدي العسكري، أن نواجه هذا التحدي الثقافي الفكري. وهذا المؤتمر يأتي في هذا السياق، ليؤكد أن الوحدة هي خيارنا، وأن التواصل بين العلماء والمثقفين، ينبغي أن يشكل فرصة لتبادل الآراء، ودراسة طبيعة المرحلة، وكيفية مواجهة الفتن والانقسامات، وخصوصاً أن الثقافة الإلغائية الإقصائية تتوسع في أكثر من مدى".
وأعرب سماحته عن أمله في أن تنبثق عن هذا المؤتمر الكريم، وخصوصاً في هذه المرحلة الحساسة، خطط وبرامج فعالة في مواجهة هذا التحدي الكبير، مشيراً إلى أن انعقاد هذا المؤتمر بحد ذاته، يوجه ضربة لكل العابثين بوحدة المسلمين، ورسالة مبدئية، بأنهم مهما عبثوا بالواقع الإسلامي، سيبقى العلماء والمثقفون يلتقون على القواسم والأهداف المشتركة، ليعملوا على ردم الهوة بين المسلمين.
السيد فضل الله: إيران تقود كل المواقع في وجه القوى الاستكباراية ـ الصهيونية للحفاظ على قوة الواقع الإسلامي ووحدته
وحول انعقاد المؤتمر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رأى سماحته أنه لا بد لمثل هذا المؤتمر من أن ينعقد في مختلف الدول، لكن انعقاده في طهران، غايته تأكيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية حرصها على الوحدة، في مقابل كل الأصوات التي تعتبرها القوة التي تقف في مواجهة السنة، وتعمل على أضعافهم.
وقال سماحته: "إنَّ الإمام الخميني(قده)، أطلق أسبوع الوحدة الإسلامية بين ١٢ و١٧ ربيع الأول، للتأكيد أن الوحدة الإسلامية، تجد أساسها المتين ومعناها الكبير حين يكون النبي محمد(ص)، هو العنوان الجامع ما بين المسلمين".
وأوضح السيد فضل الله، أن إيران، بقيادة مرشد الجمهورية الإسلامية السيد خامنئي، حريصة كل الحرص على الوحدة الإسلامية، وهي تعمل على تطويق أية فتنة يعمل المغرضون على إثارتها في هذا البلد أو ذلك، ولا سيما أنها تشعر بأن الفتنة في صميمها تؤذي توجهاتها وأهدافها. وعليه، فإنَّ إيران تركز على استنهاض عناصر القوة في الأمة، وتقود فعلياً كل المواقع التي تقف في وجه العدو الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي، على خلفيَّة أنَّ هذه الفتن أدوات رئيسيَّة تستخدم في مواجهة قوة الواقع الإسلامي ووحدته.
ورداً على سؤال عن جعل القرآن الكريم محور المؤتمر وعنوانه، أشار السيد فضل الله إلى الدور الكبير والأساسي للقرآن الكريم في تحقيق الوحدة، فهو الكتاب الذي نزل على نبي الرحمة(ص)، ويتفق عليه المسلمون كافة، ويؤمنون به، وهو المرجع الذي نستند إليه في تحديد السنة النبوية الصحيحة، ناهيك بالكمّ الكبير من الآيات الموجودة فيه التي تشدد على ضرورة الوحدة الإسلامية، لافتاً إلى أن القرآن بذاته هو دعوة إلى الوحدة.
السيد فضل الله: على العلماء حثّ الأمَّة على مواجهة الفكر التكفيري الإلغائي
وانطلاقاً من الواقع المتردي الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي، شدد السيد فضل الله "على دور العلماء في هذه المرحلة العصيبة في توجيه الأمة وتربيتها على العناوين الدينية الجامعة، وهي كثيرة، في مقابل التفصيلات الخلافية، وعلى المصالح الكبيرة التي تجنيها الأمة إذا توحدت، مقابل المفاسد الكبيرة التي ستلاقيها إذا بقيت منقسمة. وبذلك، نحول دون أن تقع فريسة الخطاب التحريضي الإلغائي، أو الخطاب الانفعالي الذي يدفعها، بغير وعي، إلى الوقوع في فخ الفتنة، بما لا ينسجم مع الإسلام، ويناقض مصلحة الأمة".
من هنا، دعا السيد فضل الله العلماء إلى حمل أمانة الوحدة، والعمل فكرياً وميدانياً لكشف الحقائق، وإزالة الغشاء عن العيون، من خلال شرح مفاهيم القرآن الكريم على حقيقتها، وإظهار السنة النبوية الرحيمة، بعيداً عن الأسلوب التلفيقي الذي يستخدمه المنطق الإلغائي، فيأخذ من القرآن الكريم أو السنة جانباً، ويتناسى الجانب الآخر الداعي إلى المحبة والرحمة وما إلى ذلك في الأمور.
واعتبر سماحته أن المشكلة في هذا الفكر الإقصائي، تظهر في فهمه الجزئي للقرآن الكريم، على حساب الفهم الشامل والمتكامل، وعدم اعتماده القرآن الكريم لتمييز صحَّة الحديث الشريف من عدم صحته، ما يجعل فهم الإقصائيين للنص أسير قناعاتهم المحدودة وأهدافهم ومصالحهم الخالصة، بدل أن يتم إخضاع هذه العناصر المذكورة للنص، ليتم تصحيحها وتصويبها وفقاً لمعاييره.
وأمام هذا الواقع، دعا السيد فضل الله العلماء إلى العمل الميداني، وعدم الاقتصار على الكتب أو المهرجانات أو المؤتمرات، على أهميتها، ذلك أنَّ ثمة عناصر أساسية واقعية يجب أخذها في الحسبان عند معالجتنا لهذا الواقع التكفيري الإلغائي، فإلى جانب الخلل الفكري في رؤيته ومنهجه، وهو ما يجب إظهار صعفه وهشاشته، حتى لا يضلل الناس، هناك جوانب سياسية أو اجتماعية وغيرها، لا بد من دراستها، للحؤول دون استثمارها بما يوسّع دائرة هذا الفكر وساحات عمله.
وأردف قائلاً: "في رأيي، إنَّ علينا إذا توافرت الظّروف، أن ندخل في حوارات معهم، فنناقشهم في مفردات فكرهم وممارساتهم، وننبههم إلى ما لم ينتبهوا إليه، ونوضح ما اشتبه عليهم مما نحمله نحن من مفردات عقائدية أو فكرية، لإظهار النتائج السلبية التي تنجم عن أعمالهم، وعلينا أن لا نيأس في هذا المجال".
وفي سياق متصل، لفت سماحته إلى دور لجنة المساعي الحميدة، التي تعمل على التواصل في الداخل والخارج مع المسلمين، لإبراز الصورة الحقيقية للإسلام التي يعمل هؤلاء الإقصائيون على تشويهها، معتبراً أن دور المؤتمرات الأساسي، أنها تضيء على هذه الجوانب، داعياً العلماء إلى بذل كل الجهود لتقديم الإسلام بصورة مشرقة وعقلانية ورحيمة وجذابة، تحقق للناس مصالحهم في الدنيا والآخرة.
إعداد وحوار: بلال مذبوح
رقم: 150730