«منظمة التحریر الفلسطینیة» تنظم ندوة سیاسیة بذکری انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران
نظمت منظمة التحریر الفلسطینیة مساء السبت ندوة سیاسیة في مخیم البص بمنطقة صور في جنوب لبنان، لمناسبة ذکری انتصار الثورة الاسلامیة في إیران، حاضر فیها، أمین سر فصائل المنظمة في لبنان فتحي أبو العردات وعضو کتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبنانی النائب نواف الموسوي. بحضور عدد من العلماء وممثلین للأحزاب اللبنانیة والفصائل الفلسطینیة وحشد من الأهالي.
نظمت منظمة التحریر الفلسطینیة مساء السبت ندوة سیاسیة في مخیم البص بمنطقة صور في جنوب لبنان، لمناسبة ذکری انتصار الثورة الاسلامیة في إیران، حاضر فیها، أمین سر فصائل المنظمة في لبنان فتحي أبو العردات وعضو کتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبنانی النائب نواف الموسوي. بحضور عدد من العلماء وممثلین للأحزاب اللبنانیة والفصائل الفلسطینیة وحشد من الأهالي.
أدار الندوة عضو المجلس الثوری فی حرکة «فتح» جمال قشمر الذی أوضح أن «الحدث الإیرانی شکل زلزالا لیس علی المستوی الداخلی الإیرانی فحسب بل علی المستوی الإقلیمی والدولی، فانهار نظام الشاه الملکی وقام نظام الجمهوریة الإسلامیة الذی یحمل شعارا لا شرقیة ولا غربیة، بل جمهوریة إسلامیة، ومع هذا الانتصار خسرت الولایات المتحدة الأمریکیة ثانی أکبر قاعدة لها فی المنطقة، کما أن الخاسر الأکبر من هذا کان الکیان الصهیونی الغاصب الذی کان حلیف الشاه الاستراتیجی، وباتت فلسطین الرابح الثانی بعد الشعب الإیرانی».
وتحدث أبو العردات فقال: «إن انتصار الثورة الإیرانیة بالنسبة للفلسطینیین هو انتصار تحقق لصالح القضیة الفلسطینیة وقضایا الأمة الإسلامیة، خاصة أنه قد أسقط أحد أهم حلفاء الغرب والکیان الصهیونی، وأول الغیث لتلک الثورة هو إغلاق سفارة الکیان الغاصب وتحویلها إلی سفارة فلسطینیة، وقد ترسخت علاقة قادة إیران بحرکة فتح ومنظمة التحریر الفلسطینیة وخاصة بالرئیس الفلسطینی الراحل یاسر عرفات، حیث کان یحظی بإحترام وتقدیر لا یجده الکثیر من قادة ودول العالم، لأن تلک العلاقة الممیزة لها الأثر الأکبر فی تطور العلاقات الفلسطینیة - الإیرانیة».
وشدد أبو العردات علی أن «من غیر المنطق أن یستمر العداء لإیران فیما یتم غض الطرف عن کل ما تقوم به إسرائیل من عدوان واحتلال».
وقال: إن «المصلحة العربیة ومصلحة القضیة الفلسطینیة بالدرجة الأولی تکمن بتقدیم أفضل العلاقات مع الإخوة فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة»، مؤکدًا أن «هناک إمکانیة للاتفاق مع إیران علی الکثیر من القضایا بالإضافة إلی إمکان خلق الکثیر من العلاقة المشترکة مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة». مشددًا علی أن «مثل هذه العلاقة الحسنة والجیدة مع إیران لا یمکن إلا أن تکون من خلال موقف عربی وإسلامی موحد باتجاه تشخیص مصالح الأمة ومعرفة أین تکون هذه المصالح من خلال التفاهم والحوار مع الإخوة فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة».
ثم تحدث النائب الموسوی الذی قال: «ما نشهده الیوم من ظاهرة الفکر التکفیری الذی غیر الاتجاه وغیر محور الاهتمام هو فی سیاق ضرب إرادة المقاومة وفکرها وبنیتها، فبدل من أن یکون ترکیز الجمیع علی مواجهة العدو الصهیونی، قدم الفکر التکفیری مطالعة أخری تؤدی إلی استیلاد حروب دمویة لا تنتهی، ولا یکون الرابح منها إلا العدو الصهیونی. إن الفکر التکفیری حاول بتجلیه کإرهاب تکفیری ضرب معقل من معاقل المقاومة ألا وهی سوریا، فهی صلة الوصل والقلعة الحاضنة ومنطلق الدعم، ولذلک کنا معنیین بالحفاظ علی هذا الموقع کی لا تبقی المواجهة مع العدو الصهیونی مجرد کلمة علی ورقة لا تجد إلی المیدان سبیلا».
أضاف الموسوی: «إن أکبر التحدیات التی نواجهها الیوم نحن فی المقاومة اللبنانیة والمقاومة الفلسطینیة هو الفکر والإرهاب التکفیریین، فهما أخطر ما نواجه، لأنه ینقل الحرب إلی الزواریب الداخلیة بحیث تتحول إلی احتراب بدل من أن تکون مقاومة ومواجهة، ولذلک نحن معنیون بالعمل معا علی مواجهة هذا الإرهاب من طریق تفکیک بناه التحتیة حیث وجدت، وعن طریق مواجهة الفکر التکفیری ومنابره التی تزیدنا تصدعا وانقساما. إننا معنیون بالقیام بأعمال من طابع المضامین تؤکد مستویات الوحدة المختلفة فی ما بیننا، والتی تصطف تحت رابطة العداء والمواجهة مع العدو الصهیونی، کما وأننا بحاجة إلی عمل میدانی لا یتیح للتکفیریین من أن یتمکنوا من إقامة بنی تحتیة أو قواعد انطلاق، فإن هذا الأمر بقدر ما هو مسؤولیة لبنانیة هو أیضا ومن دون أن نفرض علی جدول الأعمال الفلسطینی بندا إضافیا مسؤولیة فلسطینیة نعمل معا ومن موقع التعاون الوثیق لمواجهة هذا الخطر والإرهاب التکفیریین».
وتابع النائب الموسوی: «نحن بعد عام ٢٠٠٦ (حرب تموز) وبعد عام ٢٠٠٨ (حرب غزة) کنا أقرب من أی وقت مضی إلی فکرة الانتصار علی العدو الصهیونی، وکان بإمکاننا نحن فی المقاومة اللبنانیة وفی المقاومة الفلسطینیة ولا زلنا قادرین علی أن نستهدف أی بقعة من بقاع الکیان الصهیونی المحتل، وبتنا تهدیدا استراتیجیا ووجودیا لهذا الکیان، ولکن مع نشوب الأزمة فی سوریا وجدنا أن العدو ینظر بعین الفرح والسرور إلی ما یجری، ولذلک یمکن القول أن المنحنی الذی کان یأخذ شکلا تصاعدیا ما بعد عام ٢٠٠٨ وفی عام ٢٠١١ أخذ یضطرب هذا المنحنی، ونحن قادرون علی مواصلة المنحی التصاعدی، والمقاومة علی الرغم مما تقوم به من واجب وطنی وقومی فی مواجهة التکفیریة القتالة، إلا أنها لم تتوان عن مواجهة العدو الصهیونی، وشاهدنا کیف أن العدو فوجئ ببعض الضربات التی وجهت إلیه، وکان یعتقد أن المقاومة کانت مشغولة فی مکان آخر».
وطمأن النائب الموسوی الشعب الفلسطینی بأن «المقاومة لا تغادر ولم ولن تغادر موقع الصراع مع العدو الصهیونی، ولن یأتی الیوم الذی یمکن أن نتخلی فیه عن المواجهة مع هذا العدو، فقضیتنا ستبقی قائمة فی مواجهة هذا العدو حتی إزالته».
وقال: «نعتقد أن الشعب الفلسطینی إذا تمکن من تحریر أی بقعة من فلسطین هو أمر إیجابی یسجل للمقاومة الفلسطینیة علی طریق السعی إلی تحقیق الانتصار النهائی، ولذلک فإن دعمنا مطلق للشعب الفلسطینی فی نضاله من أجل استعادة حقوقه، وفی کل مرحلة یتمکن الشعب الفلسطینی من التقدم میدانیا سیجدنا دوما إلی جانبه».
أضاف الموسوی: «إننا فی أخطر لحظة تواجهها القضیة الفلسطینیة، ففی ظل الوضع العربی الذی یشهده من انقسامات داخلیة، حولت الاهتمام عن فلسطین، فتنزاح آلة الضغط الأمیرکیة الهائلة لتفرض علی الشعب الفلسطینی بقیادته وبتنظیماته وبفصائله تسویة لا یرغب فیها لأنها لا تؤمن الحد الأدنی من مطالبه الوطنیة والقومیة، ونقول للشعب الفلسطینی إننا إلی جانبک فی مقاومتک للضغوط، ولا نعتقد أنه أیا کانت الظروف التی علیها العالم العربی الآن بأنها سوف تستمر، بل إن فی استطاعتنا إذا تمکنا من الصمود لوقت غیر کبیر بأن نحقق انتصارا بالحفاظ علی المقاومة بنیة وفکرة وارادة وامکانات، بحیث نعود إلی تعدیل میزان القوی مع العدو وبما لا یمکنه من تصفیة القضیة الفلسطینیة».
وختم النائب الموسوی: «نحن منذ انطلاقتنا تعلمنا مع الحاج عماد مغنیة أن هدفنا الحقیقی والأبعد هو فلسطین، وأن ما نحققه فی لبنان هو خطوة علی الطریق إلی فلسطین، واستشهد الحاج عماد علی الطریق إلی فلسطین، ونحن نواصل السیر علی هذه الطریق حتی استعادة فلسطین کاملة بما یحقق تطلعات الشعب الفلسطینی».