حذرت دار الإفتاء المصرية من الفتاوى التكفيرية مؤكدة أن من يطلقون هذه الفتاوى غير مؤهلين علميًا ولا عقليًا، ولا يدركون خطورة ما يطلقونه من أحكام تؤدي إلى خراب المجتمعات، واعتبرتها إثم وهدم لمقاصد الشريعة.
دار الإفتاء المصرية: تكفير المسلم إثم وهدم لمقاصد الشريعة
تنا
وكالات , 8 Mar 2014 ساعة 15:33
حذرت دار الإفتاء المصرية من الفتاوى التكفيرية مؤكدة أن من يطلقون هذه الفتاوى غير مؤهلين علميًا ولا عقليًا، ولا يدركون خطورة ما يطلقونه من أحكام تؤدي إلى خراب المجتمعات، واعتبرتها إثم وهدم لمقاصد الشريعة.
وأكدت خلال بيان لها السبت فى ردها على إحدى الفتاوى المتطرفة التى أطلقتها بعض المواقع التكفيرية والتى تدعو إلى تكفير قوات الأمن، وقد رصدها مرصد دار الإفتاء المصرية الذى تم إنشاؤه لمواجهة الفكر التكفيرى، أن من يطلقون هذه الفتاوى التكفيرية غير مؤهلين علميًا ولا عقليًا، ولا يدركون خطورة ما يطلقونه من أحكام تؤدى إلى خراب المجتمعات، وإحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد.
وأوضحت دار الإفتاء فى ردها أن تكفير المسلم وأهل القبلة بغير حق من أعظم الأمور إثمًا، وأشدها وزرًا، وأخطرها أثرًا، وقد تواردت النصوص الشرعية فى الكتاب والسنة تنهى وتزجر عن التكفير، وتأمر بالكفِّ والإعراض عنه، فقال الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً"(النساء:94).
وتابع البيان أن النبى- (ص) - قال "من رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله"، وقال: "إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما"، وعن ابن عمر قال: قال رسول الله- (ص) -: "كفوا عن أهل لا إله إلا الله، لا تكفروهم بذنب.. من أكفر أهل لا إله الا الله فهو إلى الكفر أقرب".
وأضافت دار الإفتاء فى ردها على فتوى تكفير رجال الأمن وتحريم دفنهم فى مقابر المسلمين، أن رجال الأمن يقومون بواجبهم فى حماية الوطن واستقراره ضد القتلة والمجرمين والخارجين عن القانون، وأن من يُقتَّل منهم وهو يدافع عن أمن الناس وحماية أرواحهم وممتلكاتهم فهو شهيد بإذن الله ويكفن ويصلى عليه، ويدفن مُكَرَّمًا فى مدافن المسلمين.
وأشارت دار الإفتاء فى معرض ردها إلى أن من الفهم الخاطئ لأحكام الشريعة أن يصبح التكفير عند كثير من المتطرفين المنتسبين لأهل العلم ومن اتبعهم فى ذلك إيمانًا مقلوبًا، وأن الأخطر من ذلك أن يتحول التكفير إلى مدخل شرعى للقتل واستباحة الدماء والأعراض، مؤكدة أن ذلك إفساد فى الأرض يهدم مقاصد الشريعة الإسلامية من أساسها، وهو ما حذر منه النبى- (ص)- في خطبة الوداع فقال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، فى بلدكم هذا، فى شهركم هذا".
رقم: 153930