لم تمض ساعات قليلة على سقوط يبرود ، الحصن المنيع للجماعات الارهابية ، حيث احتفل السوريون واللبنانيون سويا بهذا الانجاز الكبير ، باعتبار تلك المنطقة كانت مصدر سيارات الموت المتنقل في مختلف المناطق وخاصة في لبنان ، حتى هزّ تفجير انتحاري بلدة النبي عثمان في البقاع الشمال، ممّا ادّى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بالاضافة الى الدمار الكبير الذي خلّفه في المكان.
وفي التفاصيل، انّه وقرابة الساعة العاشرة مساء اليوم الاحد، اشتبه عدد من المواطنين بسيارة من نوع جيب شيروكي، تسير بسرعة كبيرة على الطريق الدولي بين بعلبك ومدينة الهرمل، التي ضربتها التفجيرات اكثر من مرة ، فما كان منهم الا ان لاحقوا السيارة في محاولة لايقافها ، ولما لاحظ الانتحاري انه ملاحق، قام بتفجير نفسه والسيارة على مفترق بلدة النبي عثمان، الامر الذي ادّى الى استشهاد الشابين الذين كانا يلاحقانه، وهما عبد الرحمن القاضي من بلدة العين، وخليل خليل من بلدة الفاكهة، إضافة إلى السيدة وحيدة نزهة وعلي حسين نزهة من بلدة النبي عثمان، إضافة إلى عدد من الجرحى.
وقد افاد مصدر امني ان زنة العبوة قدرت ب 120 كيلو غراما من المواد المفتجرة.
وفي السياق سارعت جبهة النصرة المهزومة الاولى في مدينة يبرود الى تبني التفجير الارهابي واعتبرته في سياق الرد على تدخل حزب الله في سوريا.
وأشارت المعلومات الأوليّة إلى إستشهاد ٤ مواطنين، وجرح ١٠ آخرين؛ عدا عن الأضرار المادّيّة الّتي لحقت بمسجد البلدة والمحال التّجاريّة والمساكن على جانبي الطّريق، وإحتراق عدد من السّيارات؛ والسّيارة المفخّخة من نوع غراند شيروكي، لونها الأصلي أخضر غامق موديل ١٩٩٩؛ وهي مسجّلة بإسم كلّ من عباس علي ريحاني وسهيل محمد الحسيني، رقم لوحتهاالأصليّة ٢٦٦٩٦٣/و.
وأفاد شهود عيان أنّ عددًا من شبانا المنطقة لاحقوا السّيارة بين بلدتي الّلبوة والنّبي عثمان بعدما كانت تمرّ بسرعة ، وبينهما الشّهيد عبد الرحمن القاضي ـ من بلدة العين، والشّهيد خليل خليل من بلدة الفاكهة؛ فقد شكّا بالسّيارة الرّباعيّة الدّفع من نوع غراند شيروكي، فلاحقاها؛ وطلبا من سائقها التّوقّف، فعمد الإنتحاريّ إلى تفجير نفسه بالسّيارة الّتي تمّ تفخيخها بحوالي ١٢٠ كلغ من الموادّ المتفجّرة بحسب المعلومات الأمنيّة.
وقد تبنّت كلّ من "جبهة النّصرة" ، ومجموعة تطلق على نفسها إسم "لواء أحرار السّنة في بعلبك"ـ عبر "تويتر"ـ مسؤوليّتهما عن التّفجير الإنتحاريّ؛ وتوجّه الّلواء إلى الجّيش الّلبنانيّ و"حزب الله" بالقول: "تحضّروا لمعركة يبرود في الدّاخل الّلبنانيّ".