حذر الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية من مخططات اعداء الامة لاستهداف وحدة المسلمين؛ قائلا : بدأ اعداء المجتمع الاسلامي يدركون بأن قوة المسلمين تكمن في وحدتهم، لذا أخذوا يستهدفون هذه الوحدة.
ونقل مراسل وكالة أنباء التقريب (تنا) عن سماحة آية الله الشيخ محسن الاراكي، قوله لدى استقبال "الحاج يوسف مراد"، المفتي العام في رومانيا والوفد المرافق له، بأن الاعداء "لا يكفوا عن إشغال المسلمين وإلهائهم بالخلافات والنزاعات، بواسطة وسائل الاعلام وتوظيف المشاريع السياسية، بل وتفجير الحروب داخل المجتمع الاسلامي"؛ معربا سماحته عن أمله بان تشكل الزيارة "منطلقاً لتطوير العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ورومانيا"، لاسيما بين المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية والمراكز والمؤسسات الاسلامية في هذا البلد.
وفي ذات السياق استدل الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بالآية القرآنية الشريفة [إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ]، مبينا بأن "الله تعالى يطلق على أمّة الاسلام بالامة الواحدة، ويذكر الوحدة بمثابة السمة الخاصة للمجتمع الاسلامي".
وأردف قائلاً : في موضع آخر يعتبر الله تعالى بأن رسالة الانبياء (عليهم السلام) تتمحور، على مر التاريخ، حول توحيد الناس و وحدة المجتمع الديني.. فالانبياء جميعاً كانوا مكلفين بنشر دين الله والحيلولة دون إثارة الخلاف والتفرقة".
واستطرد آية الله الاراكي بالقول أن "اعداء الاسلام واعداء المجتمع الاسلامي باتوا يدركون اليوم بأن قوة المسلمين تكمن في وحدتهم، ولهذا أخذوا يستهدفون هذه الوحدة.
وأوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : لقد ألقى الله تعالى والرسول الاكرم (ص) مسؤولية على عاتقنا جميعاً، داعيا ايّانا الى تحمل اعباء هذه المسؤولية، ألا وهي أن نتحد معاً ونسعى لتوحيد المسلمين وتعزيز تلاحمهم وانسجامهم في مختلف انحاء العالم، وأن نعمل على عزل وتحجيم الجماعات التي تحاول تشتيت العالم الاسلامي وبث الخلافات والتفرقة بين أبنائه.
وأضاف سماحته : لابد لنا من القيام بثلاثة مهام في الوقت الحاضر؛ الاولى تعزيز التقارب فيما بيننا وتطوير التعاون وتمهيد الارضية لتحقيق المزيد من الانسجام والوحدة بين المسلمين. والمهمة الثانية تتلخص في استنكار وادانة مختلف انواع التحركات التكفيرية، بما في ذلك الفتاوى التي تدعو لتكفير المسلمين، كي يتسنى عن هذا الطريق عزل التكفيريين وتحجيم دورهم. أما المهمة الثالثة فانها تتلخص في الاعلان بكل صراحة و وضوح من أن اراقة دم المسلم والاعتداء على المسلمين الآخرين تعتبر من أشد الذنوب وأعظمها، ومن ثم محاولة التصدي لها؛ ذلك أن الاسلام لا يجيز اراقة حتى دم غير المسلم أو الاعتداء على أموال غير المسلمين، فما بالك بالمسلمين".
من جهته، أعرب " الحاج يوسف مراد"، المفتي العام في رومانيا، عن سعادته بهذا اللقاء وشكره وتقديره لآية الله الاراكي، وقال، "أسأل الله تعالى أن يوفقنا لتطوير العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ورومانيا، كي نبرهن لباقي الدول بأن ايران ورومانيا بلدان صديقان".
ومضى المفتي الروماني يقول : لو اقتدى المسلمون اليوم بتعاليم القرآن الكريم وسنة الرسول الاكرم (ص)، لما كانت هناك أية مشكلة. ومما يؤسف له أن نرى عدداً من المسلمين يكفر بعضهم البعض؛ نحن نرفض ذلك و نستنكره، فلا يحق للمسلم أن يكفر أخيه المسلم. ولا يخفى أن اسباب ذلك تكمن في أننا ابتعدنا عن الأنس بالقرآن الكريم و بسنة الرسول الاكرم (ص).
وأضاف الحاج مراد : أسال الله تعالى أن يمن على المسلمين بالمزيد من الاحترام والوحدة والودّ والمحبة فيما بينهم.
وفي ختام اللقاء، وجّه المفتي العام في رومانيا دعوة لسماحة الامين العام لمجمع التقريب، لزيارة رومانيا "للاطلاع عن كثب على الانشطة العلمية والثقافية للمسلمين في هذا البلد".