يرى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، أن تحريف الاسلام بأساليب مختلفة يشكل تحدياً هاماً امام الدين الاسلامي في الدول الغربية ؛ معتبراً ذلك نتيجة لمخاوف هذه الدول من الانتشار السريع الذي حققه الاسلام خلال العقود الأخيرة في اوروبا.

جاء ذلك في كلمة ألقاها آية الله الشيخ محسن الأراكي في الملتقى الثامن عشر لعلماء الدين و أئمة الجماعة و رؤساء المراكز الاسلامية في بريطانيا ؛ لافتاً الى ارتفاع عدد الجالية المسلمة خلال الثلاثين عاماً الماضية في بريطانيا نتيجة لهجرة المسلمين؛ و موضحاً : أن الجيل الجديد و إثر كل هذه السنوات المتمادية ، لم يعد جيلاً مهاجراً ، بل بات جزءاً من هذا المجتمع ، و من ثم فهو مهدد بخطر الاستحالة الثقافية و التعليم الخاطىء لأسباب عديدة ، و بالتالي وعي الدين بشكل خاطىء . 

و أشار آية الله الأراكي الى جانب من مشاهداته و ذكرياته في بريطانيا خلال عامي ٢٠٠٠ و ٢٠٠١، قائلاً : في تلك السنوات كنت قد رأيت عن كثب كيف ان عناصر تنظيم القاعدة كانوا يمارسون نشاطاتهم بكل حرية في الجامعات البريطانية ، في حين أنه لم يكن مسموحاً لشبابنا ولا حتى إدخال كتاب " الصحيفة السجادية " الى الجامعة ، و كان ذلك بمثابة سياسة مدروسة تتبعها الدول الغربية بهدف ترويج الجماعات الاسلامية المتطرفة . 

و في جانب آخر من كلمته ، تطرق سماحته الى مهام الحوزات العلمية الاسلامية وهي على اعتاب حلول شهر رمضان المبارك ، لافتاً الى المسؤوليات التي تقع على عاتق الحوزات العلمية في مجال اعداد و تربية رجال الدين والدعاة. 

وتابع : إن نشاطات الحوزات العلمية تتمحور حول أكثر من محور منها: اعداد مجتهدين بارزين ، و تربية خطباء و وعاظ مؤهلين على احاطة بمبادىء الاسلام و احكامه ، قادرين على التعريف بالاسلام الحقيقي. و في هذا السياق لابد من الاهتمام بتربية و اعداد كوادر مختصة في مجال المناظرة و الحوار بين الاديان ، قادرة على توضيح الاصول و المبادىء الاسلامية و دحض الشبهات و تفنيدها . 

كما شدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على ضرورة التواصل المباشر و الوثيقة بين الحوزات العلمية المتواجدة في الدول الغربية و الحوزات الأم ، موضحاً : ينبغي لحاظ ظاهرة استقلال الحوزات العلمية في الغرب و شعورها بالاستغناء عن الحوزات العلمية الرئيسية الاصلية المتواجدة في الدولا الاسلامية؛ باعتبارها تشكل تهديداً جدياً . هذا فضلاً عن أن التدقيق في اختيار الاشخاص لإرتداء زي رجال الدين والعلماء، يعتبر أمراً هاماً وضرورياً اليوم.