وجاء في تقرير اعده المركز حول نشاط تنظيم ما يسمى بـ "دولة العراق والشام" (داعش) الإرهابي، ان "حكومة التنمية والعدالة في تركيا تهاونت مع هذا التنظيم بينما كانت تملك وسائل عديدة لكسر أجنحة الإرهابيين".
واوضح التقرير، الذي اعده مدير برنامج الشرق الاوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الاميركي "جون الترمان"، ان "حكومة أردوغان سمحت بجمع الارهابيين وتسللهم الى سوريا وتدريبهم وتأمين المساعدات اللوجستية لهم عبر حدودها".
واضاف الترمان : إذا ما كانت تركيا تشعر بالاستياء من اكتساب "الجهاديين" القوة في سوريا فقد كانت تملك وسائل عديدة لكسر اجنحتهم وحتى لو افترضنا ان تركيا لم تشجع المتطرفين، فانها تهاونت مع نشاط ما يسمى تنظيم "دولة العراق والشام" الارهابي واعماله في سوريا.
في سياق متصل، نقلت صحيفة "جمهورييت" التركية عن "عثمان كوروترك"، النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض قوله أن "أغلب عواصم العالم على علم بدعم حكومة اردوغان للتنظيم الارهابي".
واستدل كوروترك بتقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الاميركي، مؤكدا ان "يثبت الدعم الذي تقدمه تركيا لهذا التنظيم الارهابي (داعش )؛ وهذا ليس فيلما بوليسيا كي نبحث عن ادلة حيث قال بولنت ارينج نائب رئيس الوزراء اننا لم ندعمهم بشكل متقصد، ليعترف بهذا الدعم حيث لا يستطيع ان يقول ندعمهم بقصد و برغبتنا".
وتطرق كوروترك، في ذات السياق، إلى "التسجيلات الصوتية المتعلقة بالاجتماع السري الذي عقد في وزارة الخارجية التركية بشأن محاولة اختلاق الذرائع للتدخل العسكري في سوريا"، وقال: كانوا يتحدثون عن كيفية ارسالهم الاف الشاحنات الى سوريا والجهة التي كانت ترسل لها تلك المساعدات معروفة.
الى ذلك، ذكرت صحيفة "طرف" التركية، في وقت سابق، ان التنظيم الارهابي المذكور يعمل على تأمين ارهابيين من المدن التركية من خلال توزيع نشرات وطلبات ورقية تتضمن السيرة الذاتية للاشخاص الذين يراجعونه للانضمام الى صفوفه؛ موضحة ان "هذا التنظيم يكثف اعمال تأمين الارهابيين في مدن اسطنبول وانقرة وكونيا حيث يوكل شخصا يطلق عليه اسم القاضي في المدن الثلاث ليؤمن عناصر له".
وكان نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج، اكد أن تنظيم "داعش لن يستهدف تركيا"؛ معلنا في مؤتمر صحفي، الجمعة، من مدينة بورصة التركية، أن "المسؤولين الأتراك يحللون جيدا أهداف تلك المنظمات وبنيتها، ولم يصادفوا أي تهديد موجه لتركيا، ضمن تلك الأهداف".
ويرى مراقبون للشأن التركي، ان هذه التصريحات التي صدرت عن شخصية سياسية مقربة من اردوغان، تؤكد صحة الاتهامات التي اطلقها رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض "كمال كيلشدار اوغلو"، في الـ 16 من حزيران الحالي، حين كشف بأن الاسلحة التي بين ايدي داعش اُرسلت من قبل اردوغان؛ داعيا وزير الخارجية، أحمد داوود أوغلو الى الاستقالة.