كشف الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية الـ "سي اي ايه"، ادوارد سنودن، أن الأخيرة، ونظيرتيها البريطانية "MI٦"، وايضا "معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة" لدى الكيان الصهيوني "الموساد"، هن مصدر ظهور ما يسمى بتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، (داعش) الارهابي.
اسنودن، وفي اخر تسريباته التي نشرت عبر موقع "ذي إنترسيبت"، أكد تعاون أجهزة مخابرات ثلاث دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، "لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها بـ "عش الدبابير"؛ مشيرا الى انها "خطة بريطانية قديمة لحماية إسرائيل تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو منافس له".
وبحسب وثائق سنودن، فإن "الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية، يكمن في خلق عدو قريب من حدودها، لكن سلاحه موجه نحو الدول الإسلامية الرافضة لوجوده.
وكشفت تسريبات المتعهد السابق لدى الاستخبارات الاميركية، أن متزعم داعش، المدعو "أبو بكر البغدادي" خضع لدورة مكثفة استمرت لمدة عام كامل لدى عناصر في الموساد، بالإضافة إلى تلقيه دورات في فن الخطابة ودروساً في علم اللاهوت.
محلل روسي : البغدادي متعاون مع وكالة المخابرات الاميركية
في سياق متصل، قال المحلل الروسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أندريه اونتيكوف، أن "أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، أبو بكر البغدادي، اعتقل من قبل القوات الأميركية، عام ٢٠٠٤، وكان يمكث في سجن معسكر "بوكا"، ولكن تم الإفراج عنه في وقت لاحق من عام ٢٠٠٩، في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما.
واوضح المحلل الروسي في تقرير بثته اذاعة "صوت روسيا"، ان البغدادي متعاون بشكل أو بآخر مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية؛ مستدلا بتصريحات لرئيس سجن معسكر "بوكا" السابق، العقيد "كينيث كينج"، التي أكد فيها بأن "البغدادي مكث بالسجن حتى عام ٢٠٠٩، ثم أطلق سراحه لاحقاً، وعلى الفور بدأ، بعد ذلك الصعود المذهل لنجم البغدادي في صفوف جماعة داعش.
وفي تحليل آخر، اذ ايد المستشرق الروسي، "فيتشيسلاف ماتوزوف"، رأي زميله أونتيكوف، أكد في تقرير عبر "صوت روسيا" ايضا، بأن "كل الحقائق تشير إلى أن البغدادي مرتبط مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية، ومن الواضح أنه خلال سنوات السجن تم إشراكه ضمن مخططات الوكالة الاستخباراتية بشكل أو بآخر".
وأوضح ماتوزوف أن "المعلومات التي اكتشفت عن زعيم داعش تتوافق تماماً تقريباً لتلك التي انتشرت عن شخص آخر وهو عضو في تنظيم القاعدة، عبد الحكيم بلحاج، وهو أيضاً اعتقل من قبل الأميركيين ومكث في سجون الولايات المتحدة لفترة طويلة، ومن ثم تم تسليمه لمعمر القذافي الذي أصدر عفواً عنه فوراً.
وتابع : في نهاية المطاف، تبين أن بلحاج أصبح قائداً عسكرياً للثوار الليبيين، وبعد الإطاحة بالعقيد القذافي شارك بنشاط في القتال ضد بشار الأسد. أي أن سيرة البغدادي وبلحاج هما وجهان لعملة واحدة في حقيقة الأمر، وأنه من الواضح أنهما مدعومان من قبل وكالات المخابرات الأميركية.
وأشار الخبير الروسي في تقريره إلى أن "العلاقة بين أجهزة المخابرات الأميركية، وداعش يمكن أن تكون من الأسباب الرئيسية التي تجعل الولايات المتحدة ليست في عجلة من أمرها لتسليم العراق ما تم الاتفاق عليه من طائرات F-١٦. ولو أراد الأميركيون لكان بوسعهم التوصل إلى زعماء داعش، ولا يحتاج الأمر إلا في إدخال تعديلات لمسارات الطائرات دون طيار، التي تحلق في المنطقة، ولكن من الواضح بأنه ليس هناك أي قرار بهذا الشأن في البنتاغون".
وكان تنظيم داعش الارهابي، اعلن على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، الخميس، بـ "أن الله لم يأمرهم بقتال اليهود او الاسرائيليين، وان المنافقين اشد خطرا من الكافرين الاصليين"؛ على حد زعمه.
وفي معرض رده على سؤال حول سبب عدم قتاله الى جانب المقاومة، ضد العدوان الاسرائيلي، يستدل "داعش" بما نقل عن الخليفة الاول أبو بكر (رض)، بأنه "قدم قتال المرتدين على فتح القدس"؛ على حد زعمه.