جاءت تصريحات احسان اوغلو هذه، خلال زيارة أجراها لولاية "بورصة" غربي تركيا، وذلك في إطار حملته الانتخابية التي يقوم بها الامين العام السابق لمنظمة التعاون الاسلامي، بصفته المرشح التوافقي لمعظم احزاب المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية.
وفي اشارته الى أهمية الانتخابات الرئاسية في بلاده، قال احسان اوغلو أن "الشخص الذي سينتخبه الشعب إلى سدة الرئاسة، سيكون ممثلاً لوحدة الجمهورية والأمّة، وسيكون حارساً يراقب سلامة تطبيق الدستور والقوانين"؛ لافتا الى أن "تركيا تحتاج في المقام الأول لحرية الصحافة، وتدعيم سيادة القانون والمساواة".
هذا، وشدد احسان اوغلو على أنه "متمسك بطريق السلام والمحبة والاحترام والوحدة.. وأن تحقيق الاستقرار يؤدي إلى الازدهار والسلام"؛ مؤكّداً بقوله أن "أنصار حزب العدالة والتنمية هم أخوته الحقيقيين، إلى جانب مؤيدي بقية الأحزاب الأخرى الموجودة في الحياة السياسية التركية".
"لجنة الانتخابات" ترفض استقالة اردوغان وفي السياق، اعلنت لجنة الانتخابات العليا التركية بالإجماع عن رفضها الطلبات الداعية لاستقالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من منصبه، بعد ترشحه لمنصب الرئاسة.
وتلقت اللجنة ١٥ اعتراضاً داعيا إلى استقالة أردوغان من منصبه، عقب تأكيد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة؛ وطالبت ٣ اعتراضات اعتبار أردوغان مستقيلا من منصب رئاسة الوزراء إضافة إلى رئاسة حزب العدالة والتنمية أيضاً، فيما تضمن أحد الاعتراضات، اعتبار رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، المرشح للرئاسة التركية "صلاح الدين دمير طاش" مستقيلاً من رئاسة حزبه، إلى جانب الطلبات المتعلقة بأردوغان.
ونظرت اللجنة العليا للانتخبات التركية، بشكل منفصل في جميع طلبات الاعتراض التي قُدمت لها، حيث رفضت بالإجماع كافة تلك الطلبات؛ بحسب بيان اللجنة.
وكان "أوموط أورخان" نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، قد شدد على ضرورة استقالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، من رئاسة الحكومة، بعد أن ترشح رسمياً لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
يذكر أن انتخابات الرئاسة التي ستشهد تركيا جولتها الأولى في الـ 10 من أغسطس/آب المقبل؛ هي الأولى التي يختار فيها الشعب التركي مباشرة رئيس الجمهورية، وفق التعديلات الدستورية التي جرت عام ٢٠١٠ بعد أن كان أعضاء البرلمان هم من يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة.
وذكرت وكالة "الاناضول" الاخبارية، ان عدد المرشحين لخوض تلك الانتخابات ثلاثة فقط، وهم : أكمل الدين إحسان أوغلو المرشح التوافقي لخمسة أحزاب أهمها "الشعب الجمهوري" و"الحركة القومية" أكبر حزبين معارضين، وصلاح الدين دميرطاش مرشح حزب "الشعوب الديمقراطي"، إلى جانب رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان مرشح "العدالة والتنمية" الحاكم.
هذا، واعلن الرئيس التركي عبد الله غل الاسبوع الماضي، عدم رغبته في الترشح لولاية ثانية؛ في خطوة عدها المراقبون بانها ستراتيجية حزب التنمية والعدالة الحاكم لفسح الطريق امام اردوغان الذي ينوي توسيع دائرة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال توليه المنصب، وضمان سيطرة الحزب الحاكم على زمام الامور باعتباره "الرجل الحديدي" الذي استطاع ان يقلص من سطوة العسكر على شؤون البلاد.