تمر المنطقة بشكلٍ عام ولبنان بشكلٍ خاص بظروف استثنائية ناتجة عن اشتداد عود الجماعات التكفيرية خاصة داعش التي استولت على مساحات واسعة من العراق وسوريا. وقامت بأعمال إجرمية تعتبر جريمة العصر بحق الإنسانية قبل أن تكون بحق الدين والوطن.
ومن المقلق أن هذه الغدة السرطانية امتدت لتشمل بلاداً أخرى في العالم الإسلامي ومنها لبنان، ما يستدعي وقفة وطنية صارمة بمواجهة انتشار الخطر التكفيري على لبنان. ومن هذا المنطلق توجه "تجمع العلماء المسلمين في لبنان" إلى كل من طالهم وسيطالهم خطر داعش بما يلي:
أولاً: إن هذه الجماعة لا علاقة لها بالإسلام مطلقاً وهي تسيء إليه وإلى المسلمين أكثر مما تسيء إلى بقية الأديان وهي صنيعة مخابراتية صهيونية تهدف إلى ضرب محور المقاومة وإلهائه وصرفه عن توجهه.
ثانياً: إننا نتوجه لأخوتنا المسيحيين في لبنان بأنكم جزء أساسي من هذا الوطن، ساهمتم في بنائه وطورتم في ثقافته، ولن نسمح لأحد أن ينال منكم وسنكون معاً في مواجهة الخطر التكفيري.
ثالثاً: إن قيام البعض بحرق علم داعش مع استنكارنا للتعرض لأي راية أو لافتة عليها ذكر الله، إلا أن ذلك لا يعني بأن هؤلاء قصدوا إهانة اسم الله أو الرسول ( صلى اله عليه وآله )؛ فإلهنا واحد ولا يعقل أنهم يقصدون ذلك، وبالتالي لا داعي لملاحقتهم وإذكاء الفتنة الطائفية..
رابعاً: ندعو أهلنا في فلسطين إلى عدم الإنجرار إلى فتنة داخلية تؤدي إلى تضييع انجاز النصر، والعمل على توحيد أطر المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني الدائم وعدم الاعتماد على دول كانت وما زالت على علاقة مميزة مع الكيان الصهيوني والتنكر لمن دعم المقاومة وساهم في انتصارها.