الشيخ ماهر حمود : يكتشف الأميركي ومن يأتمر بأمره من العرب أن تاريخ الصلاحية لهؤلاء الإسلاميين المزعومين قد انتهت فيأتي التحالف الدولي الجديد لتنطلق الطائرات فتضرب هؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب ينفذون للأميركي والإسرائيلي ما يرغب وبأسعار متهاودة جدا ويتخلل ذلك تنزيلات مهمة وتسهيلات بالدفع، ولكن الوقت انتهى يجب أن يتم التخلص منهم.
أکد خطباء الجمعة في لبنان ان ما یسمی بـ "التحالف الدولي لمحاربة الارهاب"، هدفه النیل من سوریا ومحور المقاومة؛ ودعوا "للوقوف وراء الجیش اللبناني وتعزیز دوره لحفظ السلم الأهلي في لبنان".
فقد اعتبر الشیخ عفیف النابلسي ان تضخیم تنظیم "داعش" الارهابي إلی هذا الحد هو لتسهیل التدخل الأمیرکي المباشر علی خط الصراع الدائر في المنطقة بین محور المقاومة والمحور الذي ترعاه أمیرکا.
واضاف : نحن أمام غزو جدید یسعی لضرب التنظیمات الإرهابیة المتشددة ولکن عینه علی سوریا قیادة وجیشا.
وقال الشیخ النابلسي في خطبة الجمعة التي القاها من علی منبر مجمع السیدة الزهراء (ع) في مدینة صیدا الجنوبیة : إن التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده أمیرکا والذي یتحدث الإعلام عن ضربه تجمعات ومقار ومواقع للدواعش هو نفسه الذي کاد أن یضرب سوریا المقاومة قبل سنة من الآن.
واضاف : هذا التحالف الیوم الذي یلبس لبوس مواجهة الارهاب یحاول أن یتقدم بشکل آخر وبأسلوب آخر في سبیل خلق توازنات جدیدة تتشکل علی إثر تهشیم ما تبقی من البنیة التحتیة المدنیة والاقتصادیة لسوریا.
من جهته، شدد المفتي الجعفري الممتاز في لبنان، الشیخ أحمد قبلان، علی "ضرورة فعل المستحیل لإنقاذ لبنان لأن التراخي سیما في الأمور الأمنیة والمساومة علی الثوابت الوطنیة والمزایدة في المواقف من شأنه أن یقوض الوحدة الوطنیة ویقضي علی ما تبقی من أمل في خلاص لبنان وحمایته من تشظیات ما یحدث من تحولات إقلیمیة ودولیة".
ودعا المفتي قبلان في خطبة صلاة الجمعة بمسجد الامام الحسین(ع) في برج البراجنة من الضاحیة الجنوبیة، الى "دعم الجیش اللبناني وکل القوی العسکریة وعلی وجوبیة الوقوف إلی جانب المؤسسات وعدم إقحامها في الخلافات السیاسیة".
وتابع : یجب تأمین الإفراج عن أبنائنا وإخواننا العسکریین بأسرع وقت فهي أمانة في أعناق رئیس الحکومة والوزراء والنواب وکل القیادات المعنیة والمسؤولة؛ مظيفا "هم جمیعا یتحملون تبعات ما قد یحدث للعسکریین في حال بقیت رقابهم عرضة للبازارات والمزایدات وتحت قبضة الجزارین".
ومن مسجد القدس في صيدا استعرض الخطيب الشيخ ماهر حمود المشهد السياسي الأمني في العالم العربي والإسلامي وفي لبنان؛ مؤكدا انه "يدعو للعجب، الإسرائيلي يستأنف الاغتيالات في الضفة الغربية ويقتل قائدين في القسام والمستوطنون يدنسون المسجد الأقصى في الوقت نفسه الذي تقوم به جهات متعددة تحمل رايات إسلامية بالاعتداء على أجزاء من الأمة، في سوريا، في مصر، في العراق وحيث لا ندري على امتداد العالم الإسلامي".
واضاف الشيخ حمود : إسلاميون مزعومون يريدون دولة إسلامية يتوسلون إليها بالقتل والتدمير وإلغاء الآخرين جميعا دون استثناء... لم نر مثلهم في تاريخ الإسلام إلا الخوارج، ورغم كل ما وضح من أمور، مصرون على أنهم يريدون الحكم الإسلامي، وتكشف التقارير المطلعة عن أن تمويلهم أميركي إسرائيلي غربي سعودي قطري تركي...
وبيّن امام مسجد القدس في صيدا ان هؤلاء الارهابيين "يعملون من داخل نفوذ هؤلاء الطواغيت ويتغذون منهم ويأتمرون بأوامرهم ثم يقولون نحن الإسلام وغيرنا الكفر والضلال".
وفي اشارة الى التحالف الغربي الزعوم ضد داعش والارهاب قال الشيخ حمود : في نفس الوقت يكتشف الأميركي ومن يأتمر بأمره من العرب أن تاريخ الصلاحية لهؤلاء الإسلاميين المزعومين قد انتهت فيأتي التحالف الدولي الجديد لتنطلق الطائرات فتضرب هؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب ينفذون للأميركي والإسرائيلي ما يرغب وبأسعار متهاودة جدا ويتخلل ذلك تنزيلات مهمة وتسهيلات بالدفع، ولكن الوقت انتهى يجب أن يتم التخلص منهم".
وتابع : نرى الأمير العربي الشهم يتفاخر بأنه يركب بالطائرة ليشارك في استعادة الكرامة العربية وإنقاذ الأبرياء من براثن هؤلاء الوحوش البشرية، بالأمس القريب لم تكن هنالك مشاعر إنسانية تتفاعل مع المظلومين والمقتولين والمذبوحين، كيف تحركت هذه المشاعر؟! ومن حركها؟! حتى المشاعر تتحرك بالأوامر وتهدأ بالأوامر، ما شاء الله..
وتطرق خطيب الجمعة من مسجد القدس في صيدا، الى المشهد اليمني قائلا : أما في اليمن بسرعة المعارضة الواسعة الانتشار، الحوثيون وسائر المعارضة في لمحة برق تسقط صنعاء في أيديهم، ويبارك مجلس الأمن الاتفاق ويصدر مجلس التعاون الخليجي في اليوم التالي مباشرة بيانا يبارك فيه الاتفاق السريع الذي وقع على عجل في اليوم نفسه الذي تحررت فيه صنعاء أو سقطت، لا ندري أي التعبيرين أدق. ترى هل كان صعبا تجنب الأخطاء والواضحة قبل سنوات وقبل هذه الكمية الهائلة من الضحايا والدمار والخراب؟ أم ماذا؟ الرقة والموصل مقابل صنعاء واليمن؟ هل هذه الحروب كلها تسير بالتحكم عن بعد ...؟ هذا جزء مؤلم جدا ومضحك في نفس الوقت من المشهد العربي الغريب العجيب!
الى ذلك، اشار الشيح حمود الى الوضع الراهن في لبنان ليقول : حالة ضياع عامة تعم الجميع، ويفترض خلال ذلك أن علماء الدين يحملون الدواء للمجتمع المثقل بالهموم والمشاكل المعقدة، ما بالهم يزيدون الطين بلة والنار اشتعالا تحقيق شفاف حول ما يحدث في عرسال؟! ماذا عن تحقيق شفاف عن خطف الجنود وقتل الضباط والسيارات المفخخة واغتيالات هنا وهناك وفتاوى الجهل والتخلف؟!
بدوره، اعرب السید علي فضل الله عن اسفه "لاستمرار جرح عرسال الذي نخشى تداعیاته"، ودعا الاطراف اللبنانية الى "التعاطي معه بحکمة في الوقت الذي نشدد علی ان أهل عرسال لم یبخلوا علی وطنهم بالصبر في الشدائد"؛ مؤكدا ضرورة "تجنب أن یکونوا ممرا أو مستقرا للذین یسیئون إلی سلامة الوطن وجیشه وأن یساهموا في تحقیق الاستقرار للبقاع ولکل الوطن".
كما اعرب السيد فضل الله عن اسفه، من علی منبر مسجد الامامین الحسنین(ع) في حارة حریک بالضاحیة الجنوبیة لبیروت "لاستمرار معاناة أسری الجیش اللبناني من دون أن نری معالجة جدیة تشفي غلیل أهالي الأسری وأحبائهم وتدفعهم إلی التعامل بهدوء مع هذا الأمر، وعدم الوقوع في الأخطاء".
ودعا السید فضل الله 'القوی السیاسیة والشعب اللبنانی إلی الوقوف وراء الجیش اللبناني وتعزیز دوره لحفظ السلم الأهلي ومنع الساعین إلی العبث بأمن هذا الوطن من تحقیق غایاتهم وإدخاله في التجاذبات الدولیة والإقلیمیة کما یحصل الآن".