روتين التحالف الدولي ضرب في غاراته على "داعش" مواقع لا قيمة لها بين سوريا والعراق، وإستهدف مصافي النفط وصوامع الحبوب ومنشآت سورية إحتلها "الدواعش" دون أن يكونوا فيها، وطبعاً الضحايا من المدنيين..
شارک :
ومع قلة وتيرة الضربات الجوية التحالفية، وعدم فعاليتها، بدأت تظهر مؤشرات انسحاب بعض الدول من التحالف الدولي، ومنها على سبيل المثال الأردن، فهل بدأ التحالف في التفكك؟
وعلى الحدود التركية السورية باتت السيناريوهات أوضح، "الدواعش" يتقدمون تدريجياً نحو عين العرب الكردية، والأتراك حشدوا آلياتهم العسكرية وإستنفروا سياسياً لقوننة التدخل العسكري في كل الاتجاهات، في وقت يتأهب برلمانهم اليوم لإعلان الخطة في حال حصلت على موافقة الأعضاء، وعلى الأغلب سيوافقون!.
في هذا الوقت، يترقب الأميركيون بعد رصد تحول واضح في كلام باراك أوباما ما ستؤول إليه الأمور، وما كشف استطلاع للرأي في "سي أن أن" بأن غالبية الأميركيين ما زالوا يؤيّدون توجيه ضربات جوية ضد "داعش"، غير أنهم يعارضون بشدة إرسال قوات أميركية لمحاربة التنظيم لن يفيد، فالرئيس الأميركي أقر في خطابه الأخير بفشل إستخبارات بلاده بتقدير قوة "داعش"، ولم يكتف بالاعتراف كلامياً، وإنما عاد وكرر، إن فكرة تشكيل قوات سورية معتدلة تهزم سوريا هي غير صحيحة".. فأي تصريحات يقولون وأي معارضة معتدلة سيدربون؟!.
وشوك الإرهاب الذي تحول إلى سكين في رقاب المسلمين والعرب، مع اقتراب موعد عيد الأضحى، استكمل حملته على الحدود السورية، وبات على بعد خمسة كيلومترات من عين العرب، فيما عين بعض العرب ومعه الغرب على بنى سوريا التحتية، تحت كذبة استهداف "داعش"، وبات الحملات الدولية ضد داعش" كما يراها الرئيس الإيراني حسن روحاني شكلية واستعراضية.
وتحت وقع ضربات الحلف العربي الأميركي، لفتت "ديلي ميرور" البريطانية إلى أنه من المعتقد أن يكون لدى الاستخبارات السورية معلومات لا تقدر بثمن بشأن الرهائن البريطانيين الذين أسرهم تنظيم "داعش" لذا لا بد من التعاون معهم، لكن، هذا الكلام لا يعني أنّ السوريين يدفعون الثمن مرتين: أولاً وجود "داعش"، وثانياً محاربته، كيف لا، وأعداد بالعشرات منهم تسقط بغارات التحالف، التي على حسب قولهم تم الإعداد لها منذ فترة، وقد تم تجهيز المعلومات الاستخباراتية، المطلوبة للقضاء على "التنظيم"، ليأتي اليوم، بجديد أن الاستخبارات البريطانية ستطلب في وقت قريب المعلومات اللازمة من الاستخبارات السورية حول الرهائن المحتجزين لدى "داعش"، وتأكدي من وسائل الإعلام البريطانية حول ضرورة وجود تعاون بين استخبارات الدولتين.
تعاونٌ لم تظهر نتائجه حتى الآن، ولا حتى تفاصيله، في وقت يستمر حسم الجيش العربي السوري على العديد من الجبهات ليس أقلها في ريف دمشق، أو ريف حلب، فدرعا في الجنوب..
وبالحدث عن الجنوب، فثمة معلومات مسربة إلى بعض وسائل الإعلام تقول إن الأردن يدرس تعليق مشاركته في الضربات الجوية لمواقع تنظيم "داعش" في سوريا، دون ذكر السبب، وهذا الأمر إن دلّ على شيء فهو يدل على الخيبة التي لاقتها تلك الدول التي انطوت تحت عباءة التحالف، بعد فشل عملها، فلا "الدواعش" انتهوا، ولا المقرات دمرت؟!
في هذا الوقت، وبينما يتحضر البرلمان التركي للتصويت على مشروع قرار يتيح للجيش التركي التدخل برياً في سوريا، ثمة دلائل ووقائع تشير كلها وتجمع على أن تركيا قطر تحضران لـ "صحوة" اخوانية تحت غطاء الحرب على تنظيم داعش، والدليل على صحة الكلام السابق، كما ذكرته بعض وسائل الإعلام، أن لقاءات خطيرة عقدت مؤخراً في تركيا جمعت بين قيادات من جماعة "الإخوان" المسلمين لمناقشة خطة حشد جديدة للمسلحين استعداداً لضخهم باتجاه "المنطقة الآمنة" أو العازلة التي تدفع أنقرة لإقامتها على المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا خلال شهر تشرين أول القادم.
وبحسب تلك المصادر، فإنه ولهذه الأسباب فقد يصدر التوجه الأردني بتعليق المشاركة في الضربات الجوية لمواقع "داعش".
إذاً لا هدف حقيقي من وراء التحالف المزعوم سوى التمدد أكثر في سوريا، والحصول على مكاسب إضافية، ولا نية للمتحالفين في القضاء على عناصر "داعش" وإنما استبدالهم بقوم آخرين!!.