تم التأکید علی الحلول المشترکة لدى الإسلام والبوذیة لمواجهة العنف في المجتمعات خلال الندوة الأولی من الحوار بین الإسلام والبوذیة التي عقدت في العاصمة الإیرانیة طهران.

و عقدت الجولة الأولی من الندوة الدولیة بین الإسلام والبوذیة تحت عنوان "التعاون بین المسلمین والبوذیین في مواجهة العنف والتطرف في مقر رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة بالعاصمة الایرانیة طهران، وذلك بمشارکة عدد من الأساتذة الإیرانیین في الحوزة العلمیة، والجامعة، وزعماء البوذیة في تایلاند، وسریلانکا، ومیانمار. 

حسب التقریر، قال رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة في ایران، أبوذر إبراهیمي ترکمان، في کلمة ألقاها في الندوة إن ما نشاهد الیوم من أعمال التکفیریین مردها إلی أن هؤلاء یعتبرون أنفسهم میزان الحق والباطل فیسمحون بإرتکاب کل عنف ضد الآخرین، مؤکداً أن التغلب علی المیول النفسیة، والتأکید علی الفعل الصحیح، وإجتناب إیذاء الآخرین، وإنتهاك حقوقهم تعد ضمن القواسم المشترکة بین الإسلام والبوذیة. 

وتابع: لونظرنا بعین الدقة في کافة أعمال العنف التي ترتکب الیوم ضد البشریة لوجدنا شواهد تدل علی کون المرتکبین جاهلین بالقیم الإنسانیة، وأسری المیول النفسیة بحیث یسمحون لأنفسهم بسلب حق الحیاة من الآخرین، والسبیل الوحید لمکافحة هذه التیارات هو التخلص من قیود الجهل والمیول النفسانیة. 

من جانبه، تحدث رئیس معهد الدراسات البوذیة الدولیة في میانمار، آشین نیانسارا، في هذه الندوة عن التعالیم البوذیة حول تقویة الذهن، مبیناً أنه یجب أن نسعی إلی تقویة الذهن وإخلاءه من العواطف السلبیة إذ أن الذهن القوي والطیب یعدل السلوک، ویتصدی للعنف. 

واعتبر السلام والتعایش السلمي أمراً طبیعیاً، والإعتداء والعنف أمراً غیر طبیعي نابعاً عن الفکر السلبي والمنحرف، مؤکداً ضرورة الإستفادة مما لدی زعماء الدین والسیاسة من القدرات والنصائح لمواجهة العنف، وتحقیق السلام والتعایش السلمي بین أتباع الدیانات.
 
وتحدث هذا الزعیم البوذی عن القواسم المشترکة بین الأدیان، موضحاً أن کافة الأدیان تجمعها نواة واحدة لو لم نتعرف علیها، ونهتم بمجرد الظواهر المتمثلة فی المناسك والأعمال لواجهنا العدید من إساءات التأویل التی تمهد للصراع والحرب، فیجب علینا التأکید علی الحب بوصفه القاسم المشترک بین الأدیان خصوصاً الإسلام والبوذیة.