التوتر المذهبي الذي لم يعد يقف عند الخلاف الفقهي و العقائدي ، بل تعداه الى الذبح و القتل و فتاوى التكفيير .

واصل المؤتمر الدولي الثامن و العشرون للوحدة الاسلامية اعماله لليوم الثاني على التوالي . وقد ترأس جلسة المؤتمر الصباحية العلامة الشيخ احمد الزين.

و كان ثاني المتحدثين في الجلسة السيد علي فضل الله نجل العلامة الفقيد السيد محمد حسين فضل الله ، حيث استهل كلمته بالاشارة الى حالة اليأس و الاحباط التي انتابت المسلمين في ظل تصاعد التوتر المذهبي الذي لم يعد يقف عند الخلاف الفقهي و العقائدي ، بل تعداه الى الذبح و القتل و فتاوى التكفيير .
و في هذا الصدد حاول فضل الله تسليط الضوء على الاسباب التي ادّت الى هذا اليأس و الاحباط ، منها عوامل خارجية و أخرى داخلية ذات صلة مباشرة بالتوجهات الوحدوية نظراً لأن البعض لازال لم يهضم مفهوم الوحدة و لم يدرك ابعاده لذا لم يوليه الثقة التي يستحق . لافتا الى ان العامل الابرز في هذا المجال يكمن في انعدام الثقة بالخطاب الوحدوي .

و في جانب آخر من كلمته شدد السيد فضل الله على ضرورة التحلي بالشجاعة و الجرأة لتنقيح الموروث الديني الذي تستغله الجماعات التكفيرية لتبرير ما تقوم به من قتل و ذبح و ارعاب و تشريد .

و لفت سماحته الى أن الواقع المتوتر الذي يخيم على الشعوب الاسلامية يشكل الحاضة للتكفيريين و ممارساتهم ، مما يدعو الى ضرورة تعزيز لغة الحوار ، و مباركة الجهود التي تبذل من جميع المخلصين و على مختلف المستويات ، لتهدئة الاجواء و نزع فتيل التوتر ، و توعية المسلمين بحقيقة المجموعات التكفيرية و مدى انتمائها للاسلام الذي تزعم أنها تقوم بكل هذا الارهاب و التشريد و السبي و القتل و الذبح بإسمه .