وأشار المرصد خلال بيان له اليوم إلى أن هذا "الكتيب" يأتى فى إطار حملات التنظيم لجذب المزيد من المقاتلين تحت رايته، ومحاولة منه لكسب رضاء المواطنين، وضمان ولائهم فى المناطق الواقعة تحت سيطرته .
كما يرى المرصد ان الكتيب يهدف الى زرع الشقاق وضرب الاستقرار فى الدول العربية وصولاً إلى هدم وتقويض الدول القائمة لتحل محلها الجماعات والحركات التكفيرية التى تعبث فى الأرض الفساد، مشيرًا إلى أن التكفير قطعا يُفضى إلى التناحر والتفرق، ليس فقط بين أبناء الأمة الواحدة، بل بين أبناء الأمم والحضارات الإنسانية المتباينة، وهو خطر داهم يستتبعه استحلال دماء وإزهاق أرواح، الأمر الذى حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم.
وأوضح المرصد أن الإسلام جاء زاجرا عن الغلو والتكفير، ومانعا من الولوج إلى هذا المرتع الوخيم، والمسلك المشين، لذلك تضافرت أدلة الشرع الشريف على وجوب الاحتياط والحذر، قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لأخيه: يا كافر أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه) يعنى: رجع عليه التكفير، وهذا وعيد شديد.
وأكد دار الإفتاء أن ما يقوم به تنظيم منشقى القاعدة "داعش" من أعمال إرهابية وتخريبية، وما يُلحقه بالمسلمين من مفاسد فى مشارق الأرض ومغاربها، إنما هو تُكَأَة وذريعة للتدخل فى الشئون الداخلية للبلاد العربية والإسلامية والتسلط عليها واستغلال خيراتها وانتهاب مواردها بحجة ملاحقة الإرهاب أو المحافظة على المصالح الاقتصادية أو تحرير الشعوب، وقولهم إن المناطق الواقعة تحت سيطرتهم هى أرض الخلافة ومركز الجهاد، إنما هو تدليس فى القول وتلبيس على الناس، فما من أرض دخلوها إلى وعاثوا فيها الفساد والقتل والتشريد.
وحذر المرصد من "التجاوب أو الاستماع إلى تلك الأكاذيب والأباطيل"، مؤكداً أن "من أعان هؤلاء على تحقيق مقصدهم وبلوغ مأربهم بأفعاله الخرقاء، فقد فتح على المسلمين وبالاً وشراً، وفتح للتسلط على بلاد الإسلام ثغراً، وأعان على انتقاص المسلمين وضعف قوتهم، وتقويض دولهم ومجتمعاتهم، وهذا من أعظم الإجرام"، بحسب البيان.