جاء ذلك خلال كلمة ألقاها (الشيخ علي الفتلاوي) باسم العتبات المقدسة في (مؤتمر حوار الإديان) الذي أقامته العتبة الحسينية المقدسة ضمن فعاليات (أسبوع نسيم كربلاء الثقافي الثاني) في العاصمة الباكستانية (إسلام آباد).
وأضاف إن من دواعي سرورنا أن نقف هنا بينكم، ويسعدنا أن نلتقي بجنابكم في هذا المكان العلميّ الفذّ وعلى أرضكم الطيبة باكستان الإسلام، واسمحوا لي أن أنقل إليكم تحيات إخوانكم في الله من أرض العراق العزيز ومن كربلاء المقدّسة التي تضمّ بين طيّاتها جسد سبط النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام) وأجساد أهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا معه.
وتابع في حديثه أنتم تعلمون قبل غيركم أنّ الله تعالى أراد لهذه الأمّة أن تكون خير أمّةٍ أخرجت للناس، فقال عزّوجلّ: (كنتم خيرَ أمّةٍ أُخرجت للناس)، وأراد تعالى للمسلمين في هذه الأمّة أن يكونوا إخواناً فقال سبحانه: (إنّما المؤمنون إخوة)، ونهانا عن التنازع والفرقة فقال: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) إذن لابدّ لنا من العيش إخوة متحابّين لنكون مصداق لقول الامام الصادق (عليه السلام) الذي أكد على ضرورة المعاشرة الطيبة فقال: (امشوا في جنائزهم وعودوا مرضاهم وصلّوا في مساجدهم).
واوضح الفتلاوي أنه في العصر الحاضر أكّدت المرجعيةُ الدينيةُ العُليا في النجف الأشرف على ضرورة المحبّة والأخوّة بين الشيعة والسنة، وهذا ما نلمسه في قول المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني: (لا تقولوا إخواننا أهل السنة بل قولوا أنفسنا)، وغيرها من الوصايا والإرشادات التي جعلت السنيّ صِهْراً للشيعيّ والشيعيّ صِهْراً للسنيّ، وهي التي جعلتهم متّحدين ضدّ الإرهاب وإخوةً متحابّين، وها هم تراهم يقفون صفّاً واحداً في العراق للدفاع عنه وعن شعبه ومقدّساته.