اكد خبيران ايرانيان في شؤون غرب آسيا ان الحرب المفروضة على اليمن ليست مذهبية ودوافعها سياسية بحتة والغرض منها حسب ايحاء السلطات السعودية هو ابعاد "المنافس" اي ايران من الساحة اليمنية.
خبيران ايرانيان لـ "تنا": دوافع العدوان السعودي على اليمن سياسية بحتة
تنا - خاص
28 Apr 2015 ساعة 16:49
اكد خبيران ايرانيان في شؤون غرب آسيا ان الحرب المفروضة على اليمن ليست مذهبية ودوافعها سياسية بحتة والغرض منها حسب ايحاء السلطات السعودية هو ابعاد "المنافس" اي ايران من الساحة اليمنية.
وقال مرتضى رحيمي سفير ايران الاسبق في اليمن خلال ندوة حوارية ضمن سلسلة الندوات الحوارية التي تعقد في وكالة انباء التقريب , ان السعودية تتوهم في تصورها تدخل ايران في الشؤون اليمنية لان الجمهورية الاسلامية دائما تنادي الى التقريب في العالم الاسلامي سواء على الصعيد الديني او السياسي, مؤكدة على ان الخلاف المذهبي يضعف الامة في مواجهتها العدو الصهيوني.
واشار في هذا المجال الى ان الكثير من الحركات السنيه والشيعية في العالم الاسلامي تتعاطف مع ايران لانها لاترى منها محاولة بث الفرقة بين المذاهب الاسلامية بل بالعكس انشأت مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية من اجل توحيد الرؤى والافكار والطاقات تجاه عدو الامة.
من جانبه صرح الخبير في شؤون غرب آسيا مصيب نعيمي ان الغرب يحاول تمرير خطة الرهاب من الاسلام (اسلاموفوبيا) و الرهاب من ايران (ايرانوفوبيا) عبر بعض الحكومات في العالم الاسلامي وذلك باثارة الخلافات والفتن, الا ان الشعوب الاسلامية نهضت واستدركت حساسية مايجري في المنطقة وان وقوف الشعب اليمني كتفا بكتف امام هذه المؤامرة افشل خطط الغرب واياديه .
واشار رحيمي الى ازدواجية المعايير لدى السلطات السعودية في تعاملها مع الارهاب, قائلا ان السعودية من جهة تدعي انها تحارب جماعة القاعدة وداعش ومن جهة اخرى تساند هذه الحركات المتطرفة في اليمن لمحاربة انصار الله نيابة عنها, مؤكدا ان انصار الله حركة يمنية خالصة لاتنتمي الى خارج البلاد وجل سعيها ان يبقي اليمن آمنا وسعيدا ذو علاقات اخوية مع كافة جيرانه.
واضاف رحيمي "ان جماعة انصار الله وحسب رأيي مستعدة للحوار مع السعودية وهذه الاخيرة ستضطر في آخر المطاف ان تلتقي بانصار الله وتحاورها بل وتدفع ثمن ماهدمته ودمرته في اليمن".
وفي نفس السياق اشار الى ان ايحاء السلطات السعودية لعبد ربة منصور هادي الرئيس المنتهية ولايته بتعيين خالد بحاح نائبا للرئيس يعتبر تراجعا عن المطاليب السابقة التي طرحتها و من ضمنها اعادة الشرعية الى هادي, مؤكدا ان المملكة تعلم جيدا ان لارجعة لهادي الى سدة الحكم .
وقال ان كل ما تريده جماعة انصار الله الجلوس على طاولة الحوار من اجل انتخاب حكومة وطنية شاملة تتكون من مختلف الاطياف السياسية وهي لاتريد ولاتستطيع ان تسيطر على كل مرافق الحياة السياسية.
وحول مشروعية العدوان السعودي على اليمن اشار نعيمي الى انه لامبرر لهذه الحرب المفروضة لا دينيا ولا قانونيا لان الشعب اليمني شعب مسلم ومسالم وانصار الله حركة يمنية تسعى لارساء الديمقراطية في البلاد وربما هذا ما تتخوف منه السلطات السعودية .
واكد على ان اليمنيين اناس مسالمين والدليل على ذلك ان السلاح متوفر في اليمن ويفوق عدده, عدد سكان البلاد بضعفين ونصف او ثلاثة اضعاف ومع ذلك لانرى وقوع احداث مؤلمة كما يحصل في اوروبا على سبيل المثال جراء حمل السلاح.
وفيما يتعلق بالسبب الرئيس للعدوان السعودي على اليمن قال الخبير في شؤون غرب آسيا ان السعودية سبق لها وان فشلت في سياستها الاقليمية وبسط نفوذها خاصة في لبنان وسوريه والعراق , فمن اجل تغطية فشلها وشعورها بوجود منافس قوي لها في المنطقة حاولت ارغام انصار الله على ان تخطي خطاها الا انها لم ولن تفلح.
وقال نعيمي ان حكام السعودية فقدوا رشدهم في قضية اليمن ولم يمتلكوا خطة استراتيجية تحدد اهدافهم , مستندا بحديث قائد الثورة الاسلامية الامام خامنئي حيث قال ان ماقام به آل سعود في اليمن هي" اعمال صبيانية" مؤكدا ان بعض الدول اللمتحالفة مع السعودية صرحت بان الاخيرة لم تستشيرها في ضرب اليمن وابلغت بعدما شن الهجوم الجوي.
وفي نفس النطاق قال السفير الايراني الاسبق لدى اليمن مرتضى رحيمي ان السعوديين اقنعوا الاميركان بجدوى هجومهم العسكري على اليمن وطمئنوهم من نتائجه خلال فترة وجيزة وكانوا يظنون ان الحرب تنتهي خلال اسبوع او عشرة ايام ولكن بسبب مقاومة وتماسك الشعب اليمني رغم ضعف بنيته الاقتصادية لم يحدث هذا, مشيرا الى ان السلطات السعودية لو كانت تعلم بنتائج الحرب المخيبة لآمالها لما اقدمت على هذا العدوان .
وقال رحيمي ان بعض الدول انضمت الى التحالف مع السعودية لاسباب منها اقتصادية ومالية ومنها سياسية , مشيرا الى مخالفة الاماراتيين للتقارب بين السعودية واخوان المسلمين في اليمن.
وتابع ان مصر ايضا ترددت في تعاونها مع السعودية لانها شعرت بتغيير سياسة حكام آل سعود الجدد تجاه الاخوان وحدوث نوع من التقارب بين الجانبين الاخواني والسعودي , بالاضافة الى ان جماعة انصار الله ازالت قلق المصريين حيال امن مضيق باب المندب وسلامة سير الملاحة فيه.
وفيما يخص المجال الاعلامي قال نعيمي ان بعض وسائل الاعلام العربية خاصة المنتمية الى السعودية عكست في باديء الامر تصورا ايجابيا للحرب على اليمن الا ان اطالة امد الحرب ومقاومة الشعب اليمني جعلتها تتراجع وهذا مانراه واضحا في معظم الصحف العربية وخاصة المصرية منها .
رقم: 190135