شدد الامام الخامنئي على انه ينبغي رفع كل العقوبات الاقتصادية والمالية في اليوم الذي يتم فيه توقيع الاتفاق النووي، مؤكداً رفضه وضع عراقيل أمام البحوث والتنمية وحركة الاعمار في البلاد معتبراً انها من الخطوط الحمراء في أي اتفاق نووي مع الغرب، ولفت الى ان الجميع في إيران يريد الوصول الى اتفاق نووي جيد وعادل يتطابق مع مصالح الجمهورية الإسلامية.
وفي کلمة ألقاها مساء الثلاثاء خلال لقائه رؤساء السلطات الثلاث وکبار المسؤولین في ايران، قال السيد الخامنئي "ان الامیرکیین یحاولون القضاء علی الصناعة النوویة الایرانیة وفي المقابل جمیع المسؤولین الایرانیین ومع التأکید علی الخطوط الحمر یسعون وراء اتفاق جید أي اتفاق منصف وعادل ومتسم بالعزة ویضمن المصالح الایرانیة".
وأشار سماحته الی جهود الفریق النووي الایراني المفاوض، وقال "ان هذا الفریق ومن خلال اعتماد الحمیة الوطنیة والدقة الكاملة وبهدف حل العقد وتقدم البلاد یقوم بجهود حثیثة أمام عدد کبیر من المفاوضین في الطرف المقابل وانه بشجاعة یعلن ویتابع مواقفه".
واشار قائد الثورة الى المنتقدین للمفاوضات النوویة وقال: لا اعارض الانتقاد واعتبره ضروریا ومساعدا الا انه یجب ان لا نتجاهل هذه الحقیقة بان النقد اسهل من العمل، لان رؤیة عیوب الطرف المقابل امر سهل الا ان درك وفهم مصاعبه وهواجسه امر صعب.
وحول مسیرة المفاوضات مع الامیرکیین، اشار سماحته الى الوسيط الاقليمي الذي طرح مطالب الامريكيين لاجراء مفاوضات مباشرة مع ايران حول الملف النووي ، والاعتراف بايران كقوة نووية وانهم (اي الامريكيين) يرغبون الى حل هذه القضية والغاء العقوبات خلال ستة اشهر .
وتابع سماحته "ان ایران ومن خلال انجازاتها النوویة المهمة والقویة دخلت ساحة المفاوضات بحیث کانت القدرة علی انتاج الوقود النووي المخصب بنسبة 20 بالمائة احد هذه الانجازات" ، معتبرا اياه احد نتائج صمود الشعب الايراني امام الضغوط الامر الذي اضطر الامريكيين الى تغيير اسلوب تعاملهم مع ايران .
وأردف قائلاً "ان جمیع القوی النوویة امتنعت عن بیع الوقود النووي المخصب بنسبة 20 بالمائة لانتاج الادویة النوویة في مفاعل طهران النووي وانهم حتی منعوا الدول الاخری من بیعه الی ایران الاّ ان العلماء الایرانیین الشباب قد أنتجوا هذا الوقود وحولوه الی صفائح وقود وحیئذ هزم الطرف المقابل".
و لفت قائد الثورة الاسلامية الى ان ايران تنظر بشك وريبة الى الجانب الامريكي قائلاً :" رغم هذا کنا مستعدين ان نقدم تكلفة في حال التزم الامیرکیون بتصریحاتهم ووعودهم التي قطعوها لذلك الوسیط الاقلیمي لان خلال المفاوضات ووفقاً للعقل والمنطق والمحاسبات یمكن القیام ببعض التراجع الاّ أنهم وبعد فترة وجیزة من المفاوضات قد بدأوا باثارة مطالب مبالغ فیها ومفرطة ونقض العهود".
ولفت سماحته الی ان الاتفاق الجید من وجهة نظر ایران هو اتفاق عادل ومنصف، وقال "خلال المفاوضات فقد غیّر الامیرکیون في البدایة الفترة التي وعدوا بها لالغاء الحظر من ستة أشهر الی عام وبعد ذلك ومن خلال المطالب المفرطة المكررة قد أطالوا أمد المفاوضات وحتی أنهم هددوا بمزید من الحظر وأثاروا قضیة اللجوء الی القوة وأن الخیار العسکري مطروح علی الطاولة".
ورأى "ان دراسة مسیرة المطالب الامیرکیة تدل علی أن هدفها هو القضاء علی الصناعة النوویة والطبیعة النوویة للبلاد وتحویلها الی کاریكاتیر ولوحة بلا محتوی ومضمون".
وأشار سماحته الی حاجة البلاد الحقیقیة الی 20 ألف میغاواط من الكهرباء عبر المحطات النوویة، وقال "انهم ضمن محاولاتهم للقضاء علی الصناعة النوویة وحرمان الشعب الایراني من الثمرات الكثیرة لهذه الصناعة بصدد مواصلة الضغوط والحفاظ علی الحظر نوعاً ما".
ونوّه السيد الخامنئي الی حاجة الحكومة الامیرکیة لاتفاق نووي، وقال "لو حققوا أهدافهم في المفاوضات فانهم یحققون نصراً کبیراً وبذلك یجبرون الشعب الایراني المطالب بالاستقلال علی الاستسلام ویلحقون الهزیمة بالبلد الذي یمكن ان یكون قدوة للدول الاخری وان جمیع نقض العهود والمساومات التي یقومون بها تأتي لتحقیق هذه الاهداف".
وأکد علی مطالب ایران المنطقیة منذ بدایة المفاوضات ولحد الان، وقال سماحته "اننا قلنا منذ البدایة اننا نرید الغاء جمیع الحظر الظالم وفي المقابل نحن مستعدون ان نقدم بعض الاشیاء شرط أن لا تتوقف الصناعة النوویة وان لایتم المساس بها"، مشدداً على ان ايران "لن تقبل بقیود طویلة الامد مدتها 10 او 12 عاماً وقد أبلغناهم الفترة التي نقبلها".
واعتبر مواصلة البحوت والتنمیة والبناء حتی خلال الفترة المحددة التی "نتقید بها" من الخطوط الحمر الاخری لایران، وقال "انهم یقولون بأنه خلال 12 عاماً لا تفعلوا أي شیء الاّ ان هذا القول هو قول متغطرس ومرفوض".
وحول الخط الاحمر الثالث في الموضوع النووي الایراني قال سماحته "انه یجب الغاء جمیع الحظر الاقتصادي والمالي والمصرفي سواء في ما یتعلق بمجلس الامن او الكونغرس الامیرکي او الادارة الامیرکیة فوراً وتزامناً مع ابرام الاتفاق وأن بقیة الحظر يلغی خلال فترات زمنیة معقولة".
وجدد سماحته رفض ايران "ربط تطبیق التزامات الطرف المقابل بتقریر الوکالة لان الوکالة قد اثبتت مراراً انها لیست مستقلة ولا عادلة، لذلك لنا نظرة متشائمة تجاهها"، مؤكداً رفضه القاطع لاي نوع من عملیات التفتيش غیر المتعارفة واجراء مقابلات مع الشخصیات الایرانیة وتفتیش المراکز العسكریة.