وأوضح عبدالرحمن الضلع في حديث خاص لمراسل وكالة انباء فارس ، أن محاولات جبهة النصرة، وميليشيا جيش الفتح لدخول كفريا والفوعة في ريف إدلب لارتكاب المجازر فيها، لا تصب في خانة العالم الإسلامي الذي تدعيه هذه الميليشيات، وإنما يعرّي حقيقتها المتصهينة وبكونها واحدة من الأدوات القذرة للمشروع الأميريكي في المنطقة، بحثاً عن تقسيم الشرق الأوسط لجعل الكيان الإسرائيلي دولة قوية محاطة بمجموعة من الدول المقسمة على الأساس الطائفي والعرقي لضرب حركات المقاومة في وقت لاحق.
وبيّن الضلع أن المد التكفيري المدعوم بالمال الخليجي، وخصوصاً المال السعودي والقطري، لم يخرج عن النص الصهيوأمريكي منذ بداية الأزمة السورية، ومع كل يوم تؤكد الميليشيات التكفيرية على أنها صنعت من أجل خدمة إسرائيل، وبالتالي لابد للعرب خصوصاً والمسلمين عموماً من تشكيل جبهة إعلامية دعوية موحدة لمواجهة هذا المشروع الخطير، وذلك بواقع أن المصير الواحد هو من يجمع كل الدول العربية، فإن سقطت سوريا في فخ التقسيم، سقط محور المقاومة، وسقوط هذا المحور يعني سقوط الدول العربية.
ولفت رئيس مركز الأبحاث والدراسات للوحدة الإسلامية في بلاد الشام إلى أن محور المقاومة هو صمام الأمان لدول الشرق الأوسط بما فيها الدول المعادية لهذا المحور، لأن الغباء السياسي الذي تمارسه دول الخليج الفارسي بالتحديد، وعدم فهمها لواقع المنطقة ولما هو مخطط لها، يجعلها تدخل في التحالفات المعادية للإسلام ظناً منها أنها إذا بقيت تحت المظلة الأميركية سيكون لها الأمان الذي تبحث عنه من خطر الزوال بفعل رياح ما يسمّى بالربيع العربي.
وشدد الضلع على أن ضرورة تشكيل تحالف إعلامي إسلامي لتطوير الخطاب الديني أولاً، وعلى أن تشرّع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي قوانين تغلق من خلالها وسائل التحريض الطائفي الوهابي، وأن تلزم وسائل الإعلام بألا تروّج لقوة التنظيمات التكفيرية من حيث تدري أو لا تدري.
وشدد على أن القادم من الأيام، سيكون في مصلحة محور المقاومة الذي جهد لقلب الموازين على المستوى السياسي والميداني سواء في سوريا أو العراق أو مناطق أخرى من العالم، وعلى القوى العربية والإقليمية المتحالفة مع إسرائيل في السر أو في العلن أن تعي أن زمن ما بعد الاتفاق النووي الإيراني لا يشبه الزمن الذي سبقه، وأن الاعتماد على نيران التكفير لإحراق تاريخ ومستقبل المنطقة لن يجدي نفعاً، فالواقع يقول إن المقاومة تنتصر في كل من سوريا والعراق، وأدوات المشروع الصهيوتكفيري تتساقط تباعاً، سواء أكان تنظيم داعش بكل ما بثه من خوف وادعاء للقوة، أو جبهة النصرة، أو غيرها من الميليشيات المسلحة الأخرى.
وختم الضلع حديثه بالتأكيد على أن قوة محور المقاومة اليوم، هي الضامن لسلامة كل المنطقة، وبالتالي ستكون هذه القوى الحافظ للإسلام من التصهين على يد القوة المستفيدة من صهينة الإسلام وتحوّله إلى ستارة تخفي قذارة المشروع الصهيوني في المنطقة.