قال الخبير السياسي والاعلامي العراقي ازهر الخفاجي ان الجماعات الوهابية التكفيرية لم تنطلق من ذاتها لتنفذ مشروعا امنيا، سياسيا، عسكريا واستراتيجيا ذات ابعاد خطيرة على حاضر المنطقة ومستقبلها، وانما هي اداة بيد المخابرات المركزية الامريكية وجهاز المخابرات البريطاني MI-6 المعني بشؤون العالم الاسلامي وباقي دول العالم.
واضاف الخفاجي في حديث خاص مع مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) ان هذه الجماعات تعمل ضمن غطاء اعلامي كامل، مشيرا الى ان وصف قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي هذا الاعلام المعادي بـ "امبراطورية اعلامية" كان وصفا في غاية الدقة.
يذكر ان الامام الخامنئي وخلال استقباله اعضاء اتحاد الاذاعات والتلفزيونات واعضاء المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام الاسبوع الماضي، اكد على ان الاستكبار العالمي يحاول النفوذ للمنطقة بوسائل وطرق متعددة مستخدما امبراطورية وسائل الاعلام لترويج الاكاذيب ومن بينها محطة البي بي سي ، مشددا على ان الجمهورية الاسلامية ستتصدى وبقوة وحزم لاي محاولة للتغلغل والنفوذ في ايران.
وقال الخبير السياسي ان يهوديا واحدا وهو الملياردير مردوخ يمتلك نحو 100 مؤسسة اعلامية في العالم وله شراكة مع الملياردير السعودي وليد بن طلال الذي اطلق النسخة العربية لفضائية "سكاي نيوز"، مشيرا الى ان وقوف الاعلام الرسالي العربي والاسلامي امام هذه الامبراطورية الاعلامية صعب جدا ولكن انطلاق اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية قبل ثماني سنوات بمادرة ايرانية كانت انطلاقة مباركة بل ضرورة هامة للتنسيق بين القنوات الفضائية والاذاعات والمواقع الخبرية الاخرى لمواجهة الاعلام المعادي.
وحول دور الاعلام المعادي في ازمات المنطقة ومواجهته لكل ما له صلة بالاسلام قال الخفاجي ان الدول المعادية تستخدم كل طاقاتها وامكانياتها في المعارك والحروب في العالم الاسلامي ولها مشروع تقسيمي في المنطقة تستخدم خلاله الجماعات الارهابية والتكفيرية مشيرا الى ان اصرار الاعلام المعادي تسمية داعش بالدولة الاسلامية ماهي الا محاولة منه للتنكيل بالدين الاسلامي الحنيف واستهداف حاضر المنطقة ومستقبلها.
واضاف الخبير السياسي العراقي ان مشروع تقسيم المنطقة يستهدف تعزيز امن وكيان الاحتلال الاسرائيلي واشعال الفتنة الطائفية ومن ثم اعطاء المجال الواسع للقوى العالمية ان تسيطر على المنطقة.
ووصف الخفاجي اجهزة الاعلام المعادية للاسلام والداعمة للجماعات الارهابية والتكفيرية بانها اجهزة مخابرات علنية وواضحة، مؤكدا على انها فقدت حتى الصفة المهنية مشيرا بذلك الى قناة "العربية الحدث" التي "تستخدم الحسناوات والشباب في الوقت انهم يدركوا او لم يدركوا بانهم يعملون في جهاز المخابرات المركزية السعودية".
وتابع الخافي قوله بالتاكيد على ان قناة الجزيرة هي جناح وجانب من جهاز المخابرات القطرية وجهاز المخابرات الامريكية، مستندا في ذلك بالتعليمات التي بعثها الاخير الى مدير الجزيرة السابق يحدد فيها بعض الخطوط العامة لسياسة الجزيرة.
وقال المحلل السياسي العراقي بما ان بعض اجهزة الاعلام العربية تؤدي وظيفة مخابراتية واضحة، لذلك دورها لايعد خطرا كما كان في السابق مؤكدا في نفس الوقت على انها مازالت تؤثر على البسطاء لانها حولت الارهابيين الى طلاب حرية ومشروع الاستكبار العالمي الى نشر الديمقراطية والكيان الصهيوني الى كيان هدفه اقامة علاقات ودية مع العرب كما تبين خلال لقاء انور عشقي الضابط السابق في المخابرات السعودية مع مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلي قبل فترة وجيزة.
وفي جانب آخر من حديثه انتقد الخفاجي أداء بعض القنوات المحسوبة على المقاومة التي وصفها "مازالت مخدوعة بان يجب ان تكون على الحياد" و "تستضيف ضيفا من اليمن وضيفين احدهما ضابط مخابرات باسم باحث ومحلل سياسي من الكويت والاخر لبناني صديق للملك سلمان" مؤكدا ان "هذه القنوات تخدع انفسها بانها تؤدي عملها بمهنية. المهنية الحقيقية هي ان تنحاز هذه القنوات الى الحق بشكل كامل".
اجرى الحوار : محمد حسين صدر فراتي