وفي هذا السياق يشير مسؤول العلاقات السياسية وأمين سر تجمع العلماء المسلمين في لبنان الى ان النبي محمد "ص" حدد على ان يكون الحج مظهرا للوحدة بعد المظهر العبادي، واصر في ذلك من خلال خطبة الوداع التي القاها من على جبل الرحمة، حيث اكد عندما سئل عن هذا اليوم وعن هذا الشهر والمكان، ثم قال: "ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، ويؤكد النبي من خلال هذه الخطبة على ان موسم الحج هو وحدة المسلمين وهو مظهر من مظاهرها".
واسف الشيخ مزهر في حديث خاص لوكالة "تنا" عن ابتعادنا كل البعد في هذه الأيام عن هذا المشهد والمظهر، ولكن ليس لنا دخل –كما يقال- انما تسعى بعض السلطات ان تجعل من موسم الحج موسما عباديا بحتا فحسب، دون ان يكون موسما للتلاقي والوحدة وذلك من اجل اغراض واهداف لا يعلمها الا الله تعالى".
وفي السياق، اكد فضيلته على ان "مواجهة خطر التكفير والتفرقة لا يكفي في موسم الحج، بل علينا في كل لحظة مواجتهه، وطالما ان الحج موسما من موسم العبادة واللقاء، يجب ان نجتمع على ما اتفق فقهاؤنا عليه وان يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، وان نجتمع على كلمة واحدة وان نترك خلافتنا جانبا تلك التي لا تقدم ولا تؤخر، لان خطر الارهابيين علينا جميعا وهو لا يستثني طائفة او مذهب أو فرد او جماعة او حزب او تنظيم، لذلك اول ما يجب ان نفكر به بمواجهة الارهاب والتكفير هو الوحدة الاسلامية، وطالما اننا في موسم الحج فليكن موسما لوحدتنا وللانطلاق بكلمة واحدة ضمن نطاق واحد وهو ما أمرنا الله تعالى به "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
ودعا الشيخ مزهر الحجاج ان "يقرؤا عن مضمون الحج ومعانيه قبل ان يقرؤا عن فقهه، لان الله تعالى اخبرنا ان الحج فيه منافع كثيرة "ليشهدوا منافع لهم" وليس المطلوب منهم التجارة او المنافع الاقتصادية، بل واحدة من اهم المنافع هو لقاء المسلمين فيما بينهم من مشارق الارض ومغاربها من ابيضهم واسودهم، يجتمعون على صعيد واحد وخاصة يوم عرفة يدعون الله دعاءا واحدا بقلب واحد".