لا يمكن لبصيرة المراقب الموضوعي لطبيعة الخطاب الغربي الموجه للمسلمين، إلا أن تلاحظ سعي أصحاب هذا الخطاب، أو بعضهم على الأقل، إلى التفريق بين نوعين من الإسلام: إسلام متشدد أو متطرف، وإسلام معتدل، وكانت فكرة الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي التي رعتها هيئات سياسية وأكاديمية في بعض البلدان الغربية، قائمة على أساس تشجيع ميول الاعتدال والتسامح لدى المسلمين، وعزل الميول المتطرفة، كما يصنفها الغرب.
وكالة انباء التقريب ( تنا):
لا يمكن لبصيرة المراقب الموضوعي لطبيعة الخطاب الغربي الموجه للمسلمين، إلا أن تلاحظ سعي أصحاب هذا الخطاب، أو بعضهم على الأقل، إلى التفريق بين نوعين من الإسلام: إسلام متشدد أو متطرف، وإسلام معتدل، وكانت فكرة الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي التي رعتها هيئات سياسية وأكاديمية في بعض البلدان الغربية، قائمة على أساس تشجيع ميول الاعتدال والتسامح لدى المسلمين، وعزل الميول المتطرفة، كما يصنفها الغرب.
لكن هذا الخطاب كان خلال الأيام القليلة الماضية على محك أظهر زيفه، كما أظهر رياء الغرب الذي لم تفلح محاولات التمويه في إخفائه.
برز هذا المحك في أمرين جديرين بالتوقف أمامهما يتصلان ببعض ردود الفعل على رحيل المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله.
الأمر الأول هو التصريح المنسوب إلى مصدر في الخارجية البريطانية بالتنصل مما كتبته سفيرة بريطانيا في بيروت فرانسيس غاي على مدونتها تحت عنوان “وفاة رجل دمث”، قائلة إنها حزنت لوفاة فضل الله، وإن العالم “بحاجة إلى مزيد من الرجال من أمثاله الذين يريدون التواصل بين الأديان”.
أضافت السفيرة أنها بُهرت حين التقت السيد فضل الله، وكتبت: “حين تزوره تكون متأكداً من حدوث مناقشة حقيقية ومجادلة محترمة، وتعلم أنك ستترك مجلسه وأنت تشعر بأنك إنسان أفضل”، مختتمة “إذا كنت حزنت لسماع نبأ وفاته، فإنني أعلم أن حياة آخرين ستتأثر بشدة بالفعل. ليرقد في سلام”.
المصدر سعى إلى حصر الأمر في حدود الموقف الشخصي للسفيرة، وقال إن ما كتبته سحب من المدونة لأنه لا يعبر عن موقف بريطانيا.
أمر مشابه قامت به شبكة “سي إن إن” الأمريكية بفصل الصحافية في المحطة أوكتافيا نصر التي تعد من كبار محرريها، بسبب إبداء إعجابها بالمرجع فضل الله في صفحتها على موقع “تويتر” على شبكة الإنترنت، بعد ضغوط مورست من اللوبي الصهيوني في أمريكا.
“سي.إن.إن” وصفت تعليق نصر بالتقدير الخاطئ، ولا يتماشى مع المقاييس التحريرية للشبكة، وأن نصر عرّضت صدقيتها للشبهة، وفي ضوء ذلك جرى فصلها من عملها.
عن أي حوار يتحدث الغرب، إذاً، إذا كانت مواقع صنع القرار السياسي والسياسة الإعلامية أثارت كل هذه الضجة ضد إطراء موضوعي كتب بحسٍ إنساني سوي بحق قامة إسلامية عملاقة مثل فضل الله بعد رحيله، وهو المشهود له بالاعتدال والتسامح وسعة الأفق وقبول الآخر؟
حسن مدن - دار الخليج