استهل المتحدث محاضرته باستعراض تاريخي للواقع اللبناني مذكراً بوجود مدرستين متقابلتين في حركة التعامل مع الوجود الاستعماري منذ العهد العثماني، مدرسة العمالة والمساومة ومدرسة المواجهة والمقاومة، المدرسة الأولى تلهث وراء الامتيازات والمنافع والمصالح الشخصية لذلك فإنها تتبع الاستعمار ،وهؤلاء نراهم اليوم يأخذون تعليماتهم من سفارات الدول الغربية الاستكبارية ولا أدل على ذلك ما صرح به جفري فلتمان مساعد وزير الخارجية الأمريكية أمام الكونغرس الأمريكي بأنهم صرفوا خمسمائة مليون دولار على أتباعهم في لبنان من أجل تشويه صورة حزب الله والمقاومة عند الشباب اللبناني وهناك دول أوروبية وعربية أخرى صرفت مبالغ بلغ مجموعها حوالي ملياري دولار لهذا الغرض ،وقد بآءت جهودهم بالفشل والحمد لله، وهناك مدرسة أخرى هي مدرسة المواجهة و المقاومة وتمتد جذورها إلى أيام العهد العثماني وبعده الاستعمار الفرنسي وضرب لذلك مثلاً جهاد الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين وغيره الكثير، وتستمر هذه المدرسة إلى يومنا هذا حيث تقوم الماومة الإسلامية في لبنان بدورالمواجهة والتصدي للمشاريع الاستعمارية في السيطرة على المنطقة ومقدراتها وكذلك في مواجهة الأطماع الاسرائيلية في التوسع على حساب الدول العربية.
،وقال إننا لا ندعي بأننا أقوى من هذه الدول الاستكبارية لكننا نتبع معادلة علمنا إياها الإمام الخميني الراحل (رض) تقول هذه المعادلة أن عدونا قوياً لكن فيه نقاط ضعف، ونحن عندنا نقاط قوة نقوم بتعزيزها و استثمارها،و بإكتشاف نقاط ضعف العدو واستغلالها فإننا نستطيع أن ننتصر عليه ، وهذا ما حصل في عام ٢٠٠٠ وعام ٢٠٠٦ ،وأضاف قائلاً إننا نفتخر ونعتز علناً بتلقي الدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، ثم استعرض المحاولة الأخيرة التي قامت بها أمريكا للسيطرة على المنطقة حيث احتلت العراق عام ٢٠٠٣ ثم قامت بتهديد كلاًَ من سوريا وإيران للإنخراط في مشروع شرق أوسط جديد تسيطر عليه أمريكا وتكون واجهته اسرائيل ، ومارست على هاتين الدولتين كل أنواع الضغط وتبعتها في ذلك أوروبا وبعض الأنظمة العربية إلا أن وعي الزعماء والمسؤولين فيهما على ما يدبر للمنطقة من مؤامرات وتصميمهم وتعاونهم على التصدي ومواجهة مثل هذه المشاريع والمؤامرات ودعمهم للمقاومة الإسلامية في لبنان والمقاومة في فلسطين أفشل تلك المخططات وذلك المشروع.
وهكذا نرى أن المشروع الأمريكي يتهاوى شيئاً فشيء ويقوم بدلاً منه مشروع شرق أوسط مقاوم كما أسماه الرئيس بشار الأسد في القمة الإسلامية في تركيا، وكل المتغيرات الإقليمية والدولية الحاصلة تدل على ذلك.
وفي الختام فتح باب الأسئلة والحوار والمداخلات شارك فيه العديد من الحضور.
من جهة أخرى أقيمت مساء الاثنين مجالس تأبين على روح المرجع الفقيد سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (قدس) في منطقة السيد زينب (ع) في كل من الحسينية الحيدرية وحوزة الإمام زين العابدين (ع) والحسينية الباكستانية وقد اكتضت هذه المجالس بالمعزين من مختلف الجنسيات.
كما أقامت جمعية المبرات الخيرية أيضاً مجلساً تأبينياً على روح المرجع الفقيد في قاعة دار الإحسان في حي الأمين في دمشق حضره جمهور غفير من المعزين .
ناصر الحكيمي\ دمشق