مخطط امريكي صهيوني عربي لتشويه صورة المقاومة واتهام حزب الله في ملف اغتيال رفيق الحريري لاثارة فتنة جديدة في لبنان

وكالة انباء التقريب (تنا) :
قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن الحزب يرحب بمناقشة ما سماها المؤامرة على لبنان وعلى المقاومة مع أي طرف لبناني، دون أن يكون ذلك على قاعدة توجيه اتهام لعناصر من الحزب والبحث عن مخرج أو تسوية لهذا الاتهام.
جاء ذلك في خضم التداعيات التي خلفها الحديث عن احتمال اتهام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عناصر من حزب الله في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وقال نصر الله في احتفال عبر شاشة عملاقة في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس الأحد إن هناك من يريد استغلال قضية اغتيال الحريري لتشويه حزب الله، مؤكدا أن الحزب لن يسمح لأحد بالمساس بكرامة المقاومة.
ووجه انتقادات حادة للمحكمة الدولية ولجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في قضية اغتيال الحريري لرفضها التحقيق مع "الشهود الزور"، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق لبنانية لاستجوابهم.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق غير مؤهلة للوصول إلى الحقيقة.
وفي أحدث هجوم على التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة وسط توقعات بأن يوجه القرار الظني للمحكمة أصابع الاتهام إلى عناصر من حزب الله في اغتيال الحريري، قال نصر الله إن المحققين لم يسعوا إلى معرفة لماذا غيّر الشهود من شهاداتهم.
المدعي العام
وكان ثلاثة من الشهود قد غيّروا إفاداتهم بعدما كانوا أشاروا إلى تورط سوريا في اغتيال الحريري، لكنهم عادوا وتراجعوا عن إفاداتهم، في حين ظل الرابع ويدعى محمد زهير الصديق يعطي الإفادات المتناقضة.
وقال نصر الله للمدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بيلمار "تفضل أيها المدعي العام أحضر شهود الزور وحاكمهم وحاسبهم لأنهم ضللوا التحقيق". وأكد أنه لا يوجد نقاش في البلد بأن أولئك كانوا شهود زور.
وشكك نصر الله بقوة في سلوك المحكمة الدولية ونزاهتها ومن قبلها لجنة التحقيق الدولية، وقال "تعالوا وشكلوا لجنة لبنانية.. تحضر الشهود وتجلس معهم وتسألهم: أنتم من قال لكم؟ من أرشدكم؟ من علمكم؟ من فبرككم؟ من كان الذي يرسلكم إلى التحقيق وعندما ترجعون يسمع منكم ما الذي حدث ويزودكم بالمعلومات الجديدة التي يجب أن تقولوها؟".
وأكد أنه لن يسمح لأحد بأن يمس كرامة المقاومة التي يريد أعداء الأمة تشويه صورتها عبر استغلال المحكمة الدولية، وقال إن "المقاومة التي قدمنا أغلى ما عندنا لأجلها هي أغلى ما عندنا، ولن نسمح لأي كان في هذا العالم بأن يمس شيئا من كرامتها".

وأشار إلى أن "أعداء الأمة يريدون أن يستغلوا المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري لتشويه صورة المقاومة"، وأكد من جديد "أن هناك مشروعا كبيرا يستهدف لبنان والمقاومة من خلال المحكمة الدولية".
"درء الفتنة"
وفي ردود الأفعال، وصف النائب البرلماني عقاب صقر عضو تكتل "لبنان أولا" خطاب نصر الله بأنه "ذو لغة هادئة"، وقال في تصريح للجزيرة إن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يدرس الأفكار التي قدمها الأمين العام لحزب الله، مشيرا إلى أنه رغم كونها لا تشكل مشروعا متكاملا فإنها تستحق الاهتمام على قاعدة درء الفتنة عن البلاد.
وفي تصريحات سابقة، قال سعد الحريري إنه سيتعامل بروح المسؤولية مع ملف المحكمة الدولية في قضية اغتيال والده، ولن يسمح بأن تكون القضية مدخلا لنفاذ الفتنة إلى الوحدة.
ويعد خطاب نصر الله أمس الأحد المناسبة الثالثة التي ينتقد فيها لجنة التحقيق الدولية خلال عشرة أيام. وكان رفيق الحريري قد اغتيل إثر تفجير شاحنة مفخخة في بيروت يوم ١٤ فبراير/شباط ٢٠٠٥، مما خلف أيضا مقتل ٢٢ شخصا آخرين.