وكالة أنباء التقريب (تنا):
أصدر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تعليمات مشددة لوعاظ الأزهر الموفدين إلى الولايات المتحدة وأوروبا خلال شهر رمضان، والبالغ عددهم ثلاثين واعظا بضرورة التعامل مع الجاليات الإسلامية هناك من واقع المجتمعات الغربية، وليس من واقع الحياة بالمجتمعات العربية والإسلامية.
وحث الطيب موفدي الأزهر على ضرورة التركيز في خطابهم على دعوة الجاليات الإسلاميات هناك على الاندماج في مجتمعاتهم، مع الاحتفاظ بالهوية الإسلامية، والابتعاد عن الظواهر المرضية في المجتمعات الغربية كالإلحاد والفلسفات المادية وتدنى القيم الأخلاقية والدينية.
وتضمنت التعليمات الموقف من قضية النقاب المثيرة الحساسية في الغرب، إذ حث الطيب وعاظ الأزهر على التأكيد للمسلمات هناك، أن "النقاب ليس فريضة، وأنهن إذا تعرضن لمضايقات بسبب ارتدائه فعليهن خلعة فوراً", على حد قوله.
كما دعاهم كذلك إلى نشر الإسلام الوسطي بعيدا عن الغلو والعنف والتطرف، وأن يؤكدوا للجاليات الإسلامية هناك أن الإسلام انتشر في العالم، لأنه دين الفطرة ودين العقل الذي خاطب عقول الناس وقلوبهم، وساوى بين البشر ودعا إلى العدل، "ولا يصلح السيف رمزا للإسلام لأن الإسلام رحمة وعدل، والمسلم لا يحمل سيفه عدوانا على الآخرين، وإنما يحمله للدفاع عن الأرض والوطن والعقيدة", بحسبه.
وطالبهم بالتأكيد على أن الإسلام "يحض المسلم على أن يكون قويا قادرا على الدفاع عن وطنه ودينه ونفسه، لكنه لا يحرضه علي العدوان على الآخرين، والتأكيد علي أن هدف الإسلام الأساسي هو نشر السلام العالمي من خلال تعاون المؤمنين بالله على اختلاف أديانهم، انطلاقًا من القواسم المشتركة بين الأديان جميعًا في الرحمة والعدالة والحض على عمل الخير".
وكانت السفارات الأجنبية قامت بتسهيل إجراءاتها هذا العام لمنح وعاظ الأزهر تأشيرة الدخول إلى بلادهم بعكس ما كان يحدث في الأعوام السابقة من مضايقات وشروط تعجيزية كان يتم فرضها على الدعاة لمنعهم من السفر.
وفي هذا الإطار، أنهت السفارة الأمريكية إجراءات التأشيرة الخاصة بالدعاة والقراء الذين ستوفدهم وزارة الأوقاف إلى الولايات المتحدة لإحياء ليالي رمضان، بعد أن التزمت الوزارة بالشروط التي وضعتها السفارة لدخول الدعاة إلى أراضيها.
وكالات