الاعتدال ومد يد التعاون لحل الازمات العالقة في المنطقة. عنوان سلوك ايران مقابل الاستفزازات والمشاريع الهادفة الى عرقلة عجلة تقدمها نحو مكانتها الطبيعية في المنطقة والعالم.
ظريف يؤكد ان المستقبل الافضل للسعودية والمنطقة هو التعاون مع طهران
تنا
22 Jan 2016 ساعة 11:19
الاعتدال ومد يد التعاون لحل الازمات العالقة في المنطقة. عنوان سلوك ايران مقابل الاستفزازات والمشاريع الهادفة الى عرقلة عجلة تقدمها نحو مكانتها الطبيعية في المنطقة والعالم.
ورغم وصول سياسات بعض دول المنطقة الاستفزازية الى اوجها مؤخرا، خرج وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف بموقف يعكس الخلفية الحقيقية لتعاطي طهران مع ما يواجهها. ليعتبر من منبر منتدى دافوس ان ايران تعاملت بكل اعتدال وتحفظ مع الاستفزاز السعودي منذ المفاوضات النووية حتى قطع العلاقات مع بلاده.
وقال ظريف: "ايران لم تقطع العلاقات الدبلوماسية وتعاطت بكثير من الاعتدال مع الاستفزاز الواسع للسعودية لا سيما سعيها لتدمير الاتفاق النووي وانفاقها ملايين الدولارات لتعطيله في الكونغرس الاميركي. لكننا بفضل صمود الشعب الايراني وضعنا الاتفاق حيز التنفيذ".
كلام وزير الخارجية الايراني يؤكد ان مواقف ايران لا تخرج من موقع ضعف بل من مبدأ القوة ومن دافع الالتزام بمبدأ التعاون والعلاقات الودية مع دول الجوار، وهو ما اكده ظريف معتبرا ان المستقبل الافضل للسعودية والمنطقة يكون بالتعاون مع طهران.
واضاف وزير الخارجية الايراني: "اعتقد ان على جيراننا السعوديين ان يدركوا انهم يملكون مستقبلا افضل من خلال التعاون والتنسيق والتوافق مع ايران ونحن جاهزون لذلك".
ما خرج من رئيس الدبلوماسية الايرانية ليس الا تعبيرا عن السياسات التي تبنتها الجمهورية الاسلامية التي دعت مرارا للتواصل لحل الازمات من سوريا الى اليمن. في المقابل لعبت دول اخرى دورا في منع ايران من لعب دورها المحوري الذي ظهرت اهميته بعد دعوتها للمشاركة في الحل خاصة في سوريا.
واوضح ظريف: "للاسف ايران استبعدت من مفاوضات الحل بسوريا بسبب ضغوط بعض الدول. لكن منذ ان شاركت في المفاوضات فتحت ابواب باتجاه اتفاق لاول مرة وهذا ليس بفضل ايران وحدها لكن ايران لعبت دورها في ذلك".
ثبات الموقف الايراني يرى فيه المتابعون سببا اساسيا في انكشاف الممارسات السعودية وعدم قدرة العديد من الدول على تغطيته تحت اي مسمى. وعليه كانت المبادرات لتخفيف التصعيد السعودي اقليميا وعالميا. لا سيما اعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاستعداد للعب دور في التقريب بين طهران والرياض معتبرا ان انهاء التصعيد امرا ضروريا. كما تاتي الوساطة الفرنسية بعد اخرى قام بها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال زيارته الى طهران وثالثة قام بها وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري.
كل ذلك يدل بشكل واضح على ان السياسات التي تتبناها ايران والتي نجحت في انجاز الاتفاق النووي ورفع الحظر عليها يمكن ان تكون عاملا اساسيا في حل الخلافات على مستوى المنطقة شرط جهوزية الاطراف الاخرى للالتزام لمبدا التعاون بدل المواجهة والسياسات الكيدية. فهل الاطراف الاخرى جاهزة لذلك؟
رقم: 219213