>> وكالة أنباء التقريب (TNA) - جولة الملك عبد الله العربية ... معالم مرحلة جديدة غير مؤكدة النتائج - للطباعة

QR codeQR code

جولة الملك عبد الله العربية ... معالم مرحلة جديدة غير مؤكدة النتائج

31 Jul 2010 ساعة 9:17

التحرك السعودي الذي ارادات منه الرياض ان يشيع اجواء ايجابية عكرته تصريحات أميركية مباشرة دعت دمشق إلى الاستماع إلى ما سيقوله الملك عبدالله وغمزت من قناة الحلف السوري الايراني وهو ما ازعج دمشق


وكالة انباء التقريب (تنا) :
جولة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز العربية جاءت لافتة في ظل التطورات الاقليمية، وكانت محطاتها لافتة بدءاً من القاهرة وصولاً إلى دمشق فبيروت وختامها في عمان. التحرك السعودي الذي ارادات منه الرياض ان يشيع اجواء ايجابية عكرته تصريحات أميركية مباشرة دعت دمشق إلى الاستماع إلى ما سيقوله الملك عبدالله وغمزت من قناة الحلف السوري الايراني وهو ما ازعج دمشق التي بادرت إلى الرد بشكل حاسم على مواقف الادارة الأميركية.
من الواضح أن التطورات المتلاحقة اقليمياً، سواء ما يتعلق منها بملف التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، ومستجدات البرنامج النووي الإيراني إضافة إلى حالة التوتر السياسي في لبنان على خلفية الحديث عن صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان في الخريف المقبل، والاوضاع في العراق، كل هذه التطورات شكلت خلفية للتحرك ومحاولة لتفعيل الدور السعودي على قاعدة الشراكة والتعاون مع دمشق التي لديها دورها الفاعل في القضايا الاقليمية المتحركة في هذه المرحلة.
وشكلت القمة السورية السعودية في دمشق بعد القمة السعودية المصرية أهمية لافتة كونها توجت بزيارة تاريخية إلى لبنان رافق فيها الرئيس السوري بشار الأسد الملك السعودي عبدالله إلى بيروت حيث عقدت قمة ثلاثية ضمت الرئيس اللبناني ميشال سليمان وكان أحد عناوينها الرئيسية المساهمة في تثبيت الاستقرار السياسي في لبنان. 

الرؤية السورية
ويؤكد الباحث السياسي السوري ومدير مركز الشرق للدراسات الدولية في دمشق الدكتور سمير التقي في حديث لـ"الانتقاد نت" ان "هناك شعورا عاما في المنطقة بمخاطر اسرائيلية من شأنها اشاعة حالة من الارباك في ظل عدم قدرة اميركية على اطلاق مبادرات جدية تفتح الافاق لتهدئة الاوضاع، اذاً فالمخاطر متصاعدة وهناك احتمالات لانفلات الامور ما استدعى هذا التحرك"، والخوف من "تأثير متداع" بين مختلف الملفات القابلة للانفجار في ظل غياب جهود توافقية لذلك كان المطلوب جهود توافقية لتهدئة الاوضاع.
ويشير التقي إلى أن التصريحات الاميركية بشأن القمة السورية السعودية "تنم عن تفكير عقيم في قضية العلاقة السورية السعودية" لافتا الى ان "سياسة الاملاء وفرض الشروط أثبتت فشلها، ولم تكن سوريا تستجيب لها من قبل، فكيف وهي الان أكثر قوة بتحالفاتها الاقليمية واقوى في اطار قوى الممانعة والمقاومة، والرد السوري كان واضحا برفض أي تدخل اميركي".
ورأى التقي أنه من السذاجة جدا الاعتقاد بأن دمشق ستستجيب بمجرد الإملاء كما ان التحالف السوري الايراني غير قابل للانفكاك لانه مبني على مصالح مشتركة".
ويتابع مدير مركز الشرق للدراسات الدولية ان "ما يجري في المنطقة عمل سياسي هام جداً، فالمنطقة تعيد تشكيلها بظروف بعيدة عن التدخل، اما الولايات المتحدة فتريد ان تقول ان لها بصمة في ذلك، ولكن العوامل الاقليمية عبر السعودية وسوريا وتركيا وغيرها، تريد دفع جهود الوساطة والتهدئة ومنع تدهور الامور، ولو كانت اميركا قادرة ان افشالها لفعلت ذلك.
ويؤكد التقي أن "واشنطن لا تستطيع منع التهدئة، لذلك هي تحاول ان تدلي بدلوها لاستثمار هذه المرحلة كي تهيء الظروف للضغط على حزب الله، وهذا لن يتحقق لأن القضية معركة دبلوماسية ومعركة سجالية".
ويتحدث التقي عن اختلاف في الظروف ليست في مصلحة الاميركيين مشيراً إلى:

ـ الاميركيون ليسوا في مرحلة اطلاق مبادرة سياسية في المنطقة لأن دورهم في حالة انحسار.
ـ هناك موازين قوى اقليمية ناشئة ونظام اقليمي جديد تجسده سوريا وايران وتركيا على انقاض نظام ما بعد كامب دايفيد
ـ هذه الظروف تقلل فقدرة اميركا على التدخل مما يعطي حرية حتى لأقرب حلفائها كي يتصرف بناء على متطلبات مصالحه المباشرة، فالولايات المتحدة تنكفأ عن المنطقة الامر الذي يستدعي ملأ الفراغ حتى من أقرب حلفائها.
ويشير التقي إلى اختلاف بين التوجه المصري والتوجه السعودي ـ السوري مؤكداً صعوبة تظهير سياسة مصرية واضحة في هذه المرحلة، ويشدد على أن "الرهان على العوامل الاساسية التي انتجت كامب دايفيد، والمراهنة على ان كل الاوراق بيد اميركا، هو رهان فاشل ويحد من قدرة مصر على اداء دور متقدم".
ويتابع ان "السعودية منذ مؤتمر الكويت والحديث عن امكانية سحب المبادرة العربية، اصبحت تشعر بأن منظومة كامب دايفيد تتداعى مع عدم قدرة اميركا على اطلاق مبادرات، اما مصر فتبدو متأخرة عن الاستجابة لهذه المتغيرات".

الرؤية السعودية
الكاتب السياسي السعودي الدكتور خالد الدخيل يرى أن هناك مخاض تبدو معالمه العامة، لكن نتائجه غير مؤكدة، وهو يميز بين زيارة الملك السعودي الى القاهرة وبين زيارة دمشق وبيروت، ويعرب عن اعتقاده بان زيارة القاهرة كانت معدة سلفا، لكن زيارة دمشق وبيروت تثير اسئلة،وربما تكون الاجابة أن "توتر الجو السياسي في لبنان على خلفية ما يقال عن القرار الظني والتداعيات السياسية التي حصلت، وتصاعد الحديث عن فتنة وعودة شبح اجواء ٥ ايار او ٧ ايار ٢٠٠٨، ربما فرض عملية تجديد لكل التفاهمات الإقليمية التي حصلت".
ويرى الدخيل ان "السعودية تتوقع دورا سوريا في التفاهمات، أي منح سوريا مهمة ادارة الاستقرار في لبنان، حيث اصبح المطلوب استقرار لبنان وتلزيمه للسوريين الذين دخلوا في تفاهمات واسعة، وليس بالضرورة "ان تبتعد سوريا عن حزب الله او عن ايران، لكن الموقع السوري اختلف، ولدمشق مصالحها كدولة ولم تعد علاقاتها مقتصرة بشكل حصري مع اطراف محددة بل بمروحة أوسع".
ويؤكد الدخيل ان "لا خلاف جوهريا بين دمشق والرياض حول عملية التسوية، بل هناك اختلاف مع المصري، فاذا نظرنا على مستوى المصلحة الداخلية للنظام نفسه، فهناك مصلحة مصرية بألا يحصل ارتباك في المنطقة وذلك من اجل تسهيل عملية التوريث السياسي الى جمال مبارك، اما بالنسبة للسوريين فعملية التوريث تمت والمطلوب الآن أن تحصل على الغطاء الاقليمي والدولي.
ويتابع الدخيل حول ما يشاع عن فتنة في لبنان بأن "الفتنة الداخلية تحتاج لطرفين والكل يريد التهدئة في لبنان والمطلوب من اللبنانيين رفض التدخلات بكافة انواعها". مضيفاً "أن مصلحة "اسرائيل" ان يبقى الوضع متوترا في لبنان، ويبقى على اللبنانيين عدم المساهمة في تحقيق هذا الهدف الاسرائيلي، واذا كانت واشنطن او اطراف اقليمية تريد توتير الاوضاع، فلماذا يسهلون ذلك؟" ويخلص الى القول ان "الولايات المتحدة لا تستطيع تحقيق أي توتير الا اذا كان لبنان قابلا للتوتير "




رقم: 21973

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/news/21973/جولة-الملك-عبد-الله-العربية-معالم-مرحلة-جديدة-غير-مؤكدة-النتائج

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com