في زيارة للوفد الاسلامي اللبناني لايران اشار الشيخ حسن بغدادي في كلمته امام وكيل قائد الثورة الاسلامية الى العلاقات العريقة والوطيدة بين لبنان وايران , مشيدا باستقلالية القرار السياسي الايراني الذي سبب له عداء الاستكبار
الشيخ حسن بغدادي: الوحدة الاسلامية ليست استراتيجية مؤقتة وانما واجب شرعي
3 Aug 2010 ساعة 17:35
في زيارة للوفد الاسلامي اللبناني لايران اشار الشيخ حسن بغدادي في كلمته امام وكيل قائد الثورة الاسلامية الى العلاقات العريقة والوطيدة بين لبنان وايران , مشيدا باستقلالية القرار السياسي الايراني الذي سبب له عداء الاستكبار
وكالة انباء التقريب (تنا) :
في اطار زيارة الوفد الاسلامي اللبناني للمدن والمعالم الدينية والسياحية الايرانية مر باحدى المراكز الاسلامية الشهيرة في محافظة كلستان وهي حوزة المصطفي العلمية حيث التقي برئيس الحوزه
وقد القي الشيح حسن البغدادي رئيس الوفد كلمة في حضور حجة الاسلام نور مفيدى وكيل آية الله الخامنئي ، والعلماء الحاضرين مشيداً فيها بنشاطات الحوزة وماتحتويها من تراث علمي وثقافي والعاملين عليها وقال :
ان قراءة التاريخ تؤكد لنا أن ايران كانت منطقة حيويةً وسنداً قوياً على مستوي العالم الاسلامي لها وجودها وفعاليتها ولها ميزتها وكانت لهذه الميزة حالة تواصل حقيقي مع لبنان وجبل عامل بالتحديد. علاقة ايران بجبل عامل في لبنان لن تكون علاقة جديدة وانما هي علاقة قديمة منذ مئات السنين بدأت في عهد المحقق الكركي (رضوان الله تعالى عليه) عندما جاء الى ايران ولعب دوراً مهما في تنظيم العهد الصفوي وفي ترتيب ذلك العهد وحتى في مشروع الوحدة الاسلامية التي اًريد لها أن تمس آنذاك بين المسلمين . عندما فتح الشاه الصفوي هرات قتل بعض من جنوده شيخ الاسلام المالكي وبعضاً من أبناء أهل السنة وقد اعترض المحقق الكركي العاملي على الشاه الصفوي فقال الصفوي " كان ذلك خطأ من بعض الجند" ، فرد عليه المحقق الكركي "هذا خطأ كبير وفادح نحن لا نريد أن نضع السيف في موضع الحوار نريد أن نحاور ونناقش ولكن بهذه الطريقة الوحشية أغلقت طريق الحوار وهذا ليس بمصلحة الجميع".
وفي مايخص منطقة كلستان قال الشخ البغدادي " أن هذه المدينة تعم بالسنة والشيعة لذلك يحتم أن نشعر بمسؤوليات كبيرة قبال اخواننا من أهل السنة بصفتنا علماء شيعة كما ينبغي على علماء اهل السنة في كلستان أن يشعروا بمسؤوليات كبيرة قبال اخوانهم من الطائفة الشيعية ... وبصورة عامة أي عالم يحمل مسؤلية عليه أن يهتم ويتقدم في هذه الإتجاه خصوصا في موضوع الوحدة الاسلامية التي هي ليست مشروع مجاملة لأنها اذا أصبحت موضوع للمجاملة سوف تؤذي أكثر مما تنفع ولذلك نرى العلماء السابقين كانوا صادقين في هذا الأطار وكانوا يعتبرون أن الوحدة الإسلامية من الواجبات الدينية التي تحمي هذا الدين وتحمي هذا المذهب وتحمي المسلمين وتحقن دمائهم وتحفظ اموالهم وأعراضهم ولذلك كانوا صادقين حتى الإستشهاد، فالشهيد الأول الذي قتل على أيدي المماليك سنة ٧٨٦هـ في سوريا ليس له قبر لأنه أعدم وأحرق وصلب جسده ثلاثة أيام كذلك الشهيد الثاني اعتقل من المسجد الحرام أيام العهد العثماني واقتيد الى اسطنبول وقتل هناك بقرار ساسي آنذك وهذا مما جعل التوتر بين السنة والشيعة يمتد لمئات السنين حتى عهد الامام السيد شرف الدين، والسيد شرف الدين لم يدعوا الى الوحدة الإسلامية بل كان من صناعها مجدداً عندما شارك بإنشاء داراً للتقريب في القاهرة وعندما عمل على التقريب في لبنان برفقة السيد الأمين وعدد من علماء لبنان".
وفي ختام حديثه شكر رئيس الوفد الإسلامي وكيل السيد القائد في منطقة كلستان قائلا : " نحن نشد على أياديكم في هذه المنطقة وأنتم في موقع متقدم جهادي جداً عندما تكونوا في منطقة منوعة فيها من المسلمين السنة والشيعة وكونكم عنواناً جامعاً وملاذاً للمسلمين سنةً وشيعةً فهو إنجاز تاريخي وسياسي وإسلامي جزيتم عليه خيراً".
ومن جانبه رحب السيد نور مفيدي بالوفد الاسلامي وشكر زيارتهم لمدينة كلستان وقال :
" ان الجمهورية الاسلامية الايرانية من نوادر الدول التي لم تسمح للأجانب والإستعمار أن يسيطروا عليها بشكل تام واليوم نشاهد فيها حكومة مستقلة تعتمد على نفسها ولا تسمح لأي جهة أجنبية أن تنشر سطوتها على ارضها وهذا الأمر تسبب في ظهور اعداء وتحديات خطيرة على المستوى العالمي للجمهورية الاسلامية وهو أمر طبيعي جداً. وكان الامام الخميني رحمه الله يشعر بهذه الحقائق ويضعها في عين الإعتبارمنذ بدء تأسيس النظام الاسلامي في ايران لكن ما يؤسفنا جميعاً هو أن الدول الإسلامية لم يدعموا هذا النظام الذي انشئ على مقاييس وموازين اسلامية بل اتجهوا في نفس الاتجاه الذي سلكه اعداء المسلمين وكان ذلك امرا غير متوقعا لنا بل ما توقعناه هو أن في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها الدول الاسلامية والمسلمون جميعا نرى تضامن هذه الدول مع الجمهورية الاسلامية كما نلاحظ اليوم وقوف ايران بجانب خوانهم الفلسطينيين ودعمها للقضية الفلسطينية بكل ما تحتويه من صعوبات ومشاكل".
واشار السيد مفيدى الى ما ذكره الشيخ حسن البغدادي في خصوص مدينة كلستان وسكانها وقال: اني شرعت في الدعوة للتقريب منذ ثلاثين عاما وذلك لانني عشت في منطقة يسكنها السنة والشيعة منذ قدم السنين وآمنت بأن الوحدة التي نتكلم عنها ليست استراتيجية مؤقتة تحكمها الظروف والمصالح بل هي من واجباتنا الشرعية التي أكد عليها القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وخصوصا في عصرنا الحاضروالتحديات التي يعيشها العالم الاسلامي، والغزو الثقافي والعقائدي الذي يمارسه أعداء المسلمين على هذه الدول. ان سكان مدينة كلستان سنة وشيعة يعيشوا مع بعضهم مسالمين وبكل ود وإخاء وذلك وفقا لمبدء احترام الآخر والإنتباه الى مخططات العدو لنشر الخلافات والانقسامات بينهم. وهنا يظهر دور العلماء ورجال الدين بصفتهم اصحاب مسؤوليات في هذا البد. يجب عليهم أن يكونوا مستعدين في مواجهة الأعداء ومخططاتهم التفريقية وأن يساهموا في تشجيع ميول الإعتدال وعزل الميول المتطرفة".
وفي ما يخص لبنان قال السيد مفيدي وكيل السيد القائد : " تعد لبنان اليوم أعز الاشقاء بالنسبة للجمهورية الاسلامية من بين سائر الدول الإسلامية وخصواصا ما شهدناه من بطولات حزب الله وانتصارات المقاومة في الساحة اللبنانية واتي تعد فخراً للامة الاسلامية ورفع بها رأس المسلمين كافة، نحن نبارك هذا والنصر والنضال للشعب اللبناني سنة وشيعة".
وفي الختام كرر السيد نور مفيدي ترحيبه بأعضاء الوفد الاسلامي اللبناني وتمنى لهم اقامة طيبة في مدينة كلستان.
رقم: 22414