رآى وليد المعلم وزير الخارجية السوري يوم السبت ان الأزمة السورية بدأت تتجه نحو النهاية ، و اكد انه ليس للمندوب الاممي استيفان دي مستورا ولا لغيره الحديث عن الانتخابات الرئاسية، واضاف ان الوفد السوري الى جنيف غير مخول للحديث عن انتخابات رئاسية وان الشعب وحده هو من يحدد موقفه من الانتخابات الرئاسية ، كما نصح المعارضة بأن لا يأتوا لجنيف اذا ارادوا ازاحة الرئيس الاسد عن الحكم ، قائلا : ان بشار خط أحمر كالشعب السوري لن نحاور بشأنه أحدا ، ومشددا على ان لا أحد يجرؤ على التدخل بريا .
اكد المعلم فی مؤتمر صحفی الیوم أنه لا یحق لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوریة ستافان دی میستورا اقتراح جدول أعمال الحوار السوری السوری فی جنیف ، و أن حدیثه عن انتخابات رئاسیة مرفوض ، منه و من غیره ، لأنها حق حصری للشعب السوری .
و قال المعلم “تلقینا رسالة من دی میستورا تحدد صباح یوم الاثنین 14 الجاری موعد لقائه مع وفدنا فی مبنى الأمم المتحدة وسیبدأ الحوار مع وفدنا وهذا شیء جید ، لکن وفدنا لن یکرر الأخطاء التی جرت فی الجولة السابقة بمعنى لن ینتظر فی جنیف أکثر من 24 ساعة فهو سیراقب وصول وفود المعارضة الأخرى إلى مبنى الأمم المتحدة لاستمرار الحوار” .
وأضاف المعلم “نحن نتطلع لأن یجری الحوار مع أکبر شریحة من المعارضات تنفیذا لتفویض دی میستورا من قبل مجلس الأمن وبیانات میونیخ و فیینا و أن یکون التمثیل لأکبر شریحة ممکنة وخاصة المعارضة الوطنیة التی لم تجلس فی فنادق خمس نجوم بالخارج ولا ارتبطت بأجندات خارجیة ولذلک نأمل أن یمثلوا ولا سیما أنه لیس هناک معارضة وحدها تستطیع أن تدعی تمثیلها لکل المعارضات” .
وأوضح المعلم أن الأسبوع الماضی شهد سیلا من التصریحات التی صدرت عن دی میستورا کان من بینها حدیثان أدلى بهما الأول فی 9 الجاری خلال مؤتمر صحفی حدد خلاله جدول أعمال الجولة القادمة التی ستبدأ فی 14 الجاری قال فیه بأنها ستتناول الحکم والدستور والانتخابات النیابیة والرئاسیة التی ستجری خلال 18 شهرا “أولا بالعودة إلى الوثائق الأممیة لا یحق لـ دی میستورا اقتراح جدول أعمال.. هذا ما یجب ان یتم التوافق علیه بین المتحاورین لأن الحوار بالأساس سوری سوری وبقیادة سوریة ووفدنا جاهز لأن یناقش جدول أعمال الجولة القادمة” .
وأکد المعلم أن “دی میستورا عندما یتحدث عن الدستور فهو یعرف أن حکومة الوحدة الوطنیة التی ستناقش فی المستقبل هی التی تعین لجنة دستوریة لوضع دستور جدید أو تعدیل الدستور القائم ثم یتم الاستفتاء على ما یتم التوافق علیه فی لجنة الدستور من قبل الشعب السوری وبعد إقراره یصبح نافذا”.
و حول ما قاله دی میستورا عن انتخابات برلمانیة و رئاسیة خلال 18 شهرا قال المعلم “برلمانیة هذا نص موجود فی وثائق فیینا وقرار مجلس الأمن أما رئاسیة فلا یحق له ولا لغیره کائنا من کان أن یتحدث عن انتخابات رئاسیة” مشددا على أن “هذا حق حصری للشعب السوری وبالتالی ما قاله دی میستورا هو خروج عن کل الوثائق الأممیة التی یجری الحوار بموجبها وأکرر هذا الامر ملک للشعب السوری وحده کما نصت کل الوثائق الأممیة.. وبیانات میونیخ وفیینا جاء فیها ان مستقبل سوریة یقرره الشعب السوری ولذلک أقول لـ دی میستورا لن نقبل بعد الآن خروجک عن الموضوعیة لإرضاء هذا الطرف أو ذاک ووفدنا سیرفض أی محاولة لوضع هذا الأمر على جدول الأعمال.. وفدنا غیر مخول بذلک.. هذا ملک الشعب السوری وحده”.
و فیما یتعلق بالانتخابات البرلمانیة ، أکد المعلم أنها “استحقاق دستوری یجب احترامه وهی لا تتعارض مع حوار جنیف ولذلک لا نقبل تحفظات من أحد على هذا القرار الدستوری لأننا نتوقع ممن ینادی بالدیمقراطیة أن یحترم الاستحقاقات الدستوریة لا أن یستفز لإجرائها” .
و أضاف المعلم “نحن سعداء أن نرى إقبالا جماهیریا على الترشح .. زاد العدد أکثر من 11 ألفا وهذا یوءکد تمسک السوریین بالحیاة والمشارکة فی رسم مستقبل بلادهم وادعو المواطنین إلى التصویت بکثافة فی هذا الاستحقاق الدستوری لکی نقدم للمجتمع الدولی رسالة واضحة عن طبیعة شعبنا” .
وفیما یتعلق بوقف الأعمال القتالیة قال المعلم “نحن التزمنا بوقف الأعمال القتالیة اعتبارا من 27 شباط الماضی وما زلنا ملتزمین وعندما وقفنا کانت قواتنا المسلحة تحرز تقدما على مختلف الجبهات ومن هنا لا یوجد تفسیر آخر لقرار القیادة السوریة للقبول سوى الحرص على وقف سفک دماء السوریین وخلال هذین الاسبوعین حدثت خروقات من جانب المجموعات المسلحة بعضها رد علیه الجیش العربی السوری وبعضها تجاهله ولکن لا بد من التأکید على حق قواتنا المسلحة فی الرد على هذه الخروقات ومن هنا أقول لأعضاء اللجنة المختصة فی جنیف وجل أعضائها مع الأسف من ممثلین لدول تآمرت وما زالت تتآمر على سوریة أن حق الرد مشروع ولا یعتبر خرقا لوقف الأعمال القتالیة وهذا ما تفعله قواتنا المسلحة وبهذه المناسبة أدعو کل من حمل السلاح إلى الاستفادة من وقف الأعمال القتالیة بالتوجه نحو المصالحات وتسویة الأوضاع وعلى الجمیع ممن غرر بهم الإدراک بأنه لا جدوى من المکابرة” .
وأضاف المعلم “إن الأزمة بدأت تسیر نحو النهایة ومن هنا نرحب بکل من یرغب بالمشارکة إلى جانب قواتنا المسلحة فی مکافحة إرهاب “داعش” و”جبهة النصرة” والتنظیمات المرتبطة بهما”.
وتابع المعلم : “فی الآونة الأخیرة منذ شهرین إلى الیوم شهدنا حربا إعلامیة ضروسا بدأت بالحدیث عن تدخل بری ثم التقسیم وأقول لکم لا أحد یجرؤ على التدخل في حرب بریة على سوریة ولذلک تراجع هذا الحدیث وقالوا نرید کل قوات الائتلاف أن تدخل.. وآخر حدیث للرئیس أوباما برهن على أنه لن یدخل والذي لدیه رغبة فلیدخل وحده فلیفلح في الیمن أولا وکذلک تحدثوا عن خطة /ب/ ومنذ یومین قال کیري لا توجد خطة ب” .
وأردف المعلم قائلا “إذاً هذا الحدیث لا أساس له من الصحة هو في ذهن البعض لکن أنا أذکر هذا البعض بالتاریخ بما جرى في سوریة عام 1925 عندما اندلعت الثورة السوریة الکبرى بسبب محاولات الاستعمار الفرنسي تقسیم سوریة إلى دویلات ومن هنا أقول بکل ثقة إن شعبنا سیرفض أي محاولة للتقسیم.. والسید الرئیس بشار الاسد في کل أحادیثه اعتاد أن یقول سنحرر کل شبر من الأرض السوریة من هذا الإرهاب التکفیري.. وآخر ما روجت له وسائل الإعلام حدیث نقل عن نائب وزیر الخارجیة الروسی سیرغي ریابکوف عن الفیدرالیة ولم یکن هذا النقل موضوعیا حیث اشترط توافق السوریین على ذلک” .
وتابع المعلم “أقول کمواطن سوري وأثق بأنکم تقولون معی نحن نرفض الحدیث عن الفیدرالیة ونعم مع وحدة سوریة أرضاً وشعباً واستقلالها وسیادتها وسلامة أراضیها.. على الأقل هذا ما أکدت علیه کل الوثائق الدولیة التی صدرت بما فیها تلک التی تحاول معالجة الوضع في سوریة” .