المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان وحركة الأمة نظما ندوة تحت عنوان "الإمام الخميني (قده) والوحدة الإسلامية"
بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الإمام الخميني (قده) نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، وحركة الأمة، ندوة الفكرية تحت عنوان: "الإمام الخميني (قده).. والوحدة الإسلامية"، في مركز حركة الأمة الرئيسي في بيروت، بحضور سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد فتحعلي، وممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وممثلين عن سفراء عدد من الدول العربية والإسلامية، وممثلين عن الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية.
ألقى المستشار الثقافي الإيراني السيد محمد مهدي شريعتمدار كلمة أكد فيها أن دعوة الإمام الخميني (قده) إلى توحيد الصف لم تكن نابعة عن موقف سياسي قد تغير معالمه تقلبات الزمن وأحداثه وإنما كانت دعوة إيمانية صادقة ثابتة أسست لخطاب إسلامي جديد قادر على نسف تركات الماضي ومواجهة التحديات من أجل بناء أمة وسط يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
وأضاف شريعتمدار كان الإمام الخميني (قده) صادقاً، هادفاً الى تجميع طاقات الأمة بأطيافها بعيداً عن المصالح الوطنية والفئوية الضيقة، متطلعاً إلى أن تتجه كل الأنظار الى القضية الأساس، غير آبه بما قد ينتج عن هذا الخطاب من انتقادات من داخل مجتمعه أو مواجهة من المتربصين لوحدة الأمة بالمرصاد.
وأشار الى أن الإمام الخميني جمع بين خطاب الوحدة الإسلامية وتوحيد صفوف الشعوب المسلمة رغم الثبات على المباديء والوقوف بوجه أصحاب السلطة ووعاظ السلاطين؛ كما جمع بين قيادة الثورة لهدم النظام البائد من جهه، وتأسيس الدولة لبناء المجتمع المثالي من جهة أخرى , فكان حقاً عراب الانتصارات في زمن النكسات.
وبدوره , ألقى رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ د. حسان العبد الله كلمة قال فيها : " أن حضور سماحة الإمام آية الله العظمى السيد الخميني (قده) في الساحة السياسية أوضح من أن يُخفي؛ ويكفي أن ترى أن هذه الدولة التي أنشأها ما زالت حاضرةً في المشهد السياسي كما أرادها هو دولةً قائدةً حرةً مستقلةً قويةً تصمد وتنتصر على كل المؤامرات والفتن والحروب التي تخاض ضدها.
وأضاف الشيخ عبدالله إن عمق بصيرة الإمام الخميني (قدس سره) جعلته يعرف منذ البداية أن أخطر ما يواجه أمتنا هو الفرقة، لذلك دعا للوحدة الإسلامية كحل وحيد لتأمين القوة التي بها تنتصر الأمم.
وتابع سماحته: إن القضية المركزية التي حَمَلْتَ همّها شاباً ثم عالماً ثم مرجعاً ثم قائداً هي قضية فلسطين، التي هي اليوم، وبفضل الله، وفضل إرشاداتك لقادة الجمهورية الإسلامية، تحتل المرتبة الأولى في اهتمامات كلّ مسلم واعٍ مُحب لله ولرسوله.
إن يوم القدس أردتَه محطةً لتذكير الأمة بأن القضية الأساس هي السعي لاقتلاع الغدة السرطانيةِ "إسرائيل" من الوجود، وأرَدته أن يكون لأعداء الأمة وعملائهم سبباً ليأسهم من السيطرة على العالم الإسلامي..
ومن جهته , أشار أمين عام حركة الأمة سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري الى أن الإمام الخميني لم يخجل من الحق، فواجه أميركا وقال عنها "الشيطان الأكبر"، واستطاع العمل بشكل دائم لمواجهة اليهود والعدوان "الإسرائيلي", لافتا الى أن مسيرة الخامنئي اليوم هي امتداد لمسيرة ومصداقية الإمام الخميني الذي قال "إن الدين هو الطريق لرقي وازدهار الشعوب".
وبدوره, قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (لبنان) الأستاذ أبو عماد الرفاعي، لم تكن الوحدة الإسلامية بالنسبة للإمام الخميني مجرد شعار يردده في فضاء السياسة بل كان منهجاً رائداً، وإطار تفكير دائب، لتحقيق هدف محدد، وغاية واضحة وهو بناء قوة المسلمين في مواجهة المشروع الاستعماري الغربي الذي يستهدفهم، وممراً إلزامياً نحو تحرير فلسطين.
وأضاف الرفاعي عندما أطلق الإمام الخميني يوم القدس، فإنه كان يبحث عمّا يجمع الأمة، ويوحّدها، ويشحذ طاقاتها، باتجاه قضيتها المركزية, مؤكدا أن القدس ليست للشعب الإيراني وحده، ولا للشعب الفلسطيني وحده، بل هي قبلة المسلمين جميعاً.
وأشار الرفاعي الى أن ما يجري اليوم في القدس وما يخطَّط لها ويدبَّر، ينبغي أن يكون صرخة استغاثة، ونداء استيقاظ لكل الأمة من كبوتها, لافتا الى أن فلسطين وحدها تجمع ولا تفرق، ولهذا السبب بالذات نشاهد التوغّل الصهيوني للإطباق على القدس وأهلها وتراثها، ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.