بقراراتهما التعسفية غير المسبوقة يدفع النظامان السعودي والبحريني المنطقة بشكل دائم الى دائرة التوتير وإثارة النعرات االطائفية وشرذمة المسلمين من خلال إعدام أو طرد أو سحب الجنسية عن كل من يعارض هذين النظامين ولو بالكلمة
الشيخ حسين الحداد لـ"تنا": بحاجة الى عصيان مدني حقيقي في البحرين
تنا-بيروت
24 Jun 2016 ساعة 19:33
بقراراتهما التعسفية غير المسبوقة يدفع النظامان السعودي والبحريني المنطقة بشكل دائم الى دائرة التوتير وإثارة النعرات االطائفية وشرذمة المسلمين من خلال إعدام أو طرد أو سحب الجنسية عن كل من يعارض هذين النظامين ولو بالكلمة
وها هو التحرك السلمي في البحرين دفع النظام في آخر قراراته التعسفية الى اسقاط الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم في توالٍ لسلسلة إجراءات تعسفية اتخذها في فترة قصيرة .
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " المعارض البحريني الشيخ حسين الحداد الذي قال : " أن التعليق على قرار سحب الجنسية عن الشيخ قاسم لا بد أن يكون من خلال المعطيات التي تجري في البحرين ، فكثير من الأمور تجاوزت الخطوط الحمراء في هذا النظام والتصرفات العشوائية والحمقاء التي يقوم بها من إسقاط الجنسيات وسجن الأطفال لاسيما إغلاق الجمعيات الثلاث " ، لافتا الى ان النظام البحريني وصل الامر به الى ان يتعدى على اكبر رمز ومرجعية دينية في البحرين وهو سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم ، مؤكدا أن هذا الحدث لن يذهب هباء ولن يسكت الشعب عن هذا التصرف.
وأشار الشيخ الحداد الى وجود مشكلة كبرى علينا أن نلتفت إليها ، وهي أن النظام في البحرين لن يقف فقط هنا بل سيذهب الى ما لا يحمد عقباه لعدة أسباب ، السبب الأول هو الضوء الأخضر الذي أخذه من بريطانيا وأمريكا فهم أسياده ويملون عليه مايريدون وهو ينفذ ، أما الأمر الثاني فهو الخذلان الموجود من البعض في الداخل والخارج حيال ما يجري من قبل هذا النظام، متسائلا الى متى سنبقى صامتين ونتذلل لهذا النظام بإسم الحوار .
وأكد المعارض البحريني أننا نحتاج وقفة حقيقية ، والى عصيان مدني حقيقي يتكافئ به الجميع لأنه بات من الصعب التنازل أكثر من ذلك .
وحول ما إذا كان من حق النظام البحريني إسقاط جنسية مواطنيه ، أشار الشيخ حداد الى أنه لا يوجد قانون دولي ينص على أن من حق أي حكومة إسقاط الجنسية عن المواطن إلا بضوابط معينة كالخيانة العظمى ، وفي البحرين لا يوجد أي دليل عن الذين أسقطت جنسيتهم بأنهم ارتكبوا الخيانة بل جميعهم كانوا يطالبون بأمور حقوق بلدهم .
ولفت الشيخ حداد الى أن آية الله الشيخ عيسى قاسم من فترة من الزمن اعتزل بعض الأمور واعتكف جزئيا عن الساحة لأنه كان على علم بما كان يخطط له هذا نظام آل خليفة ولكي لا يعطي الفرصة والمجال لهذا النظام باتخاذ أي إجراء يتخذها ضده ، لأن الشيخ واعٍ لتصرفات هذا النظام ، ولكن بالرغم من كل الأحوال فإن هذا النظام إذا أراد أن يقوم بفعل فلا يحتاج الى عذر ولا ذريعة كي يقوم بهذا القانون الذي يستره.
وأضاف الشيخ حداد أنه إذا بقي المجتمع الدولي والعلماء والناس متخاذلين سنصل الى امور صعبة.
وتابع أن النظام السعودي الذي هو من أسياد النظام الخليفي عندما قام باعتقال سماحة الشيخ نمر النمر رأى ضجة إعلامية فخفف وأطال مسألة المحاكمة والإعدام ، حتى خمدت النار فأصدر حكم الإعدام ، وبالرغم من كل بيانات الإستنكار إلاّ أن ذلك لم يمنع تنفيذ قرار الإعدام ، لأنه نظام أل سعود جاء من عصر الجاهلية وهو نظام فاشل ولا يفهم معنى الإستنكار بل يفهم معنى الوقوف بحزم موقف حقيقي كي يردع هذا النظام عن هذا التصرف لأن هذا النظام حين رأى ضعف حقيقي بالمواقف حيال الحكم الصادر تجاه الشيخ النمر أعدمه ، مؤكدا أن النظام السعودي بجريمته هذه أعطى الضوء الأخضر للنظام الخليفي.
وردا على سؤال حول واجب علماء الدين والنخب السياسية والإعلامية إزاء ما تتعرض له الطائفة التي تشكل أغلبية الشعب البحريني من اضطهاد وانتهاك، قال الشيخ حداد : " أنه إذا لم يقف العلماء موقف حقيقي صارخ ، ويقف المجتمع الدولي موقف حقيقي أيضا ستصل البحرين الى مشكلة كبرى، لافتا الى أنه حتى الآن مازالت الحالة البحرينية سلمية وما زلنا نقبض على زمام الأمور في البحرين كمعارضة ، لكن في المستقبل نخشى أن يفلت العنان من يدنا والشعب البحريني ينفلت للساحة ولا يستطيع أحد أن يسيطر عليه عندها يمكن القول أن البحرين ذهبت الى عاصفة كبرى من المستحيل إرجاعها .
وحول كيف يمكن تفسير صمت المحافل الدولية حيال هذه الإنتهاكات ، أوضح الشيخ حداد أن المجامع والانظمة الدولية كلها خانعة لامريكا ، لذا لا يمكن لأحد تجاوزها ، متسائلا أنه هل من حق الأمم المتحدة أن تقوم بإجراء من غير استأذان أميركا التي لها الرأي الأول ، لذا علينا أن نكون واقعيين ، ففي سوريا والعراق يدعمون الإرهاب وفي اليمن يقتلون الشعب اليمني ولا يوجد أي استنكار أو وقفة حقيقية والآن البحرين المسالمة التي لا ترفع سلاح ، فمنذ خمس سنوات وهذه السنة السادسة ولايوجد أي موقف حقيقي .
أجرى الحوار: أماني عيسى
رقم: 235768