في كتابه "محمد (ص) والقرآن، دعوة النبي العربي ورسالته"، الذي صدرت ترجمته مؤخراً ضمن مشروع "ترجم" التابع لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم والذي ترجمه عن الألمانية الدكتور رضوان السيّد، يسلط رودي باريت، أحد أهم المستشرقين الألمان المعاصرين، الضوء على حياة النبي (ص) في مراحلها المختلفة انطلاقاً من فصل تمهيديّ درس فيه "البيئة والمحيط" لشبه الجزيرة العربية قبيل ميلاد النبي (ص)، ابتداء بأديانها المختلفة تحت عناوين: "المستوطنات اليهودية"، "التبشير المسيحي"، "الآلهة العربية القديمة".
وكالة انباء التقريب(تنا):
وفي الفصلين التاليين الثاني والثالث المعنونين بـ "محمد: حقبة الحياة الأولى"، و?"تجربة الرسالة والدعوة" ينقب المؤلف وفق ما كتب محمد حلمي عبد الوهاب بصحيفة "الحياة" اللندنية عن حياة النبي (ص) في حقبة ما قبل الدعوة وبداياتها الأولى. يؤكد باريت في عرضه التواريخ الرئيسة لعمر الدعوة إبان البعثة أن ثمة حدثين رئيسين يحضران بقوة في حياة النبي (ص) وهما: تجربة البعثة والنبوة التي بدأت في العام ۶۰۹ أو ۶۱۰ للميلاد، وحَدَثُ الهجرة، أي الخروج من مكة إلى المدينة في العام ۶۲۳م. وفي محصلة قراءته لشخصية النبي (ص) ومسارات دعوته كما هي واردة في القرآن، يخلص المؤلف إلى القول أن نزعة التدين لدى النبي هي بمثابة المفتاح السحري لفهم شخصيته. إلا أنه عاد ليؤكد ثانية: "بيد أن شخصية فريدة ومحكومة بظروف بيئتها في الظهور التاريخي، لا يمكن أن تُدرك إدراكاً كاملاً، وسيبقى هناك دائماً جزء غامض يثير الحيرة"، ومن ثم، يتابع المؤلف رصد كل المناطق التي اتخذت ذريعة للنيل من شخصية النبي وعلى رأسها: "صدقية النبي"، و"الحرب بوصفها وسيلة لبلوغ الأهداف"، و"الاغتيالات السياسية"، و"محمد والنساء". وفي المحصلة، استند رودي باريت إلى قراءة جديدة للقرآن لتبيان أمرين اثنين: شخصية النبي والوحي والنبوة، والدعوة الإسلامية طبيعة ومساراً وعقائد واتجاهات ومصائر.