أكد رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك د. ناجح بكيرات أنه لا يمكن الفصل بين حملات الهدم التي تستهدف المنازل الفلسطينية في القدس المحتلة ، وبين الحفريات التي تجريها سلطات العدو وأذرعها المختلفة أسفل المسرى الشريف.

وفي حديث لمراسل وكالة أنباء التقريب "تنا"، لفت بكيرات إلى أن الاحتلال يعمد إلى فرض واقع جديد فوق الأرض ، بالتزامن مع تغييب الحقائق أسفلها، قائلاً :" إن نتائج هذه الهجمة باتت غير مخفية ، وهي تحمل في طياتها جملة من المخاطر ، لا سيما وأننا اليوم نتحدث عن حفريات تسير تحت حي إسلامي كامل، بما يهدد وجوده على نحو غير مسبوق (..) قريباً لن يكون هناك حي وادي حلوة القريب من الأقصى ، وستبقى فقط ما يسميها العدو مدينة داوود التي أقيمت على أنقاض الحي ، عبر تهجير الكثير من السكان ، فخلال السنوات الخمس الماضية فقط استولى الاحتلال على نحو 25 منزلاً ، ضمن التحول الديموغرافي الذي يريده من أجل تعزيز الوجود اليهودي في المدينة المقدسة".

وتابع القول، :" ما يجري حالياً هو تغيير للرواية التاريخية التي تظهر من هو صاحب الحق في هذه الأرض ، حيث يقوم الاحتلال بتدمير كل ما يدلل على الحضارة الإسلامية ، وإن الأنفاق التي جرى حفرها على مدار الأعوام الفائتة ما هي إلا عبارة عن ممرات آمنة لضمان وصول جماعات المستوطنين بسهولة إلى داخل باحات الأقصى".

ونبّه "بكيرات" إلى أن هذه التطورات المتسارعة تعكس وجود مسعى احتلالي جاد يقضي بتحويل المدينة المقدسة من الطابع الاسلامي إلى اليهودي.

وكانت ما تسمى بـ "سلطة الآثار الصهيونية" أقرت في وقت سابق بحفر نفق تحت الأرض بطول 580 متراً يمتد من الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى وصولاً إلى منطقة عين سلوان وسط البلدة.