ترى الحكومة المصرية في “حقيبة رمضان” فرصة ثمينة للترويج لأنشطتها، ومن ثم الدعاية للحزب الوطني (الحاكم)، حيث سبق أن أعلن وزير التضامن د .علي المصيلحي الاتفاق على توزيع أكثر من ثلاثة ملايين “شنطة رمضانية” هذا العام .
>>
الحكومة والأحزاب المصرية في ماراثون حقيبة "إفطار رمضان"
دار الخليج , 24 Aug 2010 ساعة 14:19
ترى الحكومة المصرية في “حقيبة رمضان” فرصة ثمينة للترويج لأنشطتها، ومن ثم الدعاية للحزب الوطني (الحاكم)، حيث سبق أن أعلن وزير التضامن د .علي المصيلحي الاتفاق على توزيع أكثر من ثلاثة ملايين “شنطة رمضانية” هذا العام .
وكالـة أنبـاء التقريـب (تنـا)
على الرغم من استحباب أعمال الخير في شهر رمضان المبارك، إلا أن هناك من يستثمر هذه الميزة، بتوجيهها لأغراض سياسية، ومصالح شخصية .
هكذا يبدو مشهد ساعة الإفطار في بعض الأحياء المصرية، حيث تتعدد حقائب رمضان لمساعدة الفقراء وأصحاب الحاجة، بعدما أخذ عدد ممن لديهم نية الترشح لانتخابات مجلس الشعب “البرلمان” توزيعها عليهم، وهي الحالة التي بدأت تتسع في الأحياء الشعبية، أكثر من غيره.
ويعتبر البعض الظاهرة التي بدأت في التزايد على مدى أيام شهر الصوم الماضية، تشويها للعمل السياسي، خاصة أنها عادة ما تكون مصحوبة بدعاية لصاحبها، وأنه سيكون في خدمة أهالي دائرته، في إشارة صريحة لخلط العمل السياسي بالشهر المبارك، واستثماره لتحقيق أغراض خاصة على حساب مستحقي هذه الحقائب.
هذه الظاهرة، التي باتت تغازل أصوات الفقراء بالانتخابات المقرر إجراؤها قبيل نهاية العام، انحسبت على شخصيات حزبية ومستقلين، حتى اعتبرها البعض وسيلة من وسائل الإستغلال السياسي في مصر.
الحكومة المصرية نفسها رأت في “حقيبة رمضان” فرصة ثمينة للترويج لأنشطتها، ومن ثم الدعاية للحزب المسيطر عليها، وهو الحزب الوطني (الحاكم)، حيث سبق أن أعلن وزير التضامن د .علي المصيلحي الاتفاق على توزيع أكثر من ثلاثة ملايين “شنطة رمضانية” هذا العام . وقال المصيلحي إنه تم التنسيق مع بعض الجهات لتوفير “شنطة رمضان” وإيجاد نظام متكامل لتوزيعها على الأسر الفقيرة، مع الأولوية لأسر الضمان الاجتماعي، “لأنهم يمثلون عينة من الأسر التي هي أكثر احتياجاً”.
ويستند المرشحون المفترضون على أن السياسة لم تعد تحسم أية معارك انتخابية، وأنه لابد من المساهمة في أعمال تطوعية، وإن كانت هذه الأعمال قد زادت في شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي ينتقد فيه الناخبون أمثال هؤلاء باستغلال أصواتهم والمتاجرة فيها، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأسر المصرية . وفي السياق ذاته، فإنه واستثمارا للشهر الكريم، فقد بدأ بعض النواب الحاليين، ومن لديهم نية الترشيح في الانتخابات المقبلة في الدعاية لأنفسهم على طريقتهم الخاصة عبر القنوات الفضائية الخاصة، برعاية برامج دينية، في الوقت الذي تقوم فيه المحطات الفضائية بالتنويه على شاشتها لهؤلاء المرشحين، بل وأحيانا تذكر جانباً من سيرته.
اللافت أن مثل هذه الظواهر كان يروج لها رجال الأعمال، حتى أصبح كثيرون يروجون لأنفسهم، من غير هذه الشريحة، مادامت هناك المقدرة، طمعاً في تحقيق مكاسب في المستقل القريب، خاصة إذا تحقق لهم المراد، وهو الفوز بمقعد “برلماني”، أيا كانت وسائل الوصول إليه.
رقم: 24303