كتبت الباحثة "Christina Lin" مقالة نشرت على موقع "Asia Times"، شددت فيها على أن التحالف بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية بات يشكل خطرًا أمنيًا محدقًا بالقارة الآسيوية، مستشهدةً بما قاله باحث في مركز الأبحاث السياسية في العاصمة الهندية نيودلهي يدعى "Brahma Chellaney"، عن قيام الدولة الغربية "بتشجيع المملكة على تصدير الوهابية"، من أجل مواجهة الشيوعية والثورة الإسلامية في إيران".
وتابعت الكاتبة بأن آسيا باتت تجني النتائج السلبية جراء التحالف الأميركي السعودي "بعد عقود من تمويل الوهابية بالبترودولار و"سعودة" المسلمين في آسيا"، وإذ أشارت إلى ما قاله قائد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ الجنرال "هاري هاريس" حين حذر من أن تنظيم "داعش" يتوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لفتت "Christina Lin" إلى أن بعض المتطرفين من المسلمين في آسيا الذين تبنوا الفكر الوهابي ينجذبون بالطبع لـ"داعش"،كما هو الوضع بالنسبة للمسلمين المتطرفين في أوروبا وكوسوفو وغيرها من الأماكن التي سمحت "ببناء المساجد والمدارس الممولة سعودياً".
وأضافت الكاتبة أن "التطرف الوهابي" يغير هوية الدول الآسيوية التي فيها أعدادًا كبيرةً من المسلمين، غير أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة تستمر بدعم سياسة الرياض "على حساب دول أخرى"، وأن واشنطن تتحالف مع السعوديين في سوريا لدعم الجماعات المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في سياسة ترمي الى تغيير النظام، بدلاً من مكافحة الإرهاب، مشيرةً إلى أن واشنطن تقوم في الوقت نفسه بتدمير اليمن، ما يسمح بنمو "داعش" و"القاعدة".
الكاتبة أكدت أن كل ذلك يشكل تهديداً لآسيا، لافتة إلى أن الدول الآسيوية أصبحت تعتمد أكثر فأكثر على منطقة الشرق الأوسط في مجال الاقتصاد والنفط، وذلك خلافاً للولايات المتحدة التي "لم تعد تحتاج إلى نفط الشرق الأوسط والتي تستطيع الانسحاب من المنطقة" على حد تعبيرها، وشددت في الإطار عينه على أن الصين والهند تواجهان تحديًا كبيرًا آخر يتمثل بحماية مواطنيهم العاملين في الشرق الأوسط (7 مليون عامل هنديا ومليونا عامل صيني).
علاوة على ذلك تحدثت الكاتبة عن التهديد الذي تشكله جماعات مثل "داعش" و"القاعدة" وغيرها من "الجماعات السلفية" للمشروع الاقتصادي الصيني الضخم لمنطقة يورو آسيا والمسمى"حزام واحد طريق واحد"،كما تحدثت عن نشوء تحالف آسيوي من أجل مكافحة الارهاب، لافتة الى أن كلًّا من الهند والصين قامتا خلال شهر آب/أغسطس الماضي بتعزيز العلاقات الأمنية مع الحكومة السورية من أجل محاربة القاعدة.
وأشارت الكاتبة أيضاً إلى أن الهند والصين هما من الدول الأعضاء في منظمة تعاون شنغهاي التي تضم إلى جانبهما روسيا وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى، وتابعت بالقول أن المنظمة هذه تقوم منذ الأعوام الماضية بتكثيف الجهود في مجال مكافحة الارهاب.كما أن الهند والصين تعارضان المساعي الأميركية السعودية "الهادفة الى الإطاحة بالحكومة السورية واستبدالها بنظام وهابي طالباني آخر".
كذلك شددت الكاتبة على أنه ونظراً لوجود "جهاديين آسيويين" (ارهابيين) في سوريا، فمن مصلحة دول منظمة تعاون شنغهاي التصدي للأجندة الأميركية السعودية لتغيير النظام ومنع سوريا من أن تصبح ملاذًا آمناً يستخدمه المسلحون من أجل شن الهجمات على دول هذه المنظمة.