قد يكون الفقر أحد أسباب التطرف وإن الإسلام دعا إلى محو الفقر من الناس ورعايتهم، وطالب الراعي برعاية حق رعيته من المأكل والمشرب.
القرضاوي: الفقر يشكل خطراً على عقيدة الإنسان
وكالات , 31 Aug 2010 ساعة 12:59
قد يكون الفقر أحد أسباب التطرف وإن الإسلام دعا إلى محو الفقر من الناس ورعايتهم، وطالب الراعي برعاية حق رعيته من المأكل والمشرب.
وكالة انباء التقريب(تنا):
أكد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الفقر يشكل خطراً كبيراً على عقيدة كل إنسان، منبهاً على أن الفقر يدفع العبد والعياذ بالله إلى سوء الظن في الألوهية وفي العدل الإلهي، مضيفاً أن الفقر هو خطر على الأسرة أيضاً، حيث يفقد الإنسان إيمانه مع الفقر فيندفع إلى قتل أولاده وهو ما نهى الإسلام عنه.
وأشار القرضاوي خلال حديثه في برنامج "فقه الحياة" على فضائية " اقرأ"، أن النفس البشرية تفقد الثقة في الكون إذا وجدت من يعاني من كثرة أمواله وينعم في قصور لا أخر لها ومن يلعب بالملايين وأخر على العكس تماما يعاني من الفقر المدقع والجوع المفزع فلا يجد الكثير منهم ما ينفقه على أنفسه ولا على أولاده من المأكل والمشرب والملبس وهو ما يجعل الإنسان ضعيفا في مواجهة الأزمات والمصائب حتى يتوارث الحقد والحسد بسبب ما هو فيه، كما أنه يفقد الإنتماء إلى وطنه. ولفت إلى أن بعض العلماء قد نهى عن الصلاة مع الجوع فـ "إبن حزم " كان يقول : "لا صلاة بحضرة طعام"، مشيراً إلى أن أحد أصحاب أبي حنيفة جاءته جارية تقول له سيدتي تخبرك بأنه نفذ الدقيق. فقال لها قاتلك الله لقد ضيعتي مني أربعين مسألة بسبب التفكير فيما قولته"!.
وقال القرضاوي إن المجتمع الفقير لا يستطيع أن يحقق أماله في النهضة والرقي، لذلك كان يستعيذ النبي (ص) من الفقر قائلاً، " اللهم أني أعوذ بك من الفقر والهم"، موضحاً أن الفقر قد يكون أحد أسباب التطرف وأن الإسلام دعا إلى محو الفقر من الناس ورعايتهم، وطالب الراعي برعاية حق رعيته من المأكل والمشرب" و شدد رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على أن مجتمع المسلمين يجب أن يكون مجتمعاً قوياً يستطيع الدفاع عن نفسه وأن يؤمن لنفسه ما يسد رمقه من المأكل والمشرب، وقد أبدي القرضاوي أسفه أن تكون أفقر دول أوروبا وهي دولة أسبانيا، أغنى من الدول العربية مجتمعة، رغم ما لديهم من الثروات الطائلة التي لا تنفذ. ونوه على أن سرّ فقر العرب والمسلمين يرجع لسوء توزيع ثرواتهم، فنجد بعض الناس يملكون أموالاً وقصوراً وأراضي لا أخر لها ويشتكون من كثرة ما يأكلون، في حين نجد أن عموم المسلمين يعانون من شدة الفقر والمرض وهو ما يدل على إهدار ثروات المسلمين على أناس قليلين رغم كثرة المعدمين.
رقم: 24836