قائد الثورة الاسلامية يندد بشدة العمل المشين والجنوني ضد القران الكريم ويعتبره مخطط امريكي صهيوني لمحاربة الاسلام , مطالباً احرار العالم واتباع الديانات الوقوف الى جانب المسلمين .
قائد الثورة يدعو للوقوف بوجه كل من يسيئ للدين الاسلامي
14 Sep 2010 ساعة 13:42
قائد الثورة الاسلامية يندد بشدة العمل المشين والجنوني ضد القران الكريم ويعتبره مخطط امريكي صهيوني لمحاربة الاسلام , مطالباً احرار العالم واتباع الديانات الوقوف الى جانب المسلمين .
وكالة انباء التقريب (تنا) :
اصدر قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي بيانا شجب بشدة الاساءة المشينة للقران وحرق قسما من صفحاته امام مرأى الشرطة الامريكية معتبرا ذلك العمل الجنوني , حادثة مريرة كبرى وانه مخطط وضع منذ عدة سنوات لنشر الكراهية من الاسلام ومحاربته , وان هذه الحركة بدأت شرارتها بكتاب المرتد سلمان رشدي . واعتبر قائد الثورة ان هذه الحركة هي ضمن حلقة لمخطط صهيوني امريكي لمحاربة الاسلام , والعمليات الاجرامية في العراق وافغانستان وفلسطين ولبنان وباكستان من قبل الغطرسة الامريكية يدخل ضمن هذه المخطط .
واليكم نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العزيز الحكيم: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»
أيها الشعب الإيراني العزيز، أيتها الامة الاسلامية العظيمة:
إن الإهانة الجنونية المثيرة للنفور والاشمئزاز والتي وجهت للقرآن المجيد في امريكا، وتحت حماية الأمن البوليسي لذلك البلد تعدّ حادثة مريرة كبرى، ولايمكن اعتبارها مجرد حركة بلهاء صادرة من عناصر تافهة عميلة انها حركة مخطط لها من قبل مراكز جعلت في صميم عملها ـ منذ سنين فما بعد ـ نشر الكراهية للاسلام ومحاربته، وراحت عبر مئات الاساليب، والوف الوسائل الاعلامية والعملية، تحارب الاسلام والقرآن.
إنها حلقة أخرى من السلسلة المنحطة التي بدأت بخيانة المرتد سلمان رشدي، وامتدت عبر حركة رسام الكاريكاتور الدنماركي الخبيث، وعشرات الافلام المعادية للاسلام والتي انتجتها هوليوود، حتى وصلت الى هذا العرض المنفر للنفوس.
ولكن ماذا خلف مسرح هذه التحركات الشريرة ومن يستتر في هذه الخلفية؟
إن دراسة المسيرة الشريرة هذه والتي اقترنت بالعمليات الاجرامية في افغانستان والعراق وفلسطين ولبنان وباكستان لاتبقي أي مجال للشك في ان التخطيط، وغرفة العمليات والقيادة انما هي في ايدي قادة نظام الهيمنة، وغرف الافكار الصهيونية التي تمتلك اكبر النفوذ على دولة امريكا ومؤسساتها الامنية والعسكرية وكذلك على دولة انكلترا وبعض الدول الاوروبية.
ان هؤلاء انفسهم هم الذين تتوجه اليهم ـ يوما بعد يوم ـ من قبل مؤسسات التحقيق المستطلعة للحقائق اصابع الاتهام في حادثةالهجوم على الابراج في الحادي عشر من ايلول / سبتمبر.
لقد اعطت تلك الحادثة مبررا بيد المجرم رئيس الجمهورية الامريكية آنذاك ليشن الهجوم على افغانستان والعراق، وليعلنها حربا صليبية. وقد اعلن هذا الشخص نفسه ـ كما ذكرت التقارير ـ بالامس: أن الحرب الصليبية قد استكملت بدخول الكنيسة الى الساحة.
ان الهدف من هذا العمل الاخير المثير للاشمئزاز هو ـ من جهة ـ نقل قضية الصراع ضد الاسلام والمسلمين الى المستوى الجماهيري في المجتمع المسيحي، ليضفي عليه دخول الكنيسة والقسيس طابعاً دينياً، ويكتسب دعماً من عنصر التعصب والتعلق الديني، ولتوجه ضربة للشعوب الاسلامية ـ من جهة اخرى ـ لتثير الغضب وتلهب المشاعر من هذه الإهانة الكبرى وتجرح القلوب فتغفل عن المسائل والتطورات الجارية في العالم الاسلامي والشرق الاوسط.
إن هذه الخطوة الحاقدة ليست انطلاقة لمسيرة، بل هي مرحلة من مسيرة ممتدّة للصراع ضد الاسلام بقيادة الصهيونية والنظام الاميركي.
ها هم الان كل قادة الاستكبار وأئمة الكفر يقفون صفاً أمام الاسلام، والاسلام دين الحرية والمعنوية الإنسانية، والقرآن كتاب الحرمة والحكمة والعدالة فيجب ان يقف كل الأحرار في العالم، وكل الاديان الابراهيمية الى جانب المسلمين ليواجهوا السياسة الحقيرة المعادية للإسلام بهذه الاساليب المخزية.
إن قادة النظام الامريكي لايستطيعون من خلال حديثهم المخادع السخيف ان يبرِّئوا أنفسهم من مسيرة هذه الظاهرة القبيحة.
لقد مرت سنوات شهدنا فيها كيف تداس بالأقدام المقدسات والحقوق وحرمة الملايين من المسلمين المظلومين في افغانستان وباكستان والعراق ولبنان وفلسطين؛ علامَ ولماذا تجري هذه المآسي؛ مئات الالوف من القتلى، وعشرات الالوف من النساء والرجال يعيشون الأسر والتعذيب، وآلاف الأطفال والنساء يختطفون، والملايين يواجهون الاعاقة والتشريد والتهجير،
مع كل هذا الظلم لماذا نجد وسائل الاعلام الغربية العالمية تصور المسلمين مظاهر للعنف، والقرآن والاسلام خطراً على البشرية؟
ومن ذا يصدّق أن كل هذه المؤامرات الواسعة يمكن ان تتحقق دونما دعم وتدخل من الحلقات الصهيونية داخل دولة امريكا؟
الاخوة والاخوات المسلمات في ايران وكل انحاء العالم.
من اللازم أن اذكّر الجميع ببعض النقاط:
اولاً: إن هذه الحادثة والحوادث السابقة تكشف بوضوح أن المستهدف ـ اليوم ـ من قبل هجوم النظام الاستكباري العالمي هو الاسلام العزيز والقرآن المجيد، واذا كان المستكبرون يصرحون بعدائهم للجمهورية الاسلامية فان ذلك ينطلق من صراحة ايران الاسلام في الوقوف بوجه الاستكبار، اما تظاهرهم بانهم لا يعادون الاسلام وباقي المسلمين فهو كذبة كبرى وخديعة شيطانية، انهم يعادون الاسلام وكل من يلتزم به وكل مظهر من مظاهره.
ثانياً: ان هذه السلسلة من انماط الحقد ضد الاسلام والمسلمين ناشئة من حقيقة أن نور الاسلام ـ ومنذ عقود وحتى اليوم ـ راح يشع اكثر من ذي قبل، وراح ينغرس في القلوب في ارجاء العالم الاسلامي بل وحتى في الغرب. انه ناشئ من أن الامة الاسلامية راحت اكثر وعياً، وان الشعوب الاسلامية صممت على تحطيم قيود الاستعمار وعدوان المستكبرين.
ان حادثة الاهانة الموجهة للقرآن والرسول العظيم صلى الله عليه وآله ـ رغم ما تحمله من مرارة ـ تحمل في طياتها بشرى عظيمة بان شمس القرآن المشرقة تعلو وتشع اكثر فأكثر يوماً بعد يوم.
ثالثاً: يجب ان نعلم جميعا ان الحادثة الاخيرة لاعلاقة لها بالكنيسة والمسيحية. اما الحركات العدائية لبعض القساوسة الحمقى والعملاء فيجب ان لا تحمّل على المسيحيين ورجال الدين. اننا نحن المسلمين لن نقوم مطلقا بعمل مشابه بالنسبة لمقدسات الاديان الاخرى، وان الصراع بين المسلمين والمسيحيين على المستوى العام هو ما يسعى اليه الاعداء والمخططون لهذه المسرحية الجنونية ان القرآن يوجهنا الى الموقف الآخر.
رابعاً: ان دولة امريكا والسياسيين فيها هم المطالبون من قبل المسلمين. فاذا كانوا صادقين في دعواهم بعدم المساهمة في الامر فعليهم ان يعاقبوا بشكل مناسب كل العناصر الدخيلة الاصلية وكل اللاعبين في الميدان الذين ألمـّوا قلوب مليار ونصف من المسلمين.
والسلام على عبادالله الصالحين
سيد علي الخامنهئي
٤ شوال ١٤٣١
١٣ ايلول ٢٠١٠
رقم: 25864