تاريخ النشر2010 28 September ساعة 10:06
رقم : 26949

علمتنا كيف نتحاور لنتفق، ونتحدث

جمعتنا على الحوار الإسلامي الصافي للوصول إلى مشتركات العقيدة، وسبل جمع المسلمين ووحدتهم وقوتهم، والوصول إلى سبل نجاة هذه الأمة بخيراتها ومقدراتها،
علمتنا كيف نتحاور لنتفق، ونتحدث


وكالة أنباء التقریب (تنا) :

حكم المنية في البرية جارِ ما هذه الدنيا بدار قرار
نعم يا شيخنا وأستاذنا عبد الصبور شاهين، إنه قضاء العزيز المقتدر، ولا راد لقضائه، ونحن مسلمّون به، راضون بما حكم وألزم بإرادته، فسبحانه الباقي دون سواه.

وهذا اليوم الذي سمعنا فيه نبأ وفاتك، لهو يومٌ أناخ علينا فيه بحمله الثقيل، فانبرى القلم يرثيك، والقلب يبكيك، فلقد عشت حميداً مودوداً، ومتَّ سعيداً مفقوداً، ولمَ لا فلم تكن يوماً ضنيناً في رأيك، ولا متفرداً بما لديك، فهاهي كتبك تشهد بفضلك، ومحافل الدين والثقافة تقرّ بوجودك، وتعتز بعطائك. وإني إذ أنسى فلا أنسى تلك الأيام الجميلة التي جمعتنا على الحوار الإسلامي الصافي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، للوصول إلى مشتركات العقيدة، وسبل جمع المسلمين ووحدتهم وقوتهم، والوصول إلى سبل نجاة هذه الأمة بخيراتها ومقدراتها، وصنع مستقبل مشرق لأبنائها، فكان للحوار لذة رغم حدة الخلاف، وفي الاتفاق جمال رغم صعوبة الطريق ووعورته، حتى كان للحظات النقاش والحوارات نتائجها في إضفاء روح التفهم لأولويات الإسلام الذي يسعى لأجل سعادة الإنسان.

لطالما عشنا تلك اللحظات في لقاءاتنا الجميلة بالأستاذ الدكتور المرحوم الشيخ عبد الصبور شاهين ونحن نتحاور لنتفق، ونتحدث لنلتقي، ونتصافح لنحب بعضنا بعضاً، فما أحلاها من لحظات، وبعد سنوات طويلة من رجوعه إلى وطنه الإسلامي مصر، ولم نجد طريقاً للوصول إليه، سارت بنا الأيام لنلتقي به في أحد لقاءات مجمع التقريب بطهران، لاحتضنه بلقاء طالب وأستاذه، في جلسة شملت اغلب علماء الإسلام، وعلى رأسهم سماحة الشيخ التسخيري حفظه الله، لنقول أن سر قوة المسلمين في وحدتهم تحت لواء " لا اله إلا الله "، وإخلاص النية له، والعمل دون كلل في مواجهة التحديات.

رحلت شيخنا، فرحمك الله عالماً ومعلماً، ومربياً بخلق الإسلام العليا، ودعاؤنا إلى الله أن يلهم العائلة الكريمة الصبر والسلوان، وأن يعوض الأمة الإسلامية بشخصيات إسلامية مخلصة تقوم بحفظ الإسلام ووحدته.
وإن كان الموت قد أسكتك، فستبقى أثارك ناطقة، وذكراك موصولة، ودوحة فضلك يانعة، ولا بد لنا أن نفوّض أمرنا لله ملك الأملاك، فليس في أيدينا أن نسترد ماضياً، أو نرد آتياً، لكنا نسأل الباري الذي ابتلانا بفقدك، أن يجعل سبيل الخير سبيلك، وأن يوسع لك في قبرك، ويغفر لك يوم حشرك، ويسكنك فسيح جنته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الشيخ المهندس حسين البيات


المصدر : شبكة القطيف الاخبارية

https://taghribnews.com/vdcb99b5.rhb0apukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز