وحسب إحصاءات رابطة مسلمي بريطانيا هناك، فإنَّ 2.7 مليون مسلم يتواجدون في بريطانيا، يمثّلون نحو 4.8 في المائة من السكّان، أغلبهم من أصول آسيويّة، وخصوصاً من باكستان وبنغلاديش، بينما لا يتجاوز عدد العرب في بريطانيا 178 ألف شخص.
ويوجد 1200 مسجد في شتى أنحاء بريطانيا، وأقدم مسجد تمّ تأسيسه يعود إلى العام 1860 في كارديف، عاصمة إقليم ويلز.
لكنّ شاه جهان هو أقدم مسجد بني أصلاً لهذا الغرض، وقد بناه المستشرق البريطاني الفذّ ذو الأصول اليهوديّة جوتليب ويلهالم لايتنر، بعد أن تكفَّل أحد الأمراء المسلمين في الهند، شاه جهان، بنفقات البناء.
ويتولى النائب عن حزب المحافظين، ساجد جاويد، منصب وزير دولة لشؤون الإدارة المحلية في الحكومة الحالية، وهو عضو في مجلس العموم منذ العام 2010.
وضمت قائمة نوّاب حزب العمال المعارض 12 نائباً مسلماً، بينما نجح 3 على قائمة حزب المحافظين الحاكم.
ومن أبرز من نجحوا في الانتخابات الأخيرة، محافظ لندن العمالي صديق خان، الذي خاض الانتخابات للفوز بمنصب محافظ لندن ضدّ المرشَّح المحافظ زاك جولدسميث العام 2016، وهو أوّل مسلم يتولى منصب محافظ عاصمة غربيّة، كما كان أول مسلم يتولى حقيبة وزارية في حكومة الظلّ.
وهناك 11 عضواً مسلماً في مجلس اللوردات البريطاني، البعض منهم أعضاء في الأحزاب، وآخرون مستقلّون؛ 5 نساء، و 6 رجال.
وأبرز المسلمات في المجلس، البارونة سعيدة وارسي، وكانت أول مسلمة تتولى منصباً وزارياً في الحكومة البريطانية.
وتولت وارسي منصب نائب زعيم حزب المحافظين خلال الأعوام 2010-2012، ووزيرة دولة للشؤون الخارجية والكومنويلث، ووزيرة الدولة لشؤون الأديان والشؤون الاجتماعيّة.
للمسلمين حضور فاعل في مختلف أنحاء العالم، وفي كلّ المجالات الحياتية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدينية، وقد وصل بعضهم إلى أعلى المواقع الرسميّة والخاصّة في كلّ الميادين، رغم كلّ الظّروف المحيطة بالواقع، ورغم الحملات والسياسات المجابهة لهم، والّتي تستهدف نقاط قوَّتهم.
النشاط السياسيّ الفاعل للمسلمين، والعمل الحزبي والنيابي المبنيّ على رؤى واضحة، ووعي عال، وحكمة ودراية بما يجري، لهو خير سلاح بيدهم كي يثبتوا حقوقهم ويدافعوا عنها، ويعملوا سياسياً على توضيح خلفياتهم، وما يحملون من تراث متنوّع للآخرين، وكي يسعوا للتقارب مع الشعوب التي يعيشون معها، ويساهموا في التأثير فيها إيجابيّاً، بما يؤكد هويتهم الحضارية والإنسانية.
الظروف اليوم صعبة، والمرحلة تتطلّب وحدة بين المسلمين على مستوى الخطاب والموقف والحركة السياسية الفاعلة والواعية، إنّ المسلمين اليوم أمام تحدّ كبير لا بدَّ من أن يواجهوه بكلّ مسؤوليّة.
بينات