أكد الرئيس الايراني، اليوم الخميس، أنه رغم الخطوات الكبرى التي اتخذناها حتى الآن، فمازال أمامنا بون شاسع لنصل الى المكانة السامية كقوة اقتصادية مؤثرة في المنطقة والعالم.

وفي كلمته خلال مراسم تنفيذ حكم رئاسة الجمهورية في حسينية الإمام الخميني (رض) بحضور قائد الثورة الاسلامية، قال حسن روحاني: لقد تعلمنا العديد من الدروس والعبر طيلة قرابة العقود الاربعة الماضية، وسنجعلها زادا لنا في الطريق الذي أمامنا.
واضاف: لقد تعلمنا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تركيب متناسق بين الجمهورية والاسلامية، ولا ينبغي تجاهل ايا منهما، ولقد تعلمنا ان هناك تنوعا كبيرا في اسلوب الحياة داخل المجتمع الايراني، فالنساء والرجال والشباب والقرويون وسكان المدن لا يعيشون بأسلوب واحد، وليس لدى الجميع انطباع موحد عن الثقافة والفن، ولابد من الاعتراف بالتنوع والتباين واحترامه. إذ أن كل القوميات الايرانية هي جزء من الوطن الأم، ومن حقها ان تطالب بالاهتمام ومزيد من المشاركة من اجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتوازنة والعادلة في جميع أنحاء البلاد.
وتابع: نحن لدينا قناعة انه رغم الخطوات الكبرى التي قمنا بها، فمازال أمامنا طريق طويل للوصول الى المكانة السامية كقوة اقتصادية مؤثرة على صعيد المنطقة والعالم.

وأوضح روحاني انه بعد 4 عقود توصل جميع الناشطين السياسيين (في ايران) أنه وبعيدا عن الشعارات البراقة، فلا مفر من بناء مجتمع عادل ونهج معتدل، بهدف توفير فرص النمو وتقديم الدعم الى الجميع على حد سواء بعيدا عن الفساد، وأكد أن حكومته تبذل جهودها من اجل ان ينال الشعب حقوقه؛ في القضاء على الفقر والفساد وكبح التضخم وتحقيق النمو الاقتصادي وتحقيق المكانة الشامخة لإيران في الاوساط الدولية، وسهولة الوصول الى اسواق المنطقة والعالم، وتنمية الاجواء الحرة المعنية، وحق الوصول الى المعلومات، والمساواة امام القانون وبناء مستقبل واعد وحرية البيان وحق المعرفة والاطلاع على سير الامور في البلاد، مضيفا ان هذه الحقوق لن تتحقق الا بالتعاون والتعاطف والاعتدال والابتعاد عن الافراط والتفريط وسيادة القانون.

وفي جانب آخر من كلمته قال روحاني: ان نظام الجمهورية الاسلامية والى جانب الانجازات الكبرى من قبيل الاستقلال والحرية وسيادة الشعب وتوفير الامن، حقق انجازات هامة في مجال مكافحة الفقر، مبينا ان النسبة بين عائدات الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة تقلصت من 25 ضعفا قبيل الثورة، الى 14 ضعفا قبل سنتين، معربا عن امله بأن تحقق الحكومة القادمة أداء اكثر تألقا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في تقليص الهوة الطبقية.
ورأى روحاني انه لابد من انتاج الثروة من اجل القضاء على الفقر، كما ان البطالة تشكل احد اهم قنوات ايجاد الفقر، مؤكدا ضرورة بذل الجهود الحثيثة من اجل زيادة فرص العمل وتنميتها خلال السنوات القادمة، مبينا ان انتاج الثروة يتطلب استثمارات واسعة وإمكانية الوصول الى السوق اضافة الى استخدام التقنيات المتطورة.

ولفت الرئيس الايراني الى ان الحكومة القادمة ترى ان اولويتها الرئيسية تتمثل في زيادة الانتاج وفرص العمل، وفي استمرار الخطة الاقتصادية للحكومة الحالية انطلاقا من السياسات العامة للنظام وخاصة الخطوط العامة للاقتصاد المقاوم.
واشار الى ان الشعوب ورغم المسافات الجغرافية والتنوع الثقافي والتباينات السياسية، فإنها تعيش في عالم متمازج بعضه ببعض، مضيفا ان التنمية الوطنية المستدامة العادلة لا تمكن بدون وضع خطة واضحة موثوقة مبنية على التعامل البناء والمؤثر مع العالم، وهذا ما تم التأكيد عليه ضمن الخطة التنموية العشرينية.


ونوه الى ان الخطوة الاولى في هذا المسار تمثلت في تجاوز أصعب انواع الحظر، من خلال تركيب قوة الدبلوماسية وقوة الردع الدفاعية.
وشدد على ان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ورغم انه دفع ويدفع ثمن استقلال البلاد حفاظا على الشرف والعزة، الا انه لا يرضخ مطلقا لفرض العزلة عليه من قبل الاعداء، ولن يستسلم لرغبة المغرضين بعدم مشاركة ايران الفاعلة في النظام العالمي وابتعادها عن التطورات والانجازات الانسانية.
وأردف أن الاتفاق النووي مؤشر على حسن نية الجمهورية الاسلامية للتعامل البناء والمؤثر على الصعيد الدولي، والآن وبثقة اكبر من الماضي وبمساندة من الشعب الذي سطر ملحمة كبرى في الانتخابات، نؤكد على التعامل والتواصل البناء والمؤثر مع العالم في إطار الدستور.. لقد انتهت الانتخابات وبدأت مرحلة التعاون والتعاطف، وقد حان الوقت للاستفادة من جميع الطاقات والقدرات لرفع فاعلية النظام وتحقيق رضا الشعب.
/110