" إن المحكمة الدستورية الفرنسية أقرت الخميس الماضي قانوناً يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وصارت بذلك أول دولة أوروبية تفرض محلياً مثل هذا الإجراء. وتدرس كل من إسبانيا وبلجيكا حظراً مشابهاً ".

وكـالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
كتبت صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية أن كثيراً من المسلمين الفرنسيين يشعرون بأنهم مستهدفون بازدياد وسط مخاوف إرهاب متنامية وما يعده البعض إجراءات مناوئة للمسلمين مثل حظر النقاب في الأماكن العامة.

وقالت الصحيفة إن كثيراً من المهاجرين الأفارقة هم من الجيل الثاني الذين أتوا إلى فرنسا في موجة الهجرة الكبيرة التي كانت في ستينيات القرن الماضي. وهذا الجيل ولد في فرنسا ويتحدث الفرنسية ويحمل الجنسية الفرنسية تماماً مثل المواطنين القدامى.

ويشتكي أحد المسلمين الذي هاجر والداه من مالي إلى فرنسا، من كثرة التفتيشات الأمنية للمسلمين وتداول شائعات جديدة عن مسلحين مسلمين وإعتقالات هنا وهناك والتسرع في وصم الجميع بنفس الوصمة، أي "الإرهاب".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في العقدين الماضيين نما عدد المسلمين الذين يعيشون في أوروبا الغربية بثبات، وزاد من أقل من عشرة ملايين في العام ١٩٩٠، إلى ما يقارب ١٧ مليون مسلم، عام ٢٠١٠ م.

وفي الوقت الذي تحظّر فيه الحكومة الفرنسية الإحصاءات الرسمية المبنية على العرق أو الدين، يشير "مركز بيو للأبحاث" إلى أن هناك ٣.٦ ملايين مسلم في فرنسا، وهو أكبر عدد للمسلمين في أوروبا بعد ألمانيا التي يوجد فيها ٤.١ ملايين مسلم. لكن النسبة المئوية للمسلمين في فرنسا (٥.٧% من مجموع السكان) أكبر من ألمانيا (٥%) أو من آي مكان آخر في أوروبا تقريبا.

وفي فرنسا، كما هو الحال في أي مكان من أوروبا، تكون العلاقات مشحونة بين المسلمين ومجموع السكان غير المسلمين.

وقالت الصحيفة ايضاً أن المحكمة الدستورية الفرنسية أقرت الخميس الماضي قانوناً يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وصارت بذلك أول دولة أوروبية تفرض محلياً مثل هذا الإجراء. وتدرس كل من إسبانيا وبلجيكا حظراً مشابهاً.

ويمنع هذا القانون المثير للجدل المتوقع سريانه في الربيع القادم، إرتداء النقاب في أي مكان عام ومن يخالف ذلك سيواجه غرامة قدرها ١٥٠ يورو وأولئك الذين يجبرون النساء على ارتداء النقاب سيغرمون ٣٠ ألف يورو والسجن لمدة عام.

وفي دراسة إستقصائية في وقت سابق من هذا العام وجد مركز بيو البحثي أن الفرنسيين يؤيدون الحظر بهامش أكثر من ٤% إلى ١%. لكن العلاقات لم تكن أكثر تعقيداً مما هي عليه الآن في ظل المخاوف الأمنية الملاحظة.

ونوهت الصحيفة إلى استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" مؤخراً، سأل عامة الناس في الولايات المتحدة عما إذا كانوا يعتقدون أن المسلمين الذين يعيشون في فرنسا موالون للبلد، ورد بالإيجاب ما بين ٣٥% و٤٠% فقط. وعندما سئل المسلمون الباريسيون هذا السؤال قال ٧٣% إنهم يرون المسلمين موالين لفرنسا.