الدكتور بو عبد الله غلام الله لـ "تنا":المسلمون مؤهلون أكثر من غيرهم لاقامة الحضارة
واشار في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء التقريب "تنا" على هامش أعمال الدورة الحادية والثلاثين لمؤتمر الوحدة الاسلامية الذي يعقد في العاصمة طهران من 5-7 ديسمبر الحالي، الى وجود عراقيل تمنع العالم الاسلامي من اقامة حضارته ومن أبرز هذه العراقيل والعقبات هي أن المسلمين مغرمون بتقليد الغرب، وبما أن الغرب سبقنا بثلاثة قرون فمن المستحيل اللحاق بهم، لأنهم يسيرون بخطوات سريعة بينما خطواتنا بطيئة، كما لو انهم يقطعون مئة خطوة بينما نقطع 10 خطوات.
ونوه الى أن العالم الاسلامي ليس بوسعه ان يكون اوروبيا أو اميركيا، بل العكس تماما فان علماء المسلمين هم الذين نقلوا الحضارة الى الغرب والى الاندلس.
وبخصوص مؤهلات وميزات العالم الاسلامي، شدد على أن من أهم المؤهلات هي نصرة الله للمسلمين، اذ يقول جل وعلا، إن تنصروا الله ينصركم، فالايمان بالله أبرز مؤهلات العالم الاسلامي.
ورد على سؤال، بل أنك ترفض تقليد الحضارة الغربية فهل تدعو الى مقاطعة الغرب، بالقول: كلا، فالحضارة الغربية تمتلك التقنيات والعلوم ويتعين على المسلم أن يطلب العلم من كل مكان، لذلك على المسلم أن يحصل على علوم الغرب وتقنياته وتوجيهها نحو الغايات والأهداف التي التي نسعى لتحقيقها.
ولفت الى أن الغرب يريد فرض نظامهم الاجتماعي والسياسي علينا بينما يمنعنا من الاستفادة من علومه، معتبرا الحرب والضغوط والتهديدات التي يوجهها الغرب لايران تعود بالدرجة الاولى الى منعها من الحصول على العلوم النووية.
وبخصوص ريادة التجربة الجزائرية في تجاوز الأزمة والفتنة الطائفية، اشار الى أن أبرز ما يميز التجربة الجزائرية في هذا الصدد هو احترام الانسان، موضحا بأنه حتى المجرم لديه كرامة لأنه خلقه الله تعالى وفرض احترامه، هذا من جانب ومن جانب آخر هو أن الذي حمل السلاح ضد أمته لا ينبغي اعتباره عدوا، بل أنه ابن ضال يتعين علينا العمل على ارشاده واستعادته، وهذه هي سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تجاه الذين شاركوا المشركين الذي شاركوا في الحروب ضده، فاستطاع النبي الأكرم أن يجعلهم يعتنقون الاسلام.
واضاف، بأن الحكومة الجزائرية وفرت حياة كريمة لاولئك الذين حملوا السلاح، فقامت بتوظيف من لم يكن لديه وظيفة اما الذي كان لديه وظيفة فاعادته اليها، وأعادته الى عائلته وتحملت الحكومة الخسائر التي تسبب بها، فاذا كان قد قتل شخصا فانها دفعت دية المقتول عنه، واذا هدم بيتا فانها تعوض الذين هدمت دورهم، ثم طلبت من الارهابيين ان يعودوا الى بيوتهم واعمالهم سالمين.
ورد على سؤال، هل هذا يعني انك تدعو الى الصفح عن الارهابيين والمجرمين، هناك نوعان من الارهابيين، فقسم من أولئك هم من مواطني ورعايا البلد وقسم جاؤوا من الخارج، فاما المواطنين فينبغي اعادة تأهليهم واما الأجانب فيجب القاء القبض عليهم وتسليمهم لبلدانهم.