النهج الذي يسلكه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية هو امتداد لفكر اية الله البروجردي آنذك، الا انه في الوقت الراهن هناك تحديات كثيرة وعواصف شديدة تهب في المسار التقريبي وهذه حقيقة يجب اخذها بعين الاعتبار عند تقييمنا للجهود التي تبذل في هذا الشأن، فمثلا نرى في عصرنا الحاضر ان الفكر التكفيري يكن الحقد والضغينة للتقريب ويسعى دوما لمحاربة العاميلن على تحقيق ذلك، وهو ما يؤكد لنا سلامة دربنا في هذا الشأن.
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
اكد حجة الاسلام والمسلمين جعفر شجوني عضو اللجنة المركزية في "رابطة علماء الدين المجاهدين" خلال حديثه لوكالة أنباء التقريب، على أن النهضة التقريبية في عصرنا الحاضر هي امتداد لرواد الفكر الوحدوي ومنهم آية الله البروجردي (رحمه الله).
واشار شجوني، خلال زيارته لجناح وكالة انباء التقريب في معرض الصحافة ووكالات الأنباء، الى نشأة الفكر التقريبي والتي ابتدأت منذ مائة عام، أي في عهد العلامة " السيد عبد الحسين شرف الدين" الذي يعد من كبار علماء الشيعة في زمانه، ومناظراته مع الشيخ "سليم" رئيس الازهر آنذاك، حيث اتفق الطرفان على تقديم الأدلة والبراهين في هذه المناظرة، اثباتاً للمذهب الذي ينتسب كل من الطرفين اليه، وقد الف السيد شرف الدين كتابه الشهير " المراجعات" الذي تضمن تفاصيل حواراته مع شیخ الازهر الشريف.
وتطرق شجوني الى جهود السيد البروجردي (ره) بهذا الشأن قائلا : كان السيد البروجردي يؤكد في مراسلاته مع الشيخ شلتوت على ضروة التزام علماء المذهبين بموضوع التقريب والتآلف الاسلامي، واعتباره نهجا رئيسيا وشاملا لكافة المسلمين في العالم.
وتابع القول، أن الطريق الذي يسلكه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية هو امتداد للمدرسة التي اسسها آية الله البروجردي آنذك، منوها الى جهود أمينه العام آية الله الشيخ محمد على التسخيري، الخالدة في هذا المسار، رغم جميع المشاكل والتحديات الراهنة.
وذكر الشيخ شجوني أنه في زيارته لأحدى الدول الاسلامية من أجل المشاركة في مؤتمر حول التقريب والوحدة الاسلامية، أجرت احدى الفضائيات المعنية بهذا الشأن مقابلة معه بالاضافة الى احد العلماء من اهل السنة وذلك للحديث حول الاجتماع المرتقب عقده، وقال: " لقد اتفقت مع زميلي (العلامة السني)، على نقطة اساسية وهي أن أعدائنا الأمريكان والصهاينة لاينتسبون الى اي مذهب من المذاهب الاسلامية، لكن بالرغم من ذلك نراهم يتدخلون في شؤوننا ويسعون لاثارة الفتن الطائفية بيننا من اجل فرض سيطرتهم علينا وتحقيق مآربهم الاستعمارية في مجتمعاتنا".
كما نقل عن آية الله التسخيري، انه حدثه عن واقعة حصلت معه في احدي رحلاته الى باكستان، حيث اخبره شخص ان السفارة البريطانية في باكستان ارسلت شاحنتين مليئتين بالكتب المحرضة للفتن المذهبية، احداهما تحتوي على كتب معادية للشيعة والأخرى مليئة بالكتب المعادية لاخواننا السنة لتوزيعها في باكستان واثارة الفتن بين اتباع المذهبين في هذا البلد"،
ثم استخلص شجوني من ذلك " أن ما يسعى اليه الأعداء في مجتمعاتنا هو صب الزيت على نار الخلافات واثارة الصراعات فيها... وفي هذه الظروف المضطربة شهد العالم أجمع أن قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي، بدرايته ونظرته الشمولية للاحداث، استطاع ان يحتوي تلك الفتن ويطفئ نارها قبل فوات الأوان ".
وأکد العضو في "رابطة علماء الدين المجاهدين"، على ضرورة أن يدرك العالم الاسلامي ويتذكر دائما بان الصهاينة والأمريكان هما العدو المشترك للمسلمين جميعا، وأن هؤلاء مصداق حقيقي لآيات القرآن الكريم في سورة الحمد، " غير المغضوب عليهم ولا الضالين "، اي أن الصهاينة هم [ المغضوب عليهم] والمقصود بـ [ الضالين]، هو اليمين الصليبي المتطرف في الغرب، واضاف : "هؤلاء الأعداء لايرحمون حتى أنفسهم والتاريخ يشهد كيف قتل الأوربيون في الحرب العالمية الأولي والثانية بعضهم بعضا، فما بالك بالشعوب الاسلامية ".
واردف : في العصر الحاضر بادر الغرب الى نبذ جميع خلافاته الداخليه ليتوجه الى العالم الاسلامي وغرسها بينهم ليسهل سيادته على المسلمين.
وفي الختام اشار حجة الاسلام شجوني الى قرار شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب لزيارة كربلاء والنجف الأشرف، مرحبا به وواصفا أنه قرار صائب، ومؤكدا على آثاره الايجابية في وأد الفتن المذهبية وتفويت الفرصة على اعداء المسلمين لاستغلال الخلافات السطحية ضد ابناء الأمة.